vendredi 22 février 2013

ليس الشعب هو مَن يكتب دستوره و إنما الدستور هو الذي يخلق شعبه! مواطن العالَم د. محمد كشكار



ليس الشعب هو مَن يكتب دستوره و إنما الدستور هو الذي يخلق شعبه! مواطن العالَم د. محمد كشكار

حكمة اليوم قالها أستاذ فلسفة قدير متقاعد، سمعتها أثناء الجلسة الصباحية في الطاولة الثقافية بمقهى حمام الشط الغربية، أكررها مع أنني لم أتمكن من تملّكها بعد، لا للبس فيها و إنما لنقص في ثقافتي الفلسفية و مع ذلك سأحاول إعطاء أمثلة تدلل على وجاهتها
-         دستور اليابان الحديث كتبه المنتصرون الأمريكيون من ألفه إلى يائه و هذا الدستور المستورَد هو مؤسس الدولة اليابانية المتقدمة و الغنية و المزدهرة دوما. مضى عليه نصف قرن و لم يُحرّف فيه حرف واحد رغم مطالبة اليابانيين الوطنيين بتغييره و تعديله
-         دستور فرنسا، مؤسس الجمهورية الخامسة 1958، كتبه اثنان، العسكري شارل ديڤول و الحقوقي ميشال دوبري
-         دستور أمريكا، كتبه 55 أب مؤسس. دستور خلق شعبا أمريكيا موحّدا و متماسكا انطلاقا من شتات مهاجرين من شتى الدول و الأديان و القوميات و الأعراق و الألوان. دستور لائكي مائة بالمائة متعايش مع شعب متدين بامتياز رغم حرية المعتقد التي يكفلها هذا الدستور في أول بنوده المشهورة. دستور تخدمه الدولة و ليس العكس و يحترمه و يقدسه الشعب الأمريكي بأكمله رغم تعدد أديانه و قومياته و ألوانه و ثقافاته و حضاراته
حادثة أمريكية معبّرة: في مرة من المرات خالف مجلس ولاية من الولايات المتحدة هذا الدستور و رفض تسجيل أطفال سود في مدرسة بيض. رفع أولياء هؤلاء التلاميذ تظلما إلى المحكمة الفدرالية فحكمت لفائدتهم لكن الوالي المعني لم ينفذ الحكم الفدرالي فأعلن رئيس الولايات المتحدة الاستنفار العام من أجل تطبيق الدستور بحذافيره
-         دستور تونس الجديد، 217 نائب يحاولون كتابته منذ عام و نيف. خوفي أن تمر ست سنوات، فترة التعليم الابتدائي الضرورية لتعلم القراءة و الكتابة، و هم لم يتعلموا الكتابة بعدُ. شعب يريد كتابة دستور و هو شعبٌ لم يُخلق بعدُ، لأن الدستور - حسب رأي صديقي الفيلسوف - هو خالق الشعب و ليس العكس

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا   وغير مباشر  
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية
حمام الشط في 22 فيفري 2013


1 commentaire:

  1. إضافة ثلاث حجج - قوية حسب رأيي - تسند وجهة نظر كاتب المقال أعلاه:

    1. دستور المسلمين، الصحابة و المعاصرون، القرآن الكريم، بوحي إلهي أملاه الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم - و كان دستورا مؤسسا للدولة و الأمة الإسلامية و قد كانا الاثنان من قبله عَدَمَا. و قد امتدحه فيلسوف الثورة الفرنسية جان جاك روسّو لأنه جمع و صالح بين الدين و السياسة.

    2. ليكورڤ (Lycurgue, IXe siècle av. J.-C)، كاتب دستور سبارتا الإغريقية اليونانية، انتحر عندما طلبوا منه تعديل الدستور لأغراض فئوية ضيقة و فضّل الموت الاختياري جوعا على خيانة الدستور.

    3. قال الأمريكان (بما معناه): يكون من الأفضل لنا أن نحافظ على دستورنا رغم مساوئه و رغم قدمه (هو واحد من أقدم الدساتير المكتوبة و المطبقة إلى يومنا هذا)، على أن نحسّنه و نطوّره بإضافة بنود وجيهة تساير العصر الحديث.

    RépondreSupprimer