كوفيد-19، هل كان سيكون قتلاه بهذا العدد في العالم، لو لم يُفكك قطاع الصحة العمومي من قِبل النظام الليبرالي المتوحش.
منذ 30 عامًا، كل أزمة مرت بنا إلا وغذت في نفوسنا أملاً غير معقول برجوع العقل، باسترجاع الوعي، أو بضربة النهاية.
خدعنا الكوفيد-19 بتحطيمه للحدود الاجتماعية والقومية فوجدنا أنفسنا محجورين معزولين. مَن سيستفيد من هذا الوضع المفارق ؟
كل المختصين أجمعوا على أن سياسة الحجر العام أملاها النقص في الوسائل خاصة في المستشفيات العمومية الناتج عن الليبرالية.
بحث وبائي بريطاني أثبت أن سياسات التقشف في ميزانيات القطاعات العمومية منذ 2008 عمقت الهوة بين الأغنياء والفقراء.
محجورون، يعامَلون كالأطفال، مندهشون ومرعوبون من قِبل قنوات البث المتواصل، أصبحت المجتمعات "فرايجية"، سلبية، محطّمة.
أقفرت الساحات والأنهج والشوارع، لا سترات صفراء في فرنسا ولا حراك في الجزائر وكأننا أطفال روعهم دوي الرعد، كل واحد ينتظر ما يخبئه له القدر.
كوفيد-19 دفع بعديد البلدان إلى الهاوية واستحضار الأقدار في هذه الحالة لن يخفي الواقع. الوقاية خير من العلاج عوض التهرب من المسؤولية.
الأزمات تتشابه. عندما تشتد العاصفة يدعو القبطان للتضامن وتنقشع السحب: فريق يرجع إلى بؤسه في قعر السفينة وفريق يرقص على ظهر المركب.
الخطر صحي والحل أمني: عجزوا عن تقديم علاج للكورونا فحجروا الناس بدعوى حمايتهم. لكن بين الحماية والمراقبة الرقمية شعرة أو فرصة للانتهازيين.
ما أسهل أن تراقب شعبًا في الحجر الصحي العام. "زردة" لقطاع بأكمله: الصناعات التكنولوجية ومجال المراقبة الرقمية السائلة. (Z. Bauman)
العولمة المنشودة: حجر صحي أو حجر للحريات الفردية وإطلاق العنان للمراقبة الأمنية. كل الصناعات تعطلت إلا صناعة كسر الأنوف وتكميم أفواه.
في الأوساط الليبرالية، كلمة السر الموحدة: بعد الكورونا نرجع كما كنا قبلها. "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ": مَن تسبب في ظهور الفيروس وانتشاره ؟
خلافا لجل البلدان الأوروبية، السويد اختارت طريقة غير قسرية لمواجهة الوباء: دعت إلى تضييق حرية التنقل لكنها لم تفرض الحجر العام.
الأزمة الصحية فتحت الباب أمام الجهلة والمشعوذين والسياسيين الشعبويين الذين يسخرون من العلم ومن مفهوم التعقيد (la complexité) ومن قدسية الحريات الفردية.
Source : Le Monde diplomatique, avril & mai 20020
منذ 30 عامًا، كل أزمة مرت بنا إلا وغذت في نفوسنا أملاً غير معقول برجوع العقل، باسترجاع الوعي، أو بضربة النهاية.
خدعنا الكوفيد-19 بتحطيمه للحدود الاجتماعية والقومية فوجدنا أنفسنا محجورين معزولين. مَن سيستفيد من هذا الوضع المفارق ؟
كل المختصين أجمعوا على أن سياسة الحجر العام أملاها النقص في الوسائل خاصة في المستشفيات العمومية الناتج عن الليبرالية.
بحث وبائي بريطاني أثبت أن سياسات التقشف في ميزانيات القطاعات العمومية منذ 2008 عمقت الهوة بين الأغنياء والفقراء.
محجورون، يعامَلون كالأطفال، مندهشون ومرعوبون من قِبل قنوات البث المتواصل، أصبحت المجتمعات "فرايجية"، سلبية، محطّمة.
أقفرت الساحات والأنهج والشوارع، لا سترات صفراء في فرنسا ولا حراك في الجزائر وكأننا أطفال روعهم دوي الرعد، كل واحد ينتظر ما يخبئه له القدر.
كوفيد-19 دفع بعديد البلدان إلى الهاوية واستحضار الأقدار في هذه الحالة لن يخفي الواقع. الوقاية خير من العلاج عوض التهرب من المسؤولية.
الأزمات تتشابه. عندما تشتد العاصفة يدعو القبطان للتضامن وتنقشع السحب: فريق يرجع إلى بؤسه في قعر السفينة وفريق يرقص على ظهر المركب.
الخطر صحي والحل أمني: عجزوا عن تقديم علاج للكورونا فحجروا الناس بدعوى حمايتهم. لكن بين الحماية والمراقبة الرقمية شعرة أو فرصة للانتهازيين.
ما أسهل أن تراقب شعبًا في الحجر الصحي العام. "زردة" لقطاع بأكمله: الصناعات التكنولوجية ومجال المراقبة الرقمية السائلة. (Z. Bauman)
العولمة المنشودة: حجر صحي أو حجر للحريات الفردية وإطلاق العنان للمراقبة الأمنية. كل الصناعات تعطلت إلا صناعة كسر الأنوف وتكميم أفواه.
في الأوساط الليبرالية، كلمة السر الموحدة: بعد الكورونا نرجع كما كنا قبلها. "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ": مَن تسبب في ظهور الفيروس وانتشاره ؟
خلافا لجل البلدان الأوروبية، السويد اختارت طريقة غير قسرية لمواجهة الوباء: دعت إلى تضييق حرية التنقل لكنها لم تفرض الحجر العام.
الأزمة الصحية فتحت الباب أمام الجهلة والمشعوذين والسياسيين الشعبويين الذين يسخرون من العلم ومن مفهوم التعقيد (la complexité) ومن قدسية الحريات الفردية.
Source : Le Monde diplomatique, avril & mai 20020
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire