vendredi 1 avril 2016

شاركتُ اليوم والبارحة في ندوة حول الإصلاح التربوي ببن عروس. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

شاركتُ اليوم والبارحة في ندوة حول الإصلاح التربوي ببن عروس. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
الجهة المنظمة: المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس. ندوة الوظيفة العمومية.
العنوان: إصلاح المنظومة التربوية.
التاريخ: يومَي 31 مارس و1 أفريل 2016.
المكان: نزل جاركلوب ببرج السدرية (Caraibes).
الحضور: حوالي 100 مشارك حضروا الافتتاح منهم حفيظ حفيظ الكاتب المساعد للاتحاد المسؤول على الوظيفة العمومية والمندوب الجهوي للتعليم ببن عروس. افتتح الجلسة الأولى الصديق الأستاذ محمد علي البوغديري الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس. تابع الندوة إلى الآخر حوالي 50 مشاركا.
التنظيم: محكم ومريح جدا ومكبر الصوت واضح جدا ما عدى بعض البرازيت في الافتتاح. جلستُ على أريكة والساق على الساق طيلة الندوة.
لب الندوة:
المحاضرة الأولى: "العقوبات في قانون الوظيفة العمومية"
قدمها صباح اليوم الأول نبيل الهواشي المسؤول على التكوين في قسم الوظيفة العمومية. تكلم الخبير التربوي ساعة كاملة بلغة افتراضية اسمها اللغة العربية. كانت محاضرة قيمة جدا لكن لم أجد لها أي علاقة مع عنوان الندوة.
تدخلي الأول في النقاش في ثلاث نقاط:
1. أريد أن أضيف شيئا إلى ما ورد في المحاضرة يتعلق بالنظام التأديبي داخل المؤسسات التربوية حيث يبرز صلف وظلم الإدارة والبعد التعسفي في العقوبات المسلطة على التلميذ. سأحاول أن أكون محام الغائب، التلميذ.
- عقوبة الغش: من 4 أيام إلى 15 يوم في المحاولة الأولى وقد تصل إلى الرفت النهائي عند تكرر الخطأ. عقوبة قاسية جدا دون تمتيع المتهم بمن قد يدافع عنه. يبدو لي أنه من الخطأ أن نلتحئ مباشرة إلى العقوبات ونتجاهل الحلول العلمية مثل تجنب الاكتظاظ في القسم أو التخفيف في البرامج أو ملاءمتها مع انتظارات التلميذ واهتماماته أو بيداغوجيا المشروع. التلميذ هو آخر المسؤولين في حلقة المتسببين في الدفع به إلى الالتجاء للغش وهو في الواقع الوحيد الذي يُعاقب على جرم مشترك. المدرس (ابتدائي وإعدادي وثانوي وعال) يقيم التلميذ وهو لم يدرس علم التقييم (Docimologie) جامعيا يوما واحدا.
- عقوبة سب الجلالة: محمد صلى الله عليه وسلم سامح مَن بال في الجامع والله سبحانه وتعالى أمهل الشيطان الذي عصى أمره ولم يسجد لآدم ونحن لم نمهل تلميذا مراهقا لم يدرك بعد فداحة خطئه العفوي.
- عقوبة تعنيف المدرس لفظيا أو ماديا: إذا بدأ المدرس بالعنف يسقط حقه نهائيا في تتبع التلميذ مهما كان نوع رد فعل هذا الأخير على العنف المسلط عليه حتى ولو كان رده عنيفا لفظيا أو ماديا.
المحاضرة الثانية: "ملخص الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية الذي دار بين الاتحاد والوزارة والمعهد العربي لحقوق الإنسان" قدمها نفس المحاضر الأول ودامت 45 د.
تدخلي الثاني في النقاش:
1. حول تقييم التلميذ وتفقد المدرس:
- تقييم التلميذ: ألاحظ غياب التكوين في علم التقييم لدى المدرسين. من الأفضل أن يتكفل بعملية التقييم عينٌ خارجية أي مؤسسة مستقلة وتُسحب مهمة التكوين الجزائي والإشهادي من أيدي المدرسين وتُترك لهم مهمة التقييم التكويني فقط. يحث العلم الحديث على التقليل من عدد التقييمات ونحن على العكس نكثر منها.
- تقييم المدرس: في العالم يوجد أربع نماذج من التفقد ونحن نعتمد أسوءها، النظام الفرنسي. فنلندا أحسن نظام تربوي في العالم لا يوجد فيها تفقد بيداغوجي.
2. حول تكوين المدرسين:
يبدو لي أنه على المدرس أن يتكون في الاختصاصات التالية الضرورية لمهنة التدريس: الإبستمولوجيا، تاريخ العلوم، السيميولوجيا، البيداغوجيا، الديداكتيك، علم التقييم، علم نفس الطفل، علوم التواصل وعلوم الحاسوب.
3. حول تنمية جميع أنواع الذكاء:
نحن اليوم نركز على تنمية الذكاء الذهني ونهمل الأنواع الأخرى كالذكاء اليدوي أو الجسمي أو الفني ونقيس الذكاء الحيني (QI) ونتجاهل الذكاء المحتمل (L`intelligence potentielle).
4. حول وجود الموهبة:
تكلم المحاضر عن تلميذ موهوب وآخر غير موهوب. أنا لم أجد حتى الآن تعريفا علميا لمفهوم الموهبة وفي المقابل أعرف أن لا وجود لجينة مولدة للذكاء وأخرى للغباء. وأظن أن العالم أنشتاين لو عاش في الصحراء مع بدو رحل رعاة لأصبح في أحسن الأحوال شاعرا أو راعيا,
5. قال المحاضر ووافقه بعض الحضور أن جل الإرهابيين الإسلاميين تخرجوا من شعب علمية. أما أنا فأقول: هل إرهابيو الحكومات الأمريكية والفرنسية والروسية والإسرائيلية وبادرماينهوف الألمانية والألوية الحمراء الإيطالية وبول بوت الكمبودي، تخرجوا كلهم من شعب علمية؟
ملاحظة 1: أثار تدخلي الثاني متفقدة وشاعرا من الحضور. المتفقدة قالت أن بعض المتفقدين متحصلون على ماجستير أو دكتورا ورأى الشاعر في مقارنة أنشتاين احتقار للشعراء.
وكان ردي مقتضبا: أقول بكل لطف لزميلتي أنني لم أجزم ولم أعمم وإن فعلتُ فأنا مخطئ. أما الشاعر الذي لم يفهمني فأقول له: أظنني رفعتُ من شأن الشعراء عندما قلتُ أن أنشتاين الذي ثبتت عبقريته قد يصبح شاعرا ولا أدري كيف سيصبح أنشتاين عالم ذرة لو عاش في الصحراء دون جامعات ولا مخابر وأؤمن أن الذكاء لا يُرتّب لذلك يكون أنشتاين والشاعر والراعي بالنسبة لي مختلفون في الذكاء ولا أفضل أحدا على آخر.
المحاضرة الثالثة: "تنقيح الأحكام العامة في تنقيح قانون الوظيفة العمومية"، قدمها لطفي الحمروني، الكاتب العام السابق لجامعة التجهيز والتي دامت ساعة وهي أيضا قيمة كالأولى وخارجة تماما عن موضوع الندوة مثلها. تدخلي الثالث حولها كان أوتوماتيكيا خارجا مثلها لذلك لم أر حاجة لنشره اليوم.

في نهاية التدخلات، توجهتُ إلى رئيس الجلسة وقلتُ: رجاء حتى لا أقول نقدا لأنني تعبت من النقد وتداعياته: أظن أن كل المربين مجمعون على نموذجية النظام التربوي الفنلندي ولكن الاتحاد لم يبرمج في كل ندواته التربوية ولو محاضرة واحدة حول هذا النموذج الناجح.

ملاحظة 2: بعد اختتام الندوة وعند الغداء، اقترحتُ علَى البوغديري مشروع تحضير ندوة في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس حول النظام التربوي الفنلندي الناجح تُحاضر فيها الملحقة الثقافية بسفارة فنلندا بتونس وتطوعتُ لاستدعائها شخصيا وذلك لسابق معرفة سطحية بشخصها يوم شاركتني تأثيث ندوة تربوية نظمها الحزب الحمهوري بنزل أفريكا. وافق محمد علي وفرحتُ أنا فرحا شديدا.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 1 أفريل 2016.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire