lundi 30 novembre 2015

الإصلاح التربوي: بأي واقع بيروقراطي ثقيل ستطبِّق وزارةُ التربية "الحوكمة الرشيدة" داخلها؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

الإصلاح التربوي: بأي واقع بيروقراطي ثقيل ستطبِّق وزارةُ التربية "الحوكمة الرشيدة" داخلها؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

تعريف المفهوم:
مفهوم "الحوكمة الرشيدة" (La bonne gouvernance) هو مفهوم أنڤلو-ساكسوني حديث من أصل إغريقي ولا يمت لحكم الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- بِأي صِلَة.
Selon la Banque Mondiale, la bonne gouvernance est la manière par laquelle le pouvoir est exercé dans la gestion des ressources économiques et sociales d'un pays au service du développement

الواقع البيروقراطي الثقيل:
 -  تَضُمُّ الإدارات المركزية لوزارة التربية الموجودة بالعاصمة قرابة 1600 موظف عمومي مرسم منهم حوالَي 50 مفقدا بيداغوجيًّا عامًّا لا شغل لهم سوى قبض مرتباتهم العالية نهاية كل شهر مع الإشارة أن وزارة التربية السويدية فيها وزير وكاتبة واحدة فقط على مساحة 300 م2
- تَضُمُّ المندوبيات الجهوية لوزارة التربية الموجودة بالولايات الـ24 على قرابة 2400 موظف عمومي مرسم بمعدل 100 لكل مندوبية. 
 -  تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 624 مفقدا بيداغوجيًّا في التعليم الإعدادي والثانوي بمعدل 2 لكل مادة من مجموع 13 مادة تدريس في 24 مندوبية جهوية. لن تتعطل الدروس دقيقة واحدة ولن يتضرر تلميذٌ واحدٌ لو غابوا كلهم في يوم واحد مع العلم أن أنجح نظام تعليم في العالم، النظام الفنلندي خالٍ تماما من المفقدين البيداغوجيين ولذلك -حسب رأيي- فاز وتفوّقَ. أضف إليهم نفس العدد أو أكثر في التعليم الابتدائي.
   -  تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 240 مرشدًا للتوجيه (يعادل رتبة ومرتب مفقد) بمعدل 10 لكل مندوبية جهوية، جل عملهم يقوم به مئات الأساتذة المكلفون بالتوجيه.

الحصيلة: 50 مفقدا بيداغوجيًّا عامًّا + 624 × 2 مفقدا بيداغوجيًّا + 240 مرشدًا للتوجيه = 1538 مرتب عالٍ مقابل شغل موسمي.

لو طبقنا في تونس نموذج تفقد "المراقبة عن بعد و الدعم و العلاج عن قرب" الذي يُطبَّق في الشيلي وبعض مقاطعات سويسرا: تختار وزارتُنا 1538 مدرسة تونسية تعاني من صعوبات بيداغوجية. تعيّن الوزارة في كل مدرسة ضعيفة مفقدا بيداغوجيًّا واحدا. يسكن فيها ويرافق المدرّسين طيلة السنة ويشرّكهم في تحمّل المسؤولية التربوية ويحثهم على الاجتهاد لإيجاد حلول لمشاكلهم تكون من صنعهم. وفي نهاية السنة الدراسية تجمعهم الوزارة وتجنّدهم للإشراف على اجتياز الامتحانات الوطنية وعلى التوجيه الجامعي بعد الباكلوريا. وهكذا تكون "الحوكمة الرشيدة" أو لا تكون.

مصدر الأرقام: مفقد إداري-مالي عام بوزارة التربية لا يرغب في ذكر اسمه.

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 30 نوفمبر 2015.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire