اقتراح طريقة جديدة لتدريس القرآن
في روضات الأطفال. مواطن العالَم د. محمد كشكار
طريقة مستوحاة من بيداغوجيا "مونتيسوري"
المنشورة في كتابها التالي:
Bibliographie :
Maria Montessori, Pédagogie scientifique, tome 1 : La maison des enfants,
éditions Desclée de Brouwer, 1958, Paris 2010 pour la présente édition, 261
pages (premier ouvrage de la Doctoresse paru en France en 1926).
Biographie : Maria
Montessori née en Italie en 1870, décédée en 1952, 1ère femme italienne diplômé
docteur en médecine. Elle était également licenciée en biologie et en
philosophie. Elle fit des études de psychologie. En 1904, on lui confia une
chaire d`anthropologie à l`Université de Rome après la publication de son
premier livre L’Anthropologie pédagogique.
خيرُ ما أبدأ به قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: «
إذا حكم الحاكم، فاجتهد وأصاب، فله أجران. وإذا حكم، فاجتهد فأخطأ، فله أجر واحد »
. متفق عليه .و
أنا مواطن مفكر يساري عَلماني حر(النظام الشيوعي في الاتحاد
السفياتي كان نظاما يساريا غير عَلماني لأن الدولة السفياتية كانت تدرِّس الإلحاد
في الجامعات و تهدم المساجد و الكنائس و المعابد و تمنع الممارسات الدينية
الجماعية العلنية بينما من المفروض لو كانت حقا عَلمانية أن تضمن حرية المعتقد لكل
الديانات بما فيها الإلحاد دون أن تفضّل دينا على دين آخر مهما كان عدد معتنقي
الأول أو الثاني)
و لست حاكما في أحد لذلك أكتفي بأجر واحد لأن أجر واحد من عند الله عز و جل يساوي مجموع الأجور الممنوحة من قِبل الحكّام أجمعين منذ بُعِثَ الإنسان على الأرض إلى يوم الدين.
و لست حاكما في أحد لذلك أكتفي بأجر واحد لأن أجر واحد من عند الله عز و جل يساوي مجموع الأجور الممنوحة من قِبل الحكّام أجمعين منذ بُعِثَ الإنسان على الأرض إلى يوم الدين.
يبدو لي و المختصون في تدريس القرآن
أعلم أن الفضاء العَلماني التقليدي المستَعمل حاليا في التعليم التونسي ما قبل
المدرسي فضاءٌ غير مناسب لتعليم المقدس و لا يتوفر على أقل الشروط المطلوبة في مثل
هذه الوضعية التعلمية الخاصة.
للعبرة، أعرض على العموم تجربتي الشخصية و أروي قصتي
مع الإيمان المغروس في الصغر و هو فعلا كالنقش على الحجر:
حفظت جزءًا من القرآن الكريم في "خلوة"
الجامع الأول شبه المظلمة بموطني جمنة قبل الدخول إلى المدرسة، كنا نتعلم في خشوع النسّاك
أمام المؤدّب محمود بن قاسم، الشيخ المستقيم الورع و كنا نتحلق حول الجامع في عيد
المولد النبوي ننصت لقصيدة البُردى في مدح الرسول بصوت كبار قريتنا المؤمنين الخاشعين
و كنا نقفز فرحا لمجرد حضور صلاة العيد - نشارك في الخشوع دون الركوع - في مُصَلَّى
الهواء الطلق بفضاء "القِبلة" (ملعب كرة القدم الأول) تحت إمامة شيخ زاهد
نحيف جليل تقي، اسمه الهاشمي بكّار. دخل القرآن قلبي قبل أن يدخل عقلي و عشش فيه و
استوطن و لم يبارحه حتى اليوم و لن يبارحه إن شاء الله حتى الموت. تجرّعت عن حب و
عشق لقاحا روحيا ناجعا واقيا مفيدا، شرّقت بعده و غرّبت و تتلمذت في العلوم على
أيدي أفضل و أروع الأساتذة الأجانب الملحدين العَلمانيين العِلميين الموضوعيين
المحايدين دينيا و قرأت مئات الكتب في الإلحاد و الشيوعية و المسيحية و المادية
باللغتين الفرنسية و العربية و لم يستقر أي انبتات في قلبي و عقلي و بدني.
أتمنى أن تُخصص قاعة في كل روضة أطفال لتدريس القرآن
(حمّام لغوي و روحاني صافٍ، يعلّم النطق السليم و يدرّب على الحفظ و يغْني
المفردات العربية الفصيحة و يمرّر آداب الإنصات) و تُؤثث هذه القاعة كما يُؤثث المسجد أو
الجامع مثلما تُخصص في المعاهد مخابر لتدريس العلوم التجريبية. تحوي هذه القاعة
الخاصة مصاحف صغيرة الحجم جميلة مزركشة بخط فني واضح و سجاد أنيق و منبر على مقاس
الأطفال و حنفيات لتعلم الوضوء.
أتمنى أن يُنتدَب لتدريس هذه المادة الأساسية مُدرس
تقي وقور معروف باستقامته في المجتمع و سلميته و عدم تطرفه قولا و فعلا و قبوله بالآخر أخًا له في الإنسانية مهما كانت
عقيدة هذا الآخر مسيحية كانت أو يهودية أو بهائية أو بوذية أو إلحادية أو لاأدرية
أو غيرها. و لو كنت أنا الذي يختار لَفضلت المُجاز المستقيم الورع التقي حسن ُ
القراءة و التجويد على الدكتور الذي يفتقر لبعض هذه الصفات الحميدة لأن القرآن
يخاطب القلب قبل العقل و الإيمان شيء رباني و ليس اكتساب عَلماني و لاشترطت عند
الانتداب بحثا ميدانيا حول كل مترشح لهذه الخطة العالية (كما نطلب مثله عند تعيين
مسؤول إداري عمومي، و هل معلم الدين أقل مسؤولية من مدير معهد أو كلية). نطلب في ملف
المترشح شهادة سيرة حسنة ممضاة من أهل موطنه أو حيه على اختلاف مشاربهم، ممضاة من
السلفي المسالم و النهضاوي و اليساري و العَلماني و أهل الكتاب إن ضمتهم نفس
المدينة أو نفس الجامعة أو نفس المؤسسة.
في العلم يؤكد علماء التربية أن الطفل ليس صفحة بيضاء يكتب
عليها المدرس ما يشاء. يبدو لي أن في الإيمان ليس كذلك فالطفل صفحة بيضاء يملؤها
الداعية الجاهل بما يريد من خرافات و تأويلات عرجاء لدين أتى رحمة للعالمين مسلمين
و غير مسلمين فيحوّله إلى دين إرهاب و إكراه و قتل و سبي و اغتصاب للمسلمين قبل
غير المسلمين. و لا أدلّ على ذلك من أن كل الإرهابيين "المسلمين" كما
أسلافهم "الشيوعيين" هم شباب في مقتبل العمر تنقصهم التجربة العقائدية. لذلك
يسهل على الدعاة غسل أدمغتهم في ظرف أشهر معدودات و يقنعونهم بتفجير أنفسهم و
يرسلونهم إلى الموت و هم أشبه بمتعاطي المخدرات. و هل توجد مخدرات أنجع تأثيرا على
الجسم من الهرمونات المخدِّرة للإرادة الفردية التي يفرزها المخ نفسه بعد غسله و
شحنه بإيمان متطرف، عَلمانيا كان أو دينيا؟ أما العلم فهو يُكتسب ببطء شديد فلا
تستطيع أن تكوّن مهندسا أو محاميا أو طبيبا إلا بعد جهد جهيد و عمر مديد و لن
تستطيع إلا بتنوع المدرسين أما الإرهابي فيكفيه معلم متطرف واحد.
و هل رأيت كهلا يعتنق العنف الثوري الشيوعي أو يعتنق
السلفية الجهادية؟ لذلك أنا متفائل خيرا بأن موجة السلفيين الجهاديين ستأخذ و قتها
و تمر كما مرت و انتهت قبلها موجة أعنف من الثورات الشيوعية المسلحة في أوائل و
أواسط القرن العشرين و ستنقرض الدول الإسلامية المساندة و الممولة للإرهاب
الإسلاموي مثل السعودية و قطر و تركيا كما انقرضت دول أغنى و أقوى منها، دول عظمى
ساندت العنف الثوري المسلح كالاتحاد السفياتي و ألمانيا الشرقية و ألبانيا. آمل أن
يكون المستقبل للديمقراطية الاشتراكية على نمط الدول الأسكندنافية إن شاءت الشعوب
و طورت معتقداتها.
بعض الأهداف المرجوة من هذه الطريقة الجديدة:
-
إحياء و غرس قيم التسامح و التعايش في سلام و وئام، قيم سادت في المدينة المنورة في عهد الرسول حيث يتشارك
في المواطنة و الحقوق و الواجبات المسلم المهاجر و المسلم الأنصاري و المسيحي و الصابئ،
كلهم يسالمون المسالمين و ينعتون المعتدين بالكفّار بسبب عدوانهم لا بسبب دياناتهم المختلفة. أمّنهم الرسول من خوف و
استجاروا به فأجارهم فهل "داعش" اليوم أقوي إيمانا من الرسول؟ تقتل
المسيحيين و الأكراد الأزيديين لمجرد عدم إسلامهم. و هل الله أمرنا أن نكرِه الناس
بالقوة على اعتناق دين التسامح الذي دستر حرية الضمير و المعتقد قبل أن تُكتب
حديثا في دساتير الدول العَلمانية و أحدثها دستور تونس الجديد الذي أسسه إسلاميون
و عَلمانيون تحت سلطة إسلامية؟ و هل السلفيون الجهاديون التونسيون اليوم أكثر غيرة
من النهضاويين التونسيين على الإسلام؟ يقتلون ضيوفنا الأجانب في متحف باردو و
يغدرون بهم و يغتالونهم و هم عزّلا.
-
تلقيح
الناشئة ضد أنواع الفكر المتطرف الإقصائي أو ألاستئصالي و الإرهاب المسلح ضد
المسلمين و غير المسلمين.
-
الوقاية
ضد رفض الآخر مهما كانت عقيدة هذا الآخر ما لم يكن معتديا.
-
الوقاية
ضد خلط المقدس بالدنيوي، فالأول شخصي و ذاتي و عمودي بين الخالق و المخلوق، علاقة
يضبطها القرآن وحده و لا رقابة أو وصاية لأحد على أحد، أما الثاني فهو اجتماعي و
أفقي بين بشر و بشر، علاقة تضبطها القوانين بين الدول و الأفراد و لكل فرد حرية الضمير و المعتقد و لا سلطة لبشر على
بشر و لا فضل لمسلم على غير مسلم إلا بمدى حبه للإنسانية جمعاء دون تمييز ديني أو
طبقي أو عرقي أو جنسي.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
ملاحظة هامة:
جميع حقوق التأليف و النشر
لجميع مقالاتي الألف إنتاجا و ترجمة
أصبحت أخيرا و الحمد لله مسجلة و
محفوظة لدى "اتحاد المدوّنين" و
"شركة ڤوڤل العالمية". (سري للغاية و معترف بشهادتهما لدى
المحاكم التونسية و الدولية).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 24 مارس 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire