صديقان جمنيان لم يعودا منذ اليوم صديقين وإلى الأبد، أحسنا إليّ من حيث
أرادا الإساءة إليّ! مواطن
العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)
رغم محاولاتي المتكررة لرأب
الصدع وتذليل الخلافات الفكرية وتجسير الهوّة الفاصلة بيني وبين الصديقين المعنيين،
إلا أن إصرارهما على الإساءة المجانية لشخصي وليس لأفكاري قد انتصرت على إرادتي
الصادقة في الحفاظ على شعرة معاوية بيننا، ولن أذكرهما بالاسم وذلك ليس احتراما
لشخصيهما بل احتراما لأصدقائنا المشتركين. وبكل أسف ومرارة، أول مرة في حياتي أحسم
في صديقين دفعة واحدة، وما سأنقله عنهما ليس تشهيرا بهما لأن الأول نشره للعموم
على الفيسبوك والثاني قاله على الملأ في مقهى بن عون بجمنة بحضور أربعة شهود جمنين
ثقاة.
فيما تتمثل إساءتهما لي؟
أنشأ الأول دون إذني أو إعلامي "صفحة مفتوحة في نقد الكشكاريات"
وكتب فيها متوجها
للقراء والمعلقين المحتملين الجملة المسيئة العدوانية التالية: "أريدك أن
تعرف بأنني لا أحذف أي تعليق حتى ولو كان في منتهى البذاءة". نقلني
هذا الصديق من مصاف المفكرين النكرات إلى مصاف المفكرين الكبار الذين تُنشأ من أجل
نقد إنتاجهم صفحاتٍ على الفيسبوك.
أما الثاني فقد قال لي
مباشرة في المقهى ما يلي: "أنت تنافق الإسلاميين في مقالاتك، والدليل أنك كلما
ذكرتَ الرسول محمد تضيفُ له عبارة صلى الله عليه وسلم
وكلما ذكرتَ علي بن أبي طالب تضيفُ له عبارة رضي الله عنه". هذا
شرف أعتز به أمام المجتمع التونسي صاحب الهوية العربية الإسلامية التي سلّمت بها واعترفت
حتى الأحزاب الماركسية (البوكت والموحد). بصدقٍ أرثِي لحالِ صديقي الذي لم يعد
صديقي لأن ثقافته اليسارية الماركسية الواسعة زيّنت له أن اليساريَّ، ماركسيٌّ
ملحدٌ أو لا يكون، وأقول له أن التقرب من محمد أكثر أصالة وأفضل وأشرف ألف مرة من التقرب
من حَمّة.
والغريب أن الأول
يريدني إسلاميا مثل عماد دغيج والثاني يريدني يساريا مثل حمة الهمامي! كان بِودّي
يا صديقيَّ السابقين لو كان الجمعُ بين النقيضين ممكنا! وأقول لكما في آخر مقالة
أوجهها لكما: أنا محمد كشكار لا أكثر ولا أقل، ويشرّفني أن اسمي على اسم خير الأنام
وخاتم النبيين وأشرف المرسلين محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وسلم تسليما.
إمضائي:
يطلب الداعية
السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج
العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا
كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 20 جويلية 2016.