jeudi 19 mars 2015

لماذا يتعامل الطبيب التونسي الخاص (و خاصة الاختصاصي) مع المريض التونسي كما يتعامل البيطري مع البهائم؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار (دكتور في علوم التربية و ليس في الطب)

لماذا يتعامل الطبيب التونسي الخاص (و خاصة الاختصاصي) مع المريض التونسي كما يتعامل البيطري مع البهائم؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار (دكتور في علوم التربية و ليس في الطب)

دون تعميم غير علمي، أسوق لكم بصورة برقية ملاحظاتي الانطباعية التالية:
-         يتعامل الطبيب التونسي (و خاصة الاختصاصي) مع المريض التونسي كما يتعامل عالِم النفس التجريبي مع فأر. يجس نبضه و يقلِّبه و يفحصه دون أن يسأله كما تُفحصُ البهيمة البكماء.
-         يكتب له وصفة دون أن يقرأها عليه و دون أن يفسر له طريقة الاستعمال و تواتر الجرعات و دون أن يشرح له الأعراض الجانبية، و لكل دواء أعراض جانبية مضرّة لا محالة. يقول الطبيب متعلِلا: "هذه مهمة الصيدلي". أردّ عليه و أقول: "لو تجد صيدلانيا تونسيا واحدا واقفا شارحا في صيدليته، جِيبهُولِي"، على حد قولة السبسي المشهورة بعد الثورة "كان شَدِّيتُو قنّاص واحد جِيبُوهُولِي".
-         يأمره دون تفسير بإجراء فحوصات باهظة الثمن، الغرض منها في أغلب الأحيان تشغيل مخابر زملائه و ليس صحة المريض و هذا تحيُّلٌ و فساد متستِّرٌ بالعلم مما يساهم في إثقال كاهل المريض ماديا و قد يتسبب في إفلاس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (La CNAM).
-         يحتقر الطبيبُ المريضَ و لا يسمعه و لا يعير اهتماما لحديثه عن نفسه و مرضه و إن سمعه فلا ينصت له و إن تمادى المسكين في وصف مرضه نَهَرَهُ أو أطالَ أوقفه متعلّلا بُهتانا بحقوق المرضى الآخرين المنتظرين.
-         لا يعترف بمعرفة المريض (Le savoir du malade: nouveau concept en médecine) التي تتمثل في معايشة هذا الأخير لمرضه طول النهار و طول العام. معرفة لصيقة لا يمكن لطبيب أن يكتسبها مهما علت شهائده و كل مريض مزمن خبير في معايشة مرضه.
-         في عصر "الأنترنت"، قد يكتسب المريض المثقف علما حول فيزيولوجيا مرضه يفوق علم الطبيب و يا ويله من طبيبه إن كان المريض واثقا من معلوماته فقد يتعرض للسخرية و التهكم كما حدث معي أنا في مناسبات متعددة مع أطباء متعددين.
-         اختصاصي القلب يعالج القلب و اختصاصي العين يعالج العين و اختصاصي المعدة يعالج المعدة، و كأن البشر في نظرهم يساوي مجموعة من الأعضاء لا غير. البشرُ كيانٌ كاملٌ متكاملٌ، هو إفراز لتفاعل  مستمر بين البيولوجي و البسيكولوجي، لا ينفصل الثاني عن الأول إلا بعد الموت.
-         الداخل للطبيب التونسي الخاص (و خاصة الاختصاصي) "مِكوِيٌّ مَوجوعْ" و الخارجُ من  عنده "مَفْجوعٌ مَنْبوزْ"! كما حدث معي أنا اليوم.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 19  مارس 2015.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire