mardi 10 novembre 2015

نظرة الفنان لمؤسسة الزواج؟ نص حنا مينه. نقل مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

نظرة الفنان لمؤسسة الزواج؟ نص حنا مينه. نقل مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

المصدر:
كتاب "ناظم حكمت ثائرا"، حنا مينه، دار الآداب، الطبعة الثانية، بيروت، 1988، 160 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام الشط.

نص حنا مينه صفحة 67:
"بعيدًا عن حَرفية الكلمات. فالمقصود بالفن ما يمثله من نزوع إلى الحركة، والمقصود بالزوجية ما تمثله من مَيل إلى السكونية. في معظم الحالات، الزوجة تريد الزوج عشيقا وهي في الخمسين من عمرها. إن هذا جيّد، إذا كان بمستطاع الزوج. وهو جيّد من الزوجة أيضا إذا كان في وسعها. وأمام الاستحالة في علاقات زوجية كهذه، فإن البرود والانطفاء، والتباعد، أشياء تفرض نفسها، وصعبٌ على الفنان أن يقبل بها. فالحركية الفنية تعني الظمأ إلى الماء إذ هو سراب، والبحث عن الجديد إذ هو نطفة في رحم القديم، والارتعاش كورق الشجر، أمام العاصفة وجدابها، إذ هي ثورة مضمرة في الغيم والريح. الحركية تعني أرقِ الليالي في تخيّل الجسم المشتهَي، قبل أن يصبح هذا الجسم شريحة لحم في متناول الشفاه واليد والحواس التي سرعان ما تشبع فتمل وتنقلب ساغبة، باحثة في حرمانها عن غذائها. إنها تعني طفولة العاطفة، إذ هي نار لا تطفئها سوى شيخوخة العاطفة نفسها... أما السكونية الزوجية فتعني الارتواء، الاكتفاء بواقع الحلم لا الحلم نفسه، بالقديم وقد كان جديدا، بالطقس المعتدل، الملائم للأمزجة الهادئة، وللعجائز في عواطفهم لا في أعمارهم، للفاترين الذين يتقيأهم محبّو الحرارة أو البرودة، للمصابين بالروماتيزم، وللمتشمسين الذين يتسلون بقراءة صانعي التاريخ دون أن يصنعوا تاريخا جديدا، للكهول الذين شاخت قلوبهم وجسومهم، للذين صالحوا الحياة، وهادنوها، فهم ينعمون بأشيائها الصغيرة، يغازلون زوجاتهم بابتسامات صغيرة، ويحضنون، كالدجاجات، أفراخهم، ويسألون أهلهم عن المؤونة، وما نقصَ من الطحين، وزاد من الزيت، ويؤدون الفرائض، ويعدّون أكفانهم استعدادا لمغادرة دنياهم، في ميتة مجانية على فراش العجز أو المرض". انتهى نص حنا مينه.

إضافة في نفس السياق: قصة واقعية
حَكَى لي فيما مضى صديقٌ وسيمٌ كهلٌ، قال: "عشيقتي التي لم أعد أطيق فراقها، توحشتها فطلبتُها كالعادة لِلِقاء فردّت عليَّ قائلة: جسمك بالنسبة لي أصبح "روبافيكا"، الوداع يا قديمي العزيز" (يبدو أن صديقته كانت فنانة بالمعنى الواسع للكلمة).

إمضائي المحيّن:
قال الشاعر الشيوعي التركي العظيم ناظم حكمت: "أنا الذي أحمل في رسغي الطوق الحديدي، وكأنه سوار من ذهب، وأتطلع إلى حبل المشنقة، دون أن يهتز جفنه، هل يهتز لتهديدك نعلي؟".
قال علي حرب: "الحقيقة أن الفلسفة لا تعدو كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم شخصي"
"
الإنسان لا يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات والتكهنات".
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى"، "أنا الذي أحمل في رأسي نقدٌ دائمٌ للسائد القائم، وكأنه مرضٌ مزمِنٌ، وأتطلع إلى مواجهة الحجة بالحجة، دون أن يتهافت عقلي فهل تعتقد أن يهتز لعُنفك اللفظي، يا أرتدوكسي، نَقديي؟".
أؤكد ما قلت صادقا مع نفسي وليس عن تواضع مبطّن بالغرور، ولا عن مَسكنة يُراد بها استجداء العطف، إنما لأنني أعي جيدا أن اختصاصي العلمي يبقى بطبيعته ناقصا محدودا  واختزاليا.
.
معنى كلمة "كشكار":
"كشكار دائم ولا علامة مقطوعة" (مَثل متداوَل في مصر منذ سبعة قرون). تفسيره: الكشكار هو الدقيق الخشن الذي يقدر على شرائه الفقراء، والعلامة هي الدقيق المكرَّر الذي لا يقدر على شرائه الفقراء. يشرِّفني أن تكون مقالاتي الفيسبوكية غذاءً فكريّا في متناول الفقراء.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 11 نوفمبر 2015.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire