تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، في 6 أوت 2013.
قال الله تعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على
كل شيء قدير." آل عمران - ٢٦
بكل حب ومودة وأخوّة ولطف ودون
خلفيات إيديولوجية متعصبة ومتخلفة، أرجو من إخواني، جميع مسلمي العالَم العربي، أن
يطرحوا على أنفسهم الأسئلة المحيّرة والمحرجة التالية:
-
على أي أساس أتى الله الملك إلى غير المسلمين ونزعه من العرب المسلمين منذ
القرن الرابع هجري أو الثاني عشر ميلادي؟
-
على أي أساس أعز الله غير المسلمين وأذل العرب المسلمين منذ القرن الرابع
هجري أو الثاني عشر ميلادي ؟
-
هل على أساس دينهم وعرقهم ولونهم وجنسيتهم أو على أساس
علمهم وعملهم واجتهادهم؟
-
لماذا أعز المسلمين على مدى الأربعة قرون الهجرية الأولى
وأذلهم على مدى العشرة قرون الهجرية التالية؟
-
لماذا أذل غير المسلمين على مدى الأربعة قرون الهجرية
الأولى وأعز غير المسلمين على مدى العشرة قرون الهجرية التالية؟
-
لماذا نصر الصهاينة على الفلسطينيين مع أن الصهاينة يهود
"محرفون لدين موسى عليه السلام" والفلسطينيون مصدقون لدين محمد خاتم
الأنبياء وسيد المرسلين والنبيين صلى الله عليه وسلم؟
-
لماذا وفّر للغربيين "المحرّفين لرسالة عيسى عليه
السلام" (الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكندا وأستراليا) وللآسيويين "المشركين"
(اليابان وكوريا الجنوبية وهونڤ كونڤ وسنغفورة وتايوان-أو الصين الوطنية) فرص
التقدم والعلم والوفرة والصحة والنظافة والثقافة والأمن والأمان ومنعها على العرب المسلمين؟
-
لماذا أعز الأمريكان والصهاينة والأوروبيين بجيوش جرّارة
وأسلحة فتّاكة وأصاب العرب المسلمين بالاحتلال والذل والحروب الأهلية؟
-
لماذا بقيت الجزيرة العربية، مهد الرسالة المحمدية - وعلى
مدى عشرة قرون - أكبر دولة متخلفة في العالم على جميع المستويات وفي كل المجالات:
الاقتصادية والصحية والبيئية والعلمية والتعليمية والفكرية والثقافية والفنية والسياحية
والاجتماعية والديمقراطية والحرية والحقوقية والجمالية والمساواة بين النساء والرجال
والمساواة بين الرجال والرجال وفي كل المجالات الإنسانية عموما؟
-
لماذا نرى جل العرب المسلمين يصلون خمس مرات في اليوم ويصومون
شهرا كاملا كل سنة، ونراهم في نفس الوقت يوما يعد يوم في التخلف يغرقون، في العلم
يتأخرون، في الجهل يتقدمون، في الحروب مع الأعداء يُهزمون، في الحروب الأهلية
يستأسدون ولبلدانهم وبأيديهم بعد الثورة يُخرِّبون؟
خاتمة:
حسب وجهة نظري
المحدودة علميا، وكغير مختص في العلوم الدينية والسياسية والاجتماعية والأنتربولوجية
(L'anthropologie est la branche des sciences qui étudie l'être humain sous tous ses aspects, à la fois physiques, atomiques, morphologiques, physiologiques, évolutifs, et culturels, socio-religieux, psychologiques, géographiques, etc).
يبدو لي أن الإسلام كدين ليس هو المشكل وليس هو
الحل أيضا، فحل التخلف والجهل والفقر، هو العلم والعمل ولا غير العلم والعمل، وهذا
الحل يتماهى ويتماشى ويتأقلم ويتكيّف مع كل الأديان والأعراق، والدليل أن ما يقارب
40 في المائة من المسلمين في العالم يعيشون في سلام ووئام كأقليات في دول عَلمانية
و ديمقراطية (أوروبا، أمريكا، كندا، أستراليا، الهند، الصين، سنغفورة)، منهم مئات
الآلاف يشاركون كعلماء في إنتاج العلم والمعرفة في شتى المجالات وشتى المستويات، ومنهم
مئات الملايين كفلاحين وعمال وموظفين وتجار ورجال أعمال يساهمون في الدورة
الاقتصادية والثقافية والفكرية من أجل رقي وتقدم بلدانهم غير الإسلامية.
بِصدقٍ،
أنا لا أملك جوابًا وليس لي شك في عدله - سبحانه وتعالى - لكن عندي شك أكيد في صِدقِ
إيمان العرب المسلمين بعدله. وأقول: لله
في عدله شؤون! لكنني في الوقت نفسه أؤمن بالعمل قبل العبادة، والعمل هو في حد ذاته
عبادة ، ومن سوء حظ العرب المسلمين أنهم قدّموا عبادة على عبادة، وقدسوا عبادة وأهملوا عبادة، لذلك يبدو لي أنهم
أجازوا أنفسهم - قبل أن يجيزهم الله - أعدل جزاء: ربما لأنهم علموا ولم يعملوا، أم
أنهم لربهم مراؤون ولعباده منافقون، أم أنهم على أعدائهم وأعداء الإنسانية رحماء وعلى
بعضهم أشدّاء.
الإمضاء:
"لا أحد
مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن
أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي
"المثقف
لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار والكلمات.
غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير
الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية" جان زيغلر
"يخون المثقف وظيفته،
إذا كانت هذه الأخيرة تتقوّم بالرغبة في التأثير على النفوس" ريجيس دوبريه
"ما أسهل أن نرتدي عباءة أجدادنا وما أصعب أن تكون لنا
رؤوسهم" مطاع
الصفدي
مواطن العالَم: يطلب
الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا - اقتداءً
بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد
رغم أن الشكر يفرحني كأي بشر،
لذلك لا يضيرني إن قرأني واحد أو ألف لكن يبقى الكاتب
منعزلا إذا لم يكن له قارئ ناقد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire