vendredi 19 janvier 2024

نموذج النمو الاقتصادي المتسارع المعتمد في الدول النامية


نموذج النمو الاقتصادي المتسارع المعتمد في الدول النامية يؤدّي حتما إلى استنفاد الثروات الطبيعية والتلوث البيئي وتعميق الفوارق الاجتماعية وإنهاك العمال وتهديد التنوع البيولوجي والتوازن البيئي ويتناقض تماما مع محدودية كمية الثروات الطبيعية في العالم.
النموذج البديل لنموذج النمو الاقتصادي المتسارِع المعتمَد في الدول النامية يتمثل في ترشيد الاستهلاك الذي ينجر عنه حتما التخفيض في الإنتاج.
ما يهدد العالم اليوم ليس تزايد عدد السكان كما يروجون بل يهدده التقسيم غير العادل للثروات بين الشمال (الدول المصنّعة) والجنوب (دول العالم الثالث الفقيرة).
أزمة عدم توفّر لقاح كوفيد-19 في بلدان العالم الثالث الفقيرة تؤكد يوما بعد يوم ضرورة تأميم قطاع الصحة وإخراجه من أَتُون الرأسمالية.
كل اكتشاف علمي جديد يختطفه رجال أعمال جشعون، يحولون وجهته من خير على كل الإنسانية إلى شر على الأغلبية ويوظفونه للربح السريع الحرام.

أزمة عدم توفّر لقاح كوفيد-19 في بلدان العالم الفقيرة: المتسبب الأول فيها هو جَشَع أصحاب المخابر الذين يرفضون تسليم براءة الاختراع.
النموذج البديل لنموذج النمو الاقتصادي المتسارِع المعتمَد في الدول النامية يتمثل في إعادة الاعتبار للأنشطة غير المؤجرة وغير المعادية للبيئة.
تبذير الأغنياء يساهم في استنفاد الثروات الطبيعية والتلوث البيئي وتعميق الفوارق الاجتماعية أكثر من تزايد عدد السكان.
الأنشطة البشرية الصناعية والعادات الاستهلاكية تهدد التوازن البيئي ولا أحد يعرف بالضبط مدى تأثيرها السلبي المستقبلي على محيطنا الحيوى.
الأكيد أن العالمَ مهددٌ بالتصحّر وانقراض بعد الكائنات الحية النادرة وحتى بعض المجتمعات مهددة بالانحطاط نتيجةَ الحوكمة غير الرشيدة.
كثيرا ما ينسى البشر أنهم ليسوا الوحيدين على وجه الأرض وأن كل ما يفعلونه قد يؤثر على الكائنات الأخرى سلبا أو إيجابا.
للتخفيف من استنفاد الثروات الطبيعية يجب الترفيع في الضرائب على الأغنياء وتنظيم النسل حتى ينقص الاستهلاك المحموم فينقص إنتاج السلع.
أن تختار البديل "لحل أزمة استنفاد الثروات الطبيعية" المطروح من قِبل المجتمعات الغربية، يعني أنك اخترت طريقة تفكير نهّابي المستعمرات.
للتخفيف من استنفاد الثروات الطبيعية يجب الضغط على المتسبب الرئيسي (الدول المنتجة والمستهلكة في آن) قبل المتسبب الثانوي (الدول المستهلكة).
كمْ يلزمنا من وقت حتى نعي أن "حل أزمة استنفاد الثروات الطبيعية" ليس مسألةً تقنية (technologique) بل هي أخلاقية بامتياز (éthique) ؟
مشكلة الاحتباس الحراري: يبدو أن طريقة حلها بتعويض تكنولوجيا (CFC) بأخرى ليست الطريقة المجدية، فعوض أن نحل مشكلا خلقنا مشكلا جديدا.

Source : Le Monde diplomatique, février 2021

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire