mardi 12 décembre 2023

أحتفلُ اليوم ببداية فشل أجدّ محاولة جادّة للإقلاع عن التدخين: نتائج باهرة لا تُصدَّق لكن النفسَ أمّارةٌ بالسوء حتى لنفسِها ! مواطن العالَم

 


1. قبل الإقلاع عن التدخين، كنت أدخّن علبتين يوميا وكنت أتناول قرصَين مهدئين يوميا أيضًا لتسكين آلام "الشقيقة".

(Double addiction)

2. ارتحتُ تقريبًا من آلام "الشقيقة" غير الحادة وكأن التدخين كان سببها المباشر لكنني لم أطمئن بعدُ إلى هذه النتيجة الباهرة وأتمنى أن تكون دائمة والحمد لله والطمعُ في مَيْتَةٍ على شاكلة "من الشدة للمدة".

(Peut-être par effet placebo)

3. لم أعدْ أتناولُ تقريبًا أقراصًا مهدّئة ولم أعد أكبس رأسي بـ"امْحَرْمَة" أمي يامنة المتوفية منذ ثلاثين سنة.

(Éviter leurs effets secondaires)

4. لم أعدْ أشربُ القهوة إلا مرة واحدة في مقهى الشيحي السادسة صباحًا وتخليت -تمامًا وفجأة- عن قطرات السكر المُحَلِّي.

(Édulcorant : Candys)

5. أصبحتُ آكلُ أكثر وأنامُ أكثر.

(Deux anti-stress naturels)

6. وفجأة أيضًا ذهبتْ كل الكوابيس المرعِبة.

(Absence totale de cauchemars)

7. وفجأة أيضًا انتظمَ جهازي الهضمي وأصبح كالساعة.

(Horloge biologique)

8.  أصبحتُ قادرًا على القيام بسهولة ببعض أشغال الصيانة في البيت مثل تنظيف السطح قبل نزول الأمطار أو تقليم شجيرات الحُدَيْقَة الأربع، أشغال كنت أنجزها بصعوبة زمن التدخين.  وأصبحتُ قادرًا أيضًا على فتح قوارير الماء المعدني التي كنت لا أقوَى على فتحها إلا بالاستعانة بكُلاّب.

(Bonne oxygénation des muscles)

9. نَقَصَ عندي -وبصفة ملحوظة- الدافعُ للكتابة والتأليف والنشر وتَقَلَّصَ عندي  كثيرًا الوقتُ المخصص للفيسبوك لصالح اليوتوب وتوقفت مؤقتًا عن وضعِ آخر اللمسات لآخر مؤلفٍ أنا بصدد توضيبه، كتابي العاشر حول جريدتي الشهرية المفضّلة (Le Monde diplomatique en français).

(Baisse du niveau de la motivation intellectuelle)

10. آهٍ لو كنتُ أعلمُ عِلمَ اليقين كما علمت اليوم أن "الشقيقة" عندي سببها التدخين وحده لا غير، لكنتُ أقلعتُ منذ بدأتُ سنة 1976 وتجنبتُ 47 عامًا من معاناة آلام الرأس ومعها المضارّ الجانبية لآلاف الأقراص المهدئة التي بلعتُها طوال ما يقارب من نصف قرن من الزمن (من سن 24 إلى سن 71).

(Hélas on ne peut plus réparer les erreurs du passé)

11. لكن ورغم كل هذه النتائج الإيجابية الناجمة عن الإقلاع عن التدخين، فما زلتُ أحنّ إليه، وجاحدٌ مَن يقول عنه أنه كلُّه شرٌّ، ولا أسمح بذكر سيئاتِه في صفحتي ما لم تُرفَق بقائمة حسناتِه. التدخين -في الحقيقة والواقع- هو مُتعة ومَضرّة في آن.

(La nicotine stimule la libération de dopamine par le cerveau, la « molécule du plaisir ». Privé de ce surdosage, il semble que mon cerveau s’est grippé.)

12. النتائج الإيجابية جدًّا التي حدثتْ معي بعد الإقلاع عن التدخين، ليست بالضرورة هي نفس النتائج التي قد تقع مع كل مُقلِعٍ عن التدخين، لأن كل جسمٍ بشري تقريبًا هو حالة فريدة من نوعها في نوعية ردة فعل جهازه المناعي وفي تفاعل موروثه الجيني مع محيطه وبيئته.

(Interaction entre nos gènes et notre environnement, entre l’innée et l’acquis, cad « épigenèse », mon sujet de thèse, Cotutelle Université de Tunis & UCBL1, 2007)

13. مع التدخين، كنت أعاني يوميًّا من أوجاع "الميـﭬران" لكنني كنت أحس أنني راكزُ الذهنِ. دون تدخين، ذهبتْ كل أوجاع "الميـﭬران" اليومية لكنني أصبحتُ أحس أنني شاردُ الذهنِ.  

 

خاتمة:

وبدأ الفشل يتسرّب لأجدّ محاولة جادّة للإقلاع عن التدخين، ساعات.. ساعات يغلبني الشوق وأدخّن سيجارَة خُفيةً عن أعينِ كل مَن يعرف أنني أقلعتُ عن التدخين على شرط أن لا تتجاوز السرقات معدل سيجارتَين اثنتَين في اليوم الواحد.. ضعفتْ نفسي الضعيفة أصلاً وتجاوزتْ الحد لكنني لم أرمِ المنديلَ الأبيض بعدُ... سأقاوِم وسوف أعيد المحاولة مرة واثنتان وثلاث مرات حتى أنتصرْ...

 

إمضائي:

أعترف أن لا هدف لي مسبقًا ومحدّدًا من وراء الكتابة والنشر سوى المتعة الفكرية في فترة التقاعد وتحلية مرارة انتظار الأجل كما قال الفيلسوف أبو نواس.

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)

 

تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 12 ديسمبر 2023.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire