أجيبُ وأجْرِي
على الله الذي لا غيره أطلبُ رضاه:
أسِرُّ إليكم
ببعض نقاط الاختلاف بيني وبين الإسلاميين بجميع تفرّعاتهم والتي بسببها أعارض
سياساتهم لكن هم في الواقع أهلي وعُزوتي ولا أهلَ لي غيرهم، شاؤوا أو أبَوا، أحِبّهم
ولا أعاديهم، أرحّب بهم ولا أقصيهم، والاختلاف في جزء من الفكر لن يفسد للود قضية
بيننا، قدَري وقدَرهم، لم أخترْه ولم يختاروه.
1. "فرنكوفوني" الثقافة والتكوين العلمي والتعليم منذ السنة الثانية
ابتدائي بجمنة سنة 1959 (مكرهٌ أخاكم لا بطل) وفي نفس الوقت أعتز بلغتي العربية
الفصحى التي كتبتُ بها وسأكتبُ 99% من كتبي ومقالاتي ومحاضراتي ومَن ينكر الجميلَ لا
أصلَ له، جميل اللغة الفرنسية عليَّ. أرجوكم لا تأخذوا كلامي على أنه تباهٍ باللغة
الفرنسية، لغة المستعمر القديم المتجدد دومًا، فأنا أؤمن أن مَن لا يُتقن الأنـﭬليزية
هو "شخصٌ مصابٌ بفقر الدم الثقافي" والحمد لله، الذي لا يُحمد على
مكروهٍ سواه، أنا لا أتقنها.
2. "دارويني" بيولوجيًّا
ومسلم عقائديًّا وحضاريًّا. عالِم الأنتروبولوجيا الأمريكي ستيفن جاي ﭬولد قال في
هذه المفارقة العجيبة بالذات، قال ما يلي وأنا أؤيده فيما قال: "الخيارات الخاطئة: أنت مؤمن بنظرية التطور لداروين إذن أنت ملحد أو العكس أنت مؤمن
بالله إذن أنت لا تعترف بهذه النظرية. فمِن الأفضل إذن أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة: من
الممكن أن يكون الإنسان مؤمنا بالله ويعترف بنظرية التطور أو ملحدا ولا يعترف بها.
الدين والعلم يكوّنان عالَمين مختلفين ومنفصلين ومستقلين لا تطابق بينهما ولا
مواجهة مطلقة. قد يلتقيان في مجال الأخلاق (Éthique)".
3. "عَلماني" على الطريقة الأنـﭬلوساكسونية المتصالحة مع كل الأديان
خلافًا للائكية فرنسا المعادية للدين صراحة والدليل أن أحد شعارات الثورة الفرنسية
(1789) كان يقول: "سنشنق آخر ملك بأمعاء آخر قِس" (للأسف الشديد
علمانيونا ويساريونا ورثوا علمانية فرنسا وأنا في شبابي كنت مثلهم بسبب نقص مَهُول
في ثقافتي العامة). أضِفْ إلى ما سبق أنني أستند في علمانيتي على ما جاء في القرآن
الكريم: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا
مَا بِأَنْفُسِهِمْ" أي كأنه قال لنا بصريح العبارة "تدبّروا أموركم ولا
تنتظروا حلولاً من السماء" قد تأتي وقد لا تأتي لحكمة لا يعلمها إلا هو،
سبحانه وتعالى.
4. "يساري غير ماركسي".
5.
"ضد حكم
الإعدام". قال تعالى: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِۦ ۖ
وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّٰبِرِينَ".
6.
"ضد كل أنوا ع التعذيب والعقوبات
البدنية" فلكل زمان تأويلاته لمقاصد الإسلام الحنيف.
7.
"ضد كل أنواع المِلكيات الكبرى (les trusts)" لكنني مع الملكيات الخاصة الصغرى والمتوسّطة
(Les
PME : les petites et moyennes entreprises).
8.
"مع المساواة التامّة بين الرجل والمرأة" في الحقوق لا في الواجبات.
9.
أعتز بانتمائي الفطري والمكتسب للحضارة العربية-الإسلامية (دون إقصاء
الأمازيغية والكونية) لكنني أؤمن في نفس الوقت بأن لا أفضلية لثقافة على ثقافة.
هكذا علمتني الأنتروبولوجيا ورسالة العالمِين (قال تعالى: "إن أكرمكم عند
الله أتقاكم" ولم يقل "إن أسلمكم...").
10.
ضد المقاومة
المسلحة ومع المقاومة السلمية على طريقة غاندي ومانديلا (ثبوتٌ على الحق وصمودٌ
وشجاعةٌ) لا على طريقة عرفات وعبّاس (تنازلٌ على الحق وتخاذُلٌ وجُبنٌ).
11.
صدقًا، لا
أرى نفسي خُنْتُ ديني ولا أنا خُنْتُ يساريتي والحمد لله.
إمضائي:
أنا لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم
بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل لطفٍ ومحبّة إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ
سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
"إذا
كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها (أرجوك) إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 17 جويلية 2022.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire