mercredi 13 juillet 2016

المتقاعدون التونسيون المعاصرون: ماذا يميّز المتعلم منهم عن الأمّي (لا يقرأ ولا يكتب)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

المتقاعدون التونسيون المعاصرون: ماذا يميّز المتعلم منهم عن الأمّي (لا يقرأ ولا يكتب)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

1.     الذكاء؟
المتعلم ذكي في مجاله والأمي ذكي في مجاله (ومَن أذكى من الرسول الأمي محمد، صلى الله عليه وسلم؟). والذكاء لا يُصنّف حسب العالِم الفرنسي ألبير جاكار (On ne peut pas catégoriser l`intelligence) ولا يوجد شخصٌ أذكى من شخصٍ آخر!

2.     الثقافة؟
لو عرّفنا المثقفَ كمنتجٍ للمعرفة العلمية (مقالات أو كتب). الاثنان لم ينتجا أي علمٍ فكلاهما إذن غيرُ مثقفٍ. ولو عرّفنا المثقفَ كمُطّلِعٍ على غير اختصاصه فكلاهما إذن مثقفٌ (ومَن أثقفَ من الرسول الأمي محمد، صلى الله عليه وسلم؟).

3.     الكفاءة؟
صفةٌ غيرُ مربوطةٍ بالتعلم أو بالأمية، فقد نجد الكفاءة عند الاثنين أو نفتقدها عند الاثنين على السواء.

4.     الشجاعة البدنية؟
الأمي إلى الشجاعة أقربُ، لأنه لا يحسب العواقب، والمتعلم يزيد جبنُه كلما زاد مستواه التعليمي لكثرة حساباته.

5.     الحقيقة؟
الأمي يراها بعينيه مباشرة ويتعامل معها كما هي، أما المتعلم فيراها من خلال نظارات محرِّفة، يراها من خلال الكتب التي قرأها فيصدّق الكتب وينكر الواقع الفاقع.

6.     الفراغ والروتينية؟
الأمي يكون عادة صاحبَ حِرفة يدوية فيواصل ممارسة نشاطه العادي، أما المتعلم فمخٌّ دون يديْن، يعني معاقٌ عضويٌّ.

7.     المرض؟
يصيب البارِكَ (المتعلم) ويتجنب الحارِكَ (الأمي).

8.     القراءة والكتابة؟
من المفروض أنها الصفة الوحيدة التي تميّز المتعلم عن الأمي، لكن المتقاعد التونسي لا يقرأ ولا يكتب ولا ينشر مثله مثل الأمي، وجل متعلمينا لم يقرأوا كتابًا واحدًا ولم يحرّروا موضوعًا واحدًا منذ نصف قرن أي منذ تخرّجهم من المعهد أو من الجامعة، فلا فضل إذن بين متعلم وأمي إلا بالحس السليم (Le bon sens) وللأمي في هذا الأخير نصيب الأسد، حِسٌّ فطريٌّ لم تلوّثه كتبٌ النقلِ المفرغة من العقلِ يمينًا أو يسارًا.

9.     الخلاصة: أيُّ حصيلةٍ هزيلةٍ هذه بعد ستون عامًا من التعليم البورقيبي والبنعلي والثوري؟ يستوي الأمي مع المتعلم أو يتفوّق عليه!

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 12 جويلية 2016.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire