jeudi 4 janvier 2024

ابن تيمية والصوفية (1263-1328) ؟

 

 

"ابن تيمية طرد كل ما صادفه من انعكاسات للفلسفة والمؤثرات اليونانية على الخطاب الديني، وشهّر بعدد من المذاهب الباطنية معتبرا أنها من البدع بسبب ما توليه من أهمية للتأويل، وأنكر مفهوم وحدة الوجود، نظرية وتطبيقًا، التي قال بها الصوفيون ومارسوها بعدما رأى فيهم خطرًا أشد من المسيحيين على دين قائم على عقيدة الإله الذي لا شريك له. وإذا كان الله في العقيدة المسيحية صار إنسانًا (في معجزة الحلول) فالإنسان مع الصوفيين أصبح مهيأ للحلول الإلهي فيه. فعندما يتجسد اللاهوت في الناسوت يصبح الحلول عند الصوفية عامًّا فيما كان عند النصارى خاصًّا بالمسيح. وهذا يتناقض مع فكرة الله الواحد الأحد. كما حرّم ابن تيمية زيارة أضرحة الأولياء وزيارة القبور مدينًا كل أشكال الشفاعات ومساويًا بينها وبين ما تبقّى من العادات الوثنية المكروهة التي تستحق قطع الدابر."

 

المصدر: أوهام الإسلام السياسي، عبد الوهاب المؤدب، نقله إلى العربية مجمد بنيس والمؤلف، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء 2002، 181 صفحة، الثمن: 62 درهمًا (ص 46).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire