dimanche 10 février 2013

هل الحكّام في كل دول العالَم، هم من طينة البشر، حتى نطالبهم بحقوقنا بطرق إنسانية؟ عن مكيافيلي. نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار



هل الحكّام في كل دول العالَم، هم من طينة البشر، حتى نطالبهم بحقوقنا بطرق إنسانية؟ عن مكيافيلي. نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

ملاحظة: نص العنوان أعلاه و عنوان الفقرة الأخيرة و إضافة واحدة و تعليق واحد، هم فقط من تأليفي


المصدر: مجلة كتابات معاصرة، عدد 83، المجلد 21 (شباط - آذار 2012)، ص 39-43، مقال د. خالد البحري بعنوان "ذئب مكيافيلي المنسي، الحاكم تلميذ القنطور و مريده [نص غير منشور لجاك داريدا]". تونس

تاريخ مفردة "القنطور" الواردة بعنوان مقال د. خالد البحري، حسب نص جاك داريدا، ص 41 من نفس عدد المجلة
يجب على الأمير الإنساني أن يتصرف كما لو كان حيوانا. (. . . ). و هذا ما نصح به قدماء الكتّاب الحكماء في الماضي، مستشهدين بأخيل و غيره من الأمراء الأقدمين الذين عهد بهم إلى شيرون القنطور الخرافي (حيوان) لتربيتهم و تعليمهم على نظامه. و هذا الرمز الخرافي، نصف الإنسان و نصف الحيوان قصد منه أن يشير إلى أن الأمير يجب أن يتعلم الطبيعتين الإنسانية و الحيوانية و إنّ إحداهما لا يمكن أن تعيش دون الأخرى
و دون أن يشدد كثيرا كثيرا على الجزء الإنساني من هذا الأمير القنطوري، من هذا الملك تلميذ القنطور و مريده، على هذا الجزء الإنساني الذي يجب أن يكون في الوقت نفسه إنسانا و حيوانا، فإن مكيافيلي يفضّل أن يبيّن ضرورة هذا الجزء الحيواني بأن يكون هو نفسه هجينا و مركّبا و خليطا أو مطعّما من حيوانين اثنين هما الأسد و الثعلب. إنه ليس حيوانا واحدا، فقط، و إنّما هو حيوانان اثنان في حيوان واحد (. . . ). "إذ أن الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الأشراك، و الثعلب لا يتمكن من الدفاع عن نفسه أمام الذئاب. و لذا يتحتّم عليه أن يكون ثعلبا ليميّز الفخاخ و أسدا ليرهب الذئاب. و كل مَن يرغب في أن يكون أسدا ليس إلا، لا يفهم هذا ( ) (. . . ). ها هنا، العدو اللدود يكون دائما ذئبا. الذئب هو الحيوان المطارد و المصدود و المردوع و المقاتل. يتعلّق الأمر بـ"اتقاء الذئاب". إذا كان الأسد منفردا لا يكفي لذلك، أي لإرهاب الذئاب و "ترويعهم" فمن الضروري مع ذلك، و بفضل حنكة الثعلب و لأجل إرهاب الذئاب و "ترويعهم"، إرهاب الإرهابيين، مثلما قال بسكوا في عهده (إضافة م. ع. د. م. ك: و كما فعلت أمريكا في حروبها الاستباقية العدوانية المائتين تقريبا منذ تأسيسها) بمعنى إلقاء الرعب في القلوب، إلقاء يكون مريعا كثيرا كثيرا كمونيا و مخيفا شديدا شديدا و مرعبا جدا جدا و خارجا عن القانون وفيرا وفيرا شأن الذئاب بوصفها رموز العنف الوحشي

تعليق م. ع. د. م. ك
فكيف إذن يا رفاقي في مظاهرات 17-14 و بعدها، تطلبون منى أن أكون في الصفوف الأمامية و أواجه الجزء الحيواني الذئبي من الحكم المتجسم في فرق التدخل (البوب، حتى اسمهم وَحْدُو إخوّف)، أنا إنسان و لست حيوانا مثلهم أثناء أداء مهمتهم القمعية الوحشية. بعد قراءة هذا المقال أود رفع الشعار التالي يوما في مظاهرة قادمة في وجه البوليس: "أنا إنسان و لست حيوانا، فسيطِر عليَّ إذن إن رغبت في السيطرة، لكن أرجوك هيمِن عليَّ بالقانون في أضعف الإيمان، و ليس بالقوة إن لم تكفك الهيمنة بالعقل و لم يرضك الحكم بسيادته و ريادته (العقل)". مع الإشارة إلى أنني لا أنفي على نفسي و لا على البشر بصفة عامة، تواجد الجزء الحيواني فيَّ و فيهم، أسدا كان أو ذئبا أو ثعلبا أو نعجة. لكنني و في نفس الوقت أسعى دوما صادقا بكل جهدي أن أغلّب الجزء الإنساني فيَّ على الجزء الحيواني

نص د. خالد البحري، ص 39
إذا كان القانون يمثل "خاصة الإنسان" (نص جاك داريدا ص 41 ، يفسر كلمة "خاصة الإنسان": إن القتال بواسطة القوانين [إذا حسب الوفاء بالوعود و العهود، من أمير أمين و محترم للقوانين، و قلة هم الأمراء الذين يوفون بوعودهم، و قلة هم الذين يحترمون تعهّداتهم أو التزاماتهم و معظمهم أو جلّهم يستعملون الحيلة، و هم تقريبا يحتالون دائما على تعهّداتهم لأنهم مضطرّون فعلا إلى ذلك اضطرارا.]، كما قال مكيافيلي، هو خاصة الإنسان. هذه الكلمات [خاصة الإنسان]، و هي حجة كانطية من حيث المبدأ، هي على نحو ما: لا تكذب، واجب عدم الكذب و عدم الحنث، تلك هي خاصة الإنسان و كرامته)، فإن مكيافيلي يبدو بذلك متجاوزا للتقليد الفلسفي الذي اعتبر امتلاك الإنسانية للعقل يسمح لها، خلافا للحيوانات، بأن تعيش في مجموعة منظمة بالقانون و ليس بالقوة. و إذا سلّمنا أن القانون هو فعلا خاصة الإنسان، فإنه لا يعني - لدى مكيافيلي - حكم العقل و سيادته و إنما هو وسيلة للسيطرة الخاصة على البشر، أما القوة فهي وسيلة للهيمنة  و السيطرة الخاصة على الحيوانات، أي أن العقل لا يرجّح بين الحيوانات و إنما القوة هي التي تغلّب. هاهنا أيضا يقطع مكيافيلي مع التقليد الفلسفي الأخلاقي الذي يرفع من شأن الحياة العقلية، الخاصة بالإنسان، ضد الحياة الحيوانية المحكومة بالقوة. لكن مكيافيلي يدعو الأمير إلى استخدام القوة لأنه بمقتضى هذا الشرط يحفظ دولته و يصونها من كيد الأعداء

رأيان وجيهان لنيكولو مكيافيلي و لكارل ماركس حول مبدأ "فصل السلطات" لمونتسكيو، الأول  استباقي و مناقض و الثاني بَعْدي و نقدي و مناقض أيضا (العنوان، فقط، لهذه الفقرة، هو من تأليفي أنا م. ع. د. م. ك.، أما النص التالي أسفله فلصاحبه د. خالد البحري، ص 40
و الدرس الذي نستخلصه من تحليل مكيافيلي هو أن الممارسة السياسية لرجل الدولة يجب أن تخضع لأمر واحد يتمثل في تأمين بقاء الدولة و لذلك فهو يقطع مع التقليد القديم معتبرا القانون أداة للسيطرة و التحكم. و الأحكام العادلة و المتطابقة مع القانون، من قبل محاكم مستقلة عن السلطة السياسية التي تحترم إذن فصل السلطات، لا تشكل حدا لسلطة الملك و إنما على العكس وسيلة ناجعة لبسط نفوذه
و تبعا لذلك يبدو  أن مكيافيلي قد استبق تحليلات ماركس للمؤسسات الديمقراطية التي لا تتعارض مع سيطرة الطبقة المالكة للسلطة الحقيقية، أي السلطة البرجوازية، و إنما تستعمل، على العكس، مصالحها لإخضاع بقية أفراد المجتمع تحت قناع العدالة

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا غير مباشر و مقنّعا

تاريخ أول نشر و إعادة نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية
حمام الشط في 10 فيفري 2013


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire