mercredi 4 novembre 2015

هل يُعقل حقا أن يتحدث أحدنا عن عِلمية الايديولوجيا الماركسية، وعن كونها قد شكلت دليلا لهداية الجماهير؟ نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

هل يُعقل حقا أن يتحدث أحدنا عن عِلمية الايديولوجيا الماركسية، وعن كونها قد شكلت دليلا لهداية الجماهير؟  نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

المصدر
كتاب "نقد النص"، علي حرب، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية، 1995، الدار البيضاء، 285 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام الشط.

نص علي حرب صفحة 187:
... هل يُعقل حقا أن يتحدث أحدنا عن عِلمية الايديولوجيا الماركسية، في وقت بات فيه اليقين أقل حقيقة، والعلوم أقل علمية وأكثر إجرائية، ولا تشذ عن ذلك الفيزياء والرياضيات. وإذا كانت الماركسية قد أثبتت عدم إجرائيتها، أي عجزت عن أن تفسر العالم فكيف بتغييره، كما تشهد الأحداث، فما الداعي للتمسك بها وعدم مساءلتها؟

... أما كَون الماركسية قد شكلت دليلا لهداية الجماهير، فهذا قول هو في نظري أكثر غرابة من القول الأول. وأنا أسأل هنا أيضا: هل يُعقل أن تسقط الأنظمة الاشتراكية على يد الجماهير التي حكمت باسمها أو من أجلها، ويبقى بعضنا على اعتقاده بأن الاشتراكية هي دليل الجماهير إلى التحرر من الظلم والاستبداد؟

صفحة 190:
... وأما التكافؤ والتماثل والمشاركة، كل ذلك ليس سوى تخيل ذي طابع فردوسي، مآله على الأرض الركود والانحطاط، كما حصل في المجتمعات الاشتراكية التي سعت إلى تحقيق المساواة التامة، فإذا النتيجة إعادة إنتاج التفاوت واللاتكافؤ بشكل جديد وعلى وجه أسوأ وأرهب، فضلا عن أن ذلك المسعى المثالي آلَ إلى التقهقر والإفلاس. (...) من هنا فقد حلّ دعاة الثورة والتغيير في العصر الحديث محلّ الأنبياء القدامى، مع الفارق أن الأوَلْ وعدوا بتحقيق الفردوس في السماء، في حين أن الأنبياء المحدِثين وعدوا بتحقيق الفردوس على هذه الأرض، فكانوا أكثر طوباوية من أسلافهم الذين هم أعداؤهم في الوقت نفسه.

صفحة 191:
... بل إن التاريخ ينتقم من أصحاب الدعوات والرسالات وكل الذين يحاولون اغتصاب حقائقه وتزوير وقائعه. وعل كل فإن العقائديين والمنظرين، هم أول مَن يُفاجأ بوقائع التاريخ الذي يدّعون فهم قوانينه والتحكم في بمساره، كما يحصل خاصة في العالَم العربي.

صفحة 193:
... حتى التصور النبوي هو أكثر واقعية من التصور الماركسي الماورائي الطوباوي. فقد وُصف الإنسان في القرآن بأنه مفسد في الأرض سفاك للدماء. وهذه التهمة التي اتهَم بها الملائكةُ الإنسانَ لا تزال ثابتة.

صفحة 114:
... وإذا كان مارِكسيّو اليوم ينتقدون مقولة نهاية الايديولوجيا، بوصفها خادعة، فالأولى بهم أن ينتقدوا ماركس للكشف عما انطوت عليه نظريته من الخداع والتضليل. ولكنهم لا يقدرون على ذلك، لأن إرادة الماركسية تغلب عندهم على إرادة المعرفة...

إمضائي المحيّن:
قال علي حرب: "الحقيقة أن الفلسفة لا تعدو كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم شخصي"
"الإنسان لا يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات والتكهنات"
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 4 نوفمبر 2015.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire