vendredi 15 octobre 2021

بنت تاجر سمك فرنسية، كيف أصبحت ملكة السويد والنورفيج ؟

 


بنت فرنسية جميلة، أبوها تاجر سمك من مرسيليا، أصبحت ملكة السويد: قصة واقعية طريفة حدثت منذ قرنين فقط لكنها أغرب من قصص ألف ليلة وليلة !

 

الظرف الزماني: حوالي سنة 1800ميلادي بعد الثورة الفرنسية بعقد أو عقدين.

الظرف المكاني: مرسيليا، باريس وستكهولم.

الشخصيات الأساسية: بطلة القصة البنت الجميلة واسمها دِيزِيرِي (المرغوبُ فيها).

Bernardine Eugénie Désirée Clary, née le 8 novembre 1777 à Marseille (Royaume de France), et morte le 17 décembre 1860 à Stockholm (Suède-Norvège).

خطيبها الأول هو الجنرال نابوليون بونابارت. جوزيف بونابارت، الأخ الأكبر لنابوليون، متزوج من جولي الأخت الكبرى لدِيزِيرِي. الجنرال برندوت، هو منافس بونبارت في الجيش والحب وزوج دِيزِيرِي الأول والأخير وأنجب منها ابنهما أوسكار.

الحكاية باختصار:

أراد أخو بونابارت خطبة ديزيري فأخذ معه أخاه. عشقها الصغير من أول نظرة وعرض أختها الكبرى الأقل جمالا على أخيه الأكبر فَرَضِي الأخيرُ. تزوج الأكبر من الكبرى وذهبا إلى باريس ثم لحقه أخوه الصغير تاركا وراءه بطلة قصتنا سجينة حسرتها ودموعها تُبلّل رسائلها الحارّة. التحقت ديزيري بأختها الكبرى في باريس وبسرعة تزوجت الجنرال برندوت، أحد أبطال الثورة الفرنسية، انتقاما من حبها الأول، الجنرال نابوليون بونابارت، التي لم تستطع يوما أن تنساه بل كانت في شيخوختها تعلق صورته في صالون زوجها برندوت.

كانت مملكة السويد والنورفاج الموحّدة في ذلك العهد تمر بهزات ثورية وانتفاضات شعبية مثل ما مرت به فرنسا وكان مَلِكُها شيخا عقيما ومريضا. اجتمع أعضاء البرلمان السويدي الموسّع (600 مشارك) في قرية سويدية صغيرة نائية لكي يختاروا له وريثا يملِك السويد بعد وفاته. ومن غرائب الدهر أنه تم اختيار ولي عهد فرنسي وكاتوليكي (البروتستانتية مذهب السويد) ومن سلالة شعبية "غير نبيلة" وفوق كل هذا ثوري ولا يتقن اللغة السويدية. وبين عشية وضحاها أصبح محظوظ قصتنا الجنرال برندوت ولي عهد مملكة السويد وهو الذي يُشاع عنه أنه كان مُوَشِّمًا على ذراعه شعار الثورة الفرنسية "الموت للملِك". ويُقال عنه أيضا أنه دفع رشوة لعضو في البرلمان السويدي حتى يضمن نجاحه من بين عدة مرشحين لنفس المنصب. ومن مهازل التاريخ أن الحجة التي قوَّت من جانبه أثناء مداولات البرلمان هي أن زوجته ديزيري بعثت بصورتها للبرلمان السويدي مرفوقة بصورة ابنها أوسكار الذي بالصدفة كان يحمل اسما شماليا (prénom nordique) وساعدته أيضا معاملته الحسنة السابقة لأسرى سويديين في فرنسا.

انتقلت العائلة الفرنسية المحظوظة، التي لا يتكلم جميع أفرادها اللغة السويدية، للإقامة في السويد. كان الزوج برندوت، ولي العهد وملك المستقبل، ينوب الملك المريض وكان الابن أوسكار، وريث العرش الوحيد، يقضي كل وقته في تَلقِّي التدريب والتكوين والتربية المَلَكِية الخاصة أما الزوجة فلم يعجبها الوضع ولم تُعجِب شخصيتَها حاشية الملك: كمتوسطية (méditerranéenne كانت تكره بَرْدَ الشمال وتتثاءب بل ترقد في بعض المناسبات الرسمية وتفضل الأكل الفرنسي وتتناول الطعام بيديها دون شوكة. رجعت للإقامة مع أختها الكبرى وزوجها أخ نابوليون بباريس وعملت كجاسوسة لزوجها ولي عهد السويد وكانت تحيا حياة مستهترة إلى درجة أنها كانت تستقبل في قصرها نابوليون، حبها الأول، وتُغازلُ الوزير الفرنسي المشهور ريشيليو. رجعت للإقامة مع زوجها عندما اعتلى هذا الأخير رسميا عرش السويد ولُقِّبَ بالملِك الجمهوري (Le roi républicain)، فأصبحت هي ملكة السويد الرسمية. كانت مصِرّة على حياة التحرّر وكانت شُجاعة في تحدي قيود الأخلاق والشكليات الرسمية: كانت تخرج ليلا تهرول في حديقة القصر مرفوقة بوصيفتها المجبرة على ارتداء قميص نقيّ البياض (blanc immaculé) ظنًّا من الملكة أنه  يجنِّبها هجوم الخفافيش، وكانت ترتاد ليلا المطاعم والمسارح وتسكن قصرا صغيرا بعيدا عن القصر الملكي. خرجت مرة لزيارة مقاطعة في مملكتها فاستقبلها الفلاحون بهتاف سمعته هي وكأنه يقول بالفرنسية (vive la reine) وذلك لجهلها المطبق باللغة السويدية فأصرّت ببهجتها لحاجبها المرافق الذي لم يجرؤ أن يصارحها بمعنى الهتاف السويدي (vi vill ha regn) والذي يعني بالعربية "نريد المطر.

خلال حفل ملكي، سأل الملك مرة شخصا حاضرا لكنه لا يعرفه: ماذا تشتغل في القصر؟ أجابه: أنا العشيقُ الثالث للملكة لكنني الوحيد فوق الخدمة.

مات زوجها الملك سنة 1844، ماتت ديزيري ملكة السويد السابقة سنة 1860، أي عاما واحدا بعد وفاة ابنها الملك الذي خلّف خمسة أبناء، وبعد مرور ما يقارب القرنين على ضربة الحظ التاريخية الصدفوية الطريفة لا زالت ذرية ديزيري وزوجها برندوت الفرنسيَّي الأصل يعتلون عروش ممالك السويد والنروفيج والدنمارك واللكسمبورغ وبلجيكا و"خُرَّافَتنَا هَابَا هَابَا وكل عام اتجينَا صابَة".

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire