vendredi 8 juillet 2016

هل رأيتم في حياتكم شيخًا ساذجًا يعتز ويفاخر بسذاجته الطفولية (بالدارجة نفس مؤمنة أو نية)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

هل رأيتم في حياتكم شيخًا ساذجًا يعتز ويفاخر بسذاجته الطفولية (بالدارجة نفس مؤمنة أو نية)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

فرحتُ في هذا العيد فرح الأطفال وذلك للأسباب "الواهية" الثلاثة التالية:
1.     أصيل جمنة، مقيم بالمرسى، أعزّ صديقٍ يساريٍّ حميمٍ في حياتي وأثمن كنزٍ ظفرتُ به منذ أربعين عام، أحبه أكثر من نفسي ومستعد أن أتبرع له بكلية لو أصابه مكروه وأفديه بعمري لو تعرض شخصه إلى خطر. صديقي هذا كان لا يقرأني. وكيف علمتُ بذلك؟ صفعني بها في وجهي مرة وما كان ليفعلها لو كان يعي مدى الألم التي تركته كلماته في نفسي. وأخيرا، قرأني وعلق (Commenter) على مقالي الأخير " بكل سذاجة سياسية وتلقائية وصدق وحب وأدب ولطف ولياقة وكياسة وثقة في التعايش السلمي والمستقبل المشترك رغم أنوفنا، أدعو إلى نشر دعوى عَلمانية في صفوف الإسلاميين التونسيين ودعوى إسلامية في صفوف اليساريين التونسيين؟"، لا بل اقتسمه ثلاث مرات (Partager) وناقشه مع أصدقائه في المقهى. ألا يفرحني هذا الاعتراف بمجهودي الفكري؟

2.     صديقٌ يساريٌّ حميمٌ ثانٍ، أصيل جمنة، مزدوج الإقامة بين ڤابس ومسقط رأسه، أساء إليّ فكريًّا على الفيسبوك في تعليقه على مقال نشرته بعنوان "فكرة معارِضة تماما للسائد في الساحة الثقافية التونسية الحالية: وددتُ لو رُشِّحَ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة لنيل جائزة نوبل للسلام ونالها كاملة!".  جمّدته فيسبوكيًّا (Bloquer). طلبتُ منه اعتذارًا فلم يستجب لاستجدائي.  بقيتُ غاضبًا عليه لكنني لم أستطع نفيه من قلبي من فرطِ كرمه الذي غمرني به أيام صَفانا. هاتفني في العيد مهنِّئًا.  ألا يفرحني هذا الاعتذار غير المباشر؟

3.     صديقٌ حميمٌ ثالثٌ، مفكرٌ حرٌّ، عصيٌّ عن التوظيف، رافضٌ للتصنيف، أصيل مدينة ڤابس، مزدوج الإقامة بين بومهل وحمام الشط، كان يلازمني يوميا في المقهى بحمام الشط على مدى عقدين من الزمن. مزاياه عليّ لا تُحصى ولا تُعدّ. قاطعني منذ عام دون ذنب اقترفته في حقه. لم ينقص تقديري له ولو ذرّة واحدة وله في وجداني كنزٌ من الاحترام، لو غرف منه سكان العالَم أجمع ما نضب. اليوم جاءني إلى مقهايَ بحمام الشط وكله أدبٌ وحياءٌ. ألا يفرحني هذا الرجوع المنتظَرْ على أحرِّ من الجَمَرْ؟

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 8 جويلية 2016.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire