(La spiritualité
à l’échelle individuelle)
فيها قمرٌ،
فيها حجرٌ، فيها شجرٌ، فيها بقرٌ، فيها بشرٌ، فيها خيرٌ، فيها شرٌّ وشرُّها أكثرَ
بكثيرٍ من خيرِها.
فيها حوتْ
يأكل حوتْ وقليل الجهد يموتْ، فيها غربيٌّ مستعدٌّ، ولمجرّد تهديدٍ وهميٍّ، أن
يقتل ظلمًا ألف عربي، فيها مسلم يذبح مسلمًا، شيعي يغزو سنّيًّا وسني يفجّر حسينيةً،
تونسي
يساري يبخّر برائحة كل تونسي إسلامي، وإسلامي يقصي من جنة لا يملكها كل يساري.
فيها في كل
ثانية ولادةٌ، يتلوها حلمٌ، أملٌ وسعادةٌ.
فيها تفاعل
بين الموروث (innée) والمكتسبات (acquis)، فانبثاقٌ (émergence) غير مكتوب في
الجينات. موروثٌ جيني ورثناه عن آبائنا وأجدادنا غصبًا عنّا وغصبًا عنّا أيضًا
ورّثناه لأبنائنا، ومكتسبٌ لا نرثه بل للأجيال المتعاقبة بإرادتنا نعلّمه، درسناه
وندرّسه، جهدٌ جهيدٌ إلى يوم القيامة سنبقى نمارسه ونكرّره.
فيها آدِآن (ADN) يتحكم في حركات وسكنات كل إنسان مهما تخلّق (épigenèse) بالفلسفة أو
بالأديان، قدرٌ غير مرغوبْ لكنه في جيناتنا بالشفرة مكتوبْ (code génétique).
جَنَى علينا
الانتقاء الطبيعي الدارويني ولم نَجْنِ على أحد، أورثنا لوجسيال محكم لكنه متخلّف،
لوجسيال خُلِقَ لزمان غير زماننا (ADN : logiciel opérationnel et performant, mais
non conforme aux habitudes de notre époque, logiciel vieilli et désuet)، لوجسيال متخلّف يسيّر الإنسان في كل مكان ومنذ غابر
الأزمان (homo sapiens, il y a environ 300 000 ans)، لوجسيال يوعِز لنا بالتضامن
داخل القبيلة وبالعدوانية خارجها، سلوك بدائي كان لنا مخرجًا من الانقراض زمن ندرة
الغذاء وأصبح لنا اليومَ عائقًا زمن تقدّم العلم ووفرة الغذاء.
لم يبقَ لنا
مهربٌ من شر البلية إلا بِـرحمة ربانية أو نقلة نوعية إيجابية (mutation)، نقلة لا تحدث عادةً إلا نادرًا وصدفة في القشرة المخية البشرية. أمّا
أنا، وبطريقةٍ فردية، فقد اهتديتُ إلى حل مشكلتي الذاتية، حل وصلتُ إليه بالتجسير،
المسئول والواعي، بين الوسائل العَلمانية والوسائل الروحانية: أحاول قدر المستطاع كبح
شهواتي الغريزية التي تضر بالمحيط والبشرية، غرائزي المبرمجة في جيناتي الثلاثين
ألف، برمجة ناتجة عن الانتقاء الطبيعي الدارويني، أي أحاول توسيع دائرة التضامن
والتسامح حتى تشمل كل العالَم دون تعصّب أو أفضلية أو تمييز، وأجرّب يوميًّا الجهاد الأكبر أي أجاهد ضد نفسي حتى
أخفّض فيها فجورها وأنمّي فيها تقواها.
إمضائي (مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ
"الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" -La
spiritualité à l’échelle individuelle): لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى
وعلى كل مقالٍ سيءٍ نرد
بِـمقالٍ جيدٍ، لا
بالعنفِ اللفظيِّ.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 أوت 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire