mercredi 19 juillet 2023

مناجاة الذات الحائرة ! مواطن العالَم، متعدّد الهُويات

 

 

ذاتٌ تائهةٌ بين الثنائيات أو الحقائق المتناقضة (des contre-vérités): التجذر / الانبتات، الشك / اليقين، العلم / الدين، الماركسية / الحرية، اللائكية الفرنسية والستالينية المعاديتان للدين / العلمانية البروتستنتية الأنـﭬلو-سكسونية المتصالحة مع الدين، المقاربة التحليلية / المقاربة الشاملة، الوطنية / المواطنة العالمية، الموروث الجيني / المكتسب الثقافي، نظرية المؤامرة / نظرية التفاعلِ بين الدول (التفاعلِ المرغوبِ كَرهًا أو المفروضِ غصبًا)، المكتوب / مسئولية الفرد، المركزية الأوروبية / الإسلام صوت الجنوب، الحضارة المسيحية العجوز / الحضارة الإسلامية الفتية، التقوى / الفجور (القرآن)، أخلاق المجتمع / أخلاق الفرد، الأنانية / التطوع، الرأسمالية / الاقتصاد التضامني، جمنة / حمام الشط، تعليم أول الاستقلال / تعليم اليوم، المحافظة / الحداثة، القديم / الجديد، فهم المجتمع / تغيير المجتمع، الديمقراطية التمثيلية / الديمقراطية التشاركية، الحتمية (déterminisme) / الانبثاق (antidéterminisme & émergence)، المقاومة المسلحة / المقاومة السلمية، اللغة العربية / اللغة الفرنسية، الثورة / الدولة، الشهوات / الجهاد ضد النفس، إلخ.

 

سَطَعَ النورُ فجأة ومعه انطفأت الحقيقة الجاهزة، ضَعُفَ النظرُ وزال معه وضوحُ الرؤيا، قَرُبَ الأجلُ وتبدّد معه آخر أملٍ لي في التفاهم مع نفسي والتصالح معها، نفسٌ أمّارةٌ بالسوء متمردةٌ عنيدةٌ وعَصِيّةٌ على الترويض. نفسٌ عاشت ثلاثة عقودٍ في قفصٍ، قضبانُه متعاركةٌ، ثم خرجت منه إلى الحرية زحفًا على يديها ورجليها، كسيحةٌ فاتتها مرحلة تعلم المشي مستقيمةً، وكان ماضيها يزحف خلفها بـلَجاجة كأنه يخشى أن تتلكّأ عن الزحف نحو الحرية لحظة واحدة أو تحنّ للرجوع إلى ماضيها.. ما أمرّ الرجوع إليه. وعندما هممتُ بالانتصاب وجدتني في وحدةٍ قاسية إلى حد أني شعرتُ بقسوتها تُثقل رُكَبِي وتُغلق أهدابي، وحدةٍ حاصرني في ظلمتها بعِصِيّهم أصحابي.

 

سياطهم آلمتني، لم تحبطني، زحفتُ، زحفتُ، وعند الثالثة شعرتُ كأن الألم زال والزحفُ تسارعَ ونَبَتَ لي جناحان وشعرتُ أيضًا أني في الجوّ حرًّا طليقًا أطير، أغرّد بعيدًا عن حِقدِ ذوي الصداقة القديمة الذي كاد أن يكتم أنفاسي في صدري ويجذبني بعنف إلى الوراء، إلى قفص الإيديولوجيا الماركسية .. كانت الماركسية حريةً عند بداية تَشَكُّلِها، فأصبحت جورًا وطغيانًا عند اكتمال تَشَكُّلِها وأضحت أفضل أفيونٍ للمثقفين.

 

المصدر: النص من تأليفي والوحي جاء من ورقةٍ مقطوعةٍ من كتابٍ، ورقةٍ يتيمةٍ وصلتني اليومَ من صديقي المحترم محمد بوسريرة.

 

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 أكتوبر 2019.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire