mercredi 3 mai 2023

ما هو دورُ كِبارِ السنِّ في مجتمعاتهم: ترابط أنتروبولوجي وثيق بين السوسيولوجي والبيولوجي ؟ ترجمة مواطن العالَم

 

 

تعريف كلمة "أنتروبولوجيا" أو علم الإنسان (l’anthropologie): هي علم، يتموقع في التقاطع بين مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية، التي تبحث في الكائن البشري بكل أوجهه، المادية منها (علوم الحياة والتشريح والشكل والوظائف والتطور، إلخ.) والثقافية (علوم الاجتماع والنفس والدين والفن واللغة والجغرافيا، إلخ).

 

معلومات علمية قد تنير السبيل وتوضّح الترابط الأنتروبولوجي الوثيق بين السوسيولوجي والبيولوجي:

-         النساء يفقدن القدرة على الإنجاب في سن الخمسين (la ménopause) بينما تحتفظ إناث الشانبانزي بخصوبتهن إلى آخر حياتهن التي تقف عادة في الخمسين من عمرها. هذا النقص الظاهر عند النوع البشري قد تكون فيه فائدة كبيرة لفصيلتنا: هذه الحياة بعد-إنجابية (post-reproduction entre 50 et 70-100) تسمح لكِبارِ السنِّ، بغض النظر عن صلة القرابة وعن المستوى الدراسي، تسمح لهم برعاية الرضع، صحيًّا وغذائيًّا، مما ينتج عنه تقليصٌ في مدة الرضاعة من قِبل الأمهات، وهذا التقليص بدوره يزيد في وتيرة الولادات (fréquence)، لأن الحَمل ينقطع خلال مدة الرضاعة التي تدوم عادةً من حولٍ إلى حولين اثنين. أضفْ إلى هذه الفائدة المادية، فائدة أخري، ذهنية: تجربة كِبارِ السنِّ توفر للصغار وسطًا ثقافيًّا غنيًّا (un milieu intellectuellement riche)، وتساهم مساهمة فعّالة في تدريب الصغار وتعليمهم، وتمدّهم بمعلومات ثقافية مهمة خلال المرحلة  الطويلة والحساسة (période critique) التي تلي الولادة، وهي مرحلة  هامة جدًّا في اكتساب المعرفة (l’importance cognitive)، وتمكنهم من المشاركة في أخذ القرارات المصيرية التي تخص القبيلة التي ينتمون إليها، مثلا: كِبارِ السنِّ الذين عايشوا كارثة تسونامي يستطيعون تعليم الصغار كيف يتصرفون لتجنب الأخطار الطبيعية. لا ننسى أنّ قبل اكتشاف الكتابة كانت التجارب تُمرَّر شفويًّا من جيلٍ سابق إلى جيل لاحق (إضافتي: أذكّر هنا بفوائد تقاليد العائلة الموسعة حيث كان الابن المتزوج يعيش، هو وأبناؤه، مع والديه في نفس المنزل).

-         خلافًا لصغار الشانبانزي الذين يولدون بمخ يزن 50 %من وزن مخ القرد البالغ، فصغار البشر يولدون بمخ يزن 10 %فقط من وزن مخ الإنسان البالغ، لذلك فالرعاية المضافة لصغارنا من قِبل كبارنا وتربيتهم جماعيًّا، أمران ضروريان لاستمرار النوع والحياة. نلاحظ أن هذين السلوكين المهمين قد لعبا دورًا أساسيًّا في التطور المعرفي عند الإنسان (l’évolution de la cognition humaine)، مما يوحي أن التمديد في الحياة بعد-إنجابية قد يكون ناتجًا عن انتقاء جيني كسِمةٍ من السِمات التي ساهمت في انتصار نوعنا البشري وديمومته في الحياة فوق الأرض إلى يومنا هذا، والحمد لله. (...) قد يكون سلوك الإنسان مبرمَجًا جينيًّا (le comportement pourrait être programmé génétiquement)، لكنه يتأثر أيضًا بالمحيط (Ajout : mais le comportement est épigénétique aussi, c.à.d, une émergence qui vient de l’interaction entre nos gènes et notre environnement, et le débat sur la séparation ou la partition entre innée et acquis est un débat dépassé).

-         صحيح أن التمديد في الحياة بعد-إنجابية هو اكتشافٌ حديثٌ (grâce aux soins médicaux). في الواقع، هي حقيقة صحيحة جزئيًّا فقط، لأن هذه الزيادة المعتبرة في أمل الحياة (l’espérance de vie)، وفي جانب كبير منها، هي ناتجة عن نقص ملحوظ في معدل الوفيات مباشرة بعد المخاض أو عند الرضع (grâce aux soins médicaux aussi). أما أمل الحياة إلى ما بعد الخمسين في حد ذاته، فقد كان موجودًا حتى قبل التطور الطبي الحديث.

 

Référence: Alain Prochiantz (Professeur au collège de France), Singe toi-même, Paris, Ed. Odile Jacob, mai 2019, 331 pages, 23,90 euros, pp. 126-133.

 

إمضائي:

مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي".

وإذا كانت كلماتي لا تقنعك الآن فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ. دعوةٌ وديةٌ للتَّرَيُّثِ.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في  21 سبتمبر 2019.

 

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire