لماذا يتعامل الطبيب التونسي الخاص
(و خاصة الاختصاصي) مع المريض التونسي كما يتعامل البيطري مع البهائم؟ مواطن
العالَم د. محمد كشكار (دكتور في علوم التربية و ليس في الطب)
دون تعميم غير علمي، أسوق لكم
بصورة برقية ملاحظاتي الانطباعية التالية:
-
يتعامل الطبيب التونسي (و خاصة الاختصاصي) مع المريض
التونسي كما يتعامل عالِم النفس التجريبي مع فأر. يجس نبضه و يقلِّبه و يفحصه دون
أن يسأله كما تُفحصُ البهيمة البكماء.
-
يكتب له وصفة دون أن يقرأها عليه و دون أن يفسر له طريقة
الاستعمال و تواتر الجرعات و دون أن يشرح له الأعراض الجانبية، و لكل دواء أعراض
جانبية مضرّة لا محالة. يقول الطبيب متعلِلا: "هذه مهمة الصيدلي". أردّ
عليه و أقول: "لو تجد صيدلانيا تونسيا واحدا واقفا شارحا في صيدليته،
جِيبهُولِي"، على حد قولة السبسي المشهورة بعد الثورة "كان شَدِّيتُو
قنّاص واحد جِيبُوهُولِي".
-
يأمره دون تفسير بإجراء فحوصات باهظة الثمن، الغرض منها
في أغلب الأحيان تشغيل مخابر زملائه و ليس صحة المريض و هذا تحيُّلٌ و فساد
متستِّرٌ بالعلم مما يساهم في إثقال كاهل المريض ماديا و قد يتسبب في إفلاس
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (La CNAM).
-
يحتقر الطبيبُ المريضَ و لا يسمعه و لا يعير اهتماما
لحديثه عن نفسه و مرضه و إن سمعه فلا ينصت له و إن تمادى المسكين في وصف مرضه نَهَرَهُ
أو أطالَ أوقفه متعلّلا بُهتانا بحقوق المرضى الآخرين المنتظرين.
-
لا يعترف بمعرفة المريض (Le savoir du malade: nouveau
concept en médecine) التي تتمثل في معايشة هذا الأخير لمرضه طول النهار و طول العام.
معرفة لصيقة لا يمكن لطبيب أن يكتسبها مهما علت شهائده و كل مريض مزمن خبير في
معايشة مرضه.
-
في عصر "الأنترنت"، قد يكتسب المريض المثقف
علما حول فيزيولوجيا مرضه يفوق علم الطبيب و يا ويله من طبيبه إن كان المريض واثقا
من معلوماته فقد يتعرض للسخرية و التهكم كما حدث معي أنا في مناسبات متعددة مع
أطباء متعددين.
-
اختصاصي القلب يعالج القلب و اختصاصي العين يعالج العين
و اختصاصي المعدة يعالج المعدة، و كأن البشر في نظرهم يساوي مجموعة من الأعضاء لا
غير. البشرُ كيانٌ كاملٌ متكاملٌ، هو إفراز لتفاعل مستمر بين البيولوجي و البسيكولوجي، لا ينفصل
الثاني عن الأول إلا بعد الموت.
-
الداخل للطبيب التونسي الخاص (و خاصة الاختصاصي) "مِكوِيٌّ
مَوجوعْ" و الخارجُ من عنده "مَفْجوعٌ
مَنْبوزْ"! كما حدث معي أنا اليوم.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 19
مارس 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire