التعليم في عهد بورﭬيبة كان انتقائيا: من 100 يدخلون
الابتدائي، 14 فقط يصلون إلى الجامعة. المفارقة الكبرى أن ضحاياه هم الذين
يمجّدونه.
كل الكهول الذين يشيطنون الشباب يتناسون أنهم
يتحملون مسؤولية جزئيّة في تربيتهم. الجزء الأكبر تتحمله هيمنة العولمة الثقافية
الغربية.
أيّهما أولَى بالتقريع،
جيلي أم جيل أبنائي ؟
جيلُ الكهولِ وجيلُ
الشيوخِ، جِيلِي، جيلُ الخمسينياتِ والستينياتِ والسبعينياتِ، يلومُ جيلَ الشبابِ على عدمِ إقبالِه على المطالعةِ والقراءةِ والكتابةِ.
نصَبَ له محكمةً، حَكَمَ عليه وانتهى.
يبدو لي أن التهمةَ
نفسَها باطلةٌ لأن جيلَ الشباب جيلٌ يقرأُ، يكتبُ، يشاهدُ، يسمعُ، يعلقُ، ويحاورُ
أكثر ألف مرة من جيلِي، والدليلُ موثق بالصوتِ والصورةِ، في صفحاتِ الفيسبوكِ
وفيديوهاتِ اليوتوبِ ومهرجاناتِ السينما والمسرحِ. جيلٌ يقرأُ ما لا نقرأُ ويشاهدُ
ما لا نشاهدُ، اهتماماتُه علميةُ، تكنولوجيةُ، سينمائيةُ، مسرحيةُ، موسيقيةُ،
فكريةُ، تربويةُ، تعليميةُ، مُتْعَوِيةُ، أدبيةُ، اجتماعيةُ وسياسيةُ،
لكنهااهتماماتٌ تختلف عن اهتماماتِنا، وهذا ما لم يستوعبْه جِيلِي، لكن العينَ لا
ترى إلا ما تريدُ أن ترى !
وهل رأينا كبارَنا
يقرؤون في الفضاءات العامة حتى نلومَ صغارَنا ؟ من أنتم حتى يتخذَكم جيلُ
المستقبلِ قُدوةً ؟ جيلٌ أغلبُه فاشلٌ في دراستِه، فاشلٌ في حياتِه، فاشلٌ في
تربِية أولادِه وبناتِه، فاشلٌ في نضالِه، فاشلٌ مع المرأةِ والمرأةُ فاشلةٌ مع
الرجلِ، فاشلٌ مع النظافةِ، متأقلم مع الوساخةِ، فاشلٌ في الإبداعِ، متأقلمٌ مع
الفشلِ نفسِه !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire