نص أمين معلوف (مسيحي):
"ربي، لا تكن أبدًا بعيدًا عني ! لكن لا تكن أيضًا قريبًا قريبًا
مني !
دَعْنِي أتعبّدُكَ في النجومِ
التي تُزيِّنُ ذَيلَ رِدائِكَ ! لكن لا تُرِيَنِي وجهَكَ ! (م. ع: فوجهُك يغشانِي
من رُسْغِ قدمِي إلى بَنانِي !).
ائذَنْ لي أن أصْغِي إلى خَرِيرِ
مائِكَ الذي أنزلتْ وفي جداولِك أجرَيتْ، إلى الرياح التي في أشجارِك بعثتَ وإلى
النسائمِ التي في أغصانِها نفثتْ وأوراقَها حرّكتْ، وإلى ضَحِكاتِ الأطفالِ التي على
أفواههم فصّلتْ وفي رَسْمِها تفنّنت ! لكن، ربي ! ربي ! لا تأذن لي بالإنصاتِ إلى
صَوتِك ! (م. ع: فصوتُك يسكنُ كِيانِي وذكرُك أسمعُه يوميًّا خمس مرات في الآذانِ !)
(...) نَنْسُبُ إليه القهرَ،
المَكْرَ، العدْلَ والرحمةَ، لكن ما أدرانا بحقيقةِ أسمائه الحُسنَى ؟
لو كنتُ مكانَه (م. ع: سبحانَه "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد")، لو استويتُ على عرشِه، منذ الأزل
وإلى الأبد، حاكِمُ الأمس والغد، حاكم الخلقِ والحياةِ والمماتِ،
يبدو لي أنني قد لا أبْدِي، لا مللاً ولا رِضًا - وماذا يعنِي الملَلُ لِمَن
سِمتُه الخلودُ ؟ وماذا يعنِي الرضا لِمَالِكِ
الكونِ ؟
لا أتخيلُه غاضِبًا أو
مصدومًا، ولا منتقِمًا من عباده الخارجين عن البابا أو الخائنين لأزواجِهم.
لو كنتُ إلهً... (م. ع:
أستغفِرُ الله).
(...) الإله الذي يستحق أن
أسجدَ تحت قدمَيهِ لا يمكن أن يحملَ ضَعفًا أو حساسِيةً. أتصورُه متعالٍ عن كل
هذا. أتصورُه أعظمَ. إنه أعظمُ، أعظمُ، كما يحلو للمسلمينَ ترديدَ تبجيلِه ويُسبِّحونَ
باسمِه وبِحَمدِهِ بُكرةً وأصيلا."
Référence
biblio: Je viens de finir le 6e roman d`Amin Maalouf, Le Périple de
Baldassare, 1re publication Ed. Grasset, Paris 2000, pp. 489, 499
& 500.
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد"
مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ
طُولًا" (قرآن)
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 17 فيفري 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire