يُحكَى أن سلطانًا من سلاطينِ غرناطة
(1482 ميلادي)، قبل سقوطِها بعشرِ سنواتٍ، واسمه أبو الحسن علي
ابن سَعْدٍ، أصيل السلالة الحاكمة لبني الأحمر، هَجَرَ زوجتَه، ابنة عمه فاطمة بنت
محمد الأيسر، ليتسرر بسبيةٍ نصرانيةٍ تُدعَى إيزابيل دو سوليس، سمّاها هو ثريّا.
وفي صبيحة يومٍ من الأيامِ، دعا كل أعضاء حاشيته، وجمعهم في ساحةٍ عَطِرَةٍ،
مكسوةً بالآسِ والريحانِ، لمشاهدة هذه الأمَةِ الرومية وهي تستحمّ. وبعد خروج
جاريته من الحمام، دعا جميع الحاضرين لِملء أكوابهم من ماء الحوضِ الذي كانت تتبختر فيه وأمَرَهم بِشُربِه، ثم طلب منهم
التحدثَ بحماسةٍ، شعرًا أو نثرًا، حول الطعمِ اللذيذِ الذي اكتسبه هذا السائلُ من
جسمِ ثريّا. استجاب الجميعُ إلا واحد فقط، وهو الوزير أبو القاسم الذي بقي جالسًا
بكرامةٍ وكبرياءٍ، سأله السلطانُ عن السببِ، أجابَه قائلاً: "خِفتُ أن أذوقَ
المَرَقَ فتَهِيمُ نفسي بالحَجَلِ".
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 19 فيفري 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire