الأربعاء 6 فيفري 2013 في تونس "الأزمة الثورية":
أحزنني خبر اغتيال ثاني زعماء اليسار السياسي التونسي، المحامي المعارض لبن علي سابقا و للترويكا الحاكمة حاضرا، شكري بلعيد، اغتياله قَسَمَ ظهر خصمه السياسي و في المقابل شحذ نضالية رفاقه. و مَن حفر اليوم جبا لأخيه وقع حتميا غدا فيه. أُدين و بشدة هذا العمل الإجرامي مهما كان مأتاه و لا أرى له إطلاقا أي مبرر. و من الواضح أن المواطن التونسي مُطالب الآن و ليس غدا، بأن ينحاز إلى أحد خيارين لا ثالث لهما: إما الانحياز الحق للضحية أو الانحياز الباطل للجلاد. و أنا منحاز منذ زمان إلى الحق و أقف إلى جانب الضحية و ذويها و أصدقائها و رفاقها و أعزيهم في فقيدهم الجلل، رحمه الله و أسكنه فراديس جنانه و شمله بعفوه و رحمته، يا أرحم الراحمين يا رب العالَمين. و أرى أيضا أن بين الشر و الأشر ليس لك ما تختار، لكنني أتمنى من كل قلبي أن تكون الجريمة فردية كيدية ثأرية عمياء و لا تكون - لا قدر الله - سياسية حزبية تصفوية إرهابية كما عودنا بذلك الإسلام السياسي الوهابي المعاصر، المنحاز إلى المرجعية الصريحة و المُعلنة المتمثلة في المنظمة الإرهابية "القاعدة" و إلى فكر صاحبها أسامة بن لادن، المتطرف و المكفّر لجميع المسلمين غير الوهابيين الجهاديين و لا يستثني من الكفار إلا تابعيه فقط. لا أطالب بالإعدام لقاتل شكري بلعيد لأنني لآ أؤمن بجدوى الحكم بالإعدام على أي مجرم كان و أوكل أمره إلى الله لعدم إيماني بوجود قضاء مستقل في البلدان العربية الإسلامية جمعاء منذ عمر إلى مرسي و المرزوقي. و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي. مواطن العالَم د. محمد كشكار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire