lundi 4 novembre 2019

خَمسُ خِصالٍ لأبي بكر الصدّيق، خَمسٌ ميزته عن باقي الخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم. مواطن العالَم، متعدّد الهُويات




ملاحظة 1، ملاحظة نوستالجيك (Regret attendri ou désir vague accompagné de mélancolie )، ملاحظة قد تبدو للبعض من رفاقي اليساريين استفزازية، والله العظيم أحبكم: كنتُ وأنا شاب (قبل 1989) شيوعي منبت، لا أعير أي اهتمام لكل ما يمت لحضارتي العربية-الإسلامية (عربية اللسان وليس العرق)، وكنت في المقابل أفتخر بِسِيَرِ مجرمي حروب القرن العشرين، لينين وستالين وماو وبول بوت.

1.     الخَصْلَةُ الأولى: الصحابي الوحيد الذي ذكره القرآن بالإشارة التي لا تخطئ: "إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" (سورة التوبة، الآية 40).
2.     الخَصْلَةُ الثانية: عبقريته السياسية كانت تقارب عبقرية الرسول - صلى الله عليه وسلّم - أو تضاهيها وكان يُلقَّبُ بنبي أيام الردّة.
3.     الخَصْلَةُ الثالثة: كان جمهوريًّا: ورّث الحكمَ للفاروق ولم يورّثه لابنه محمد.
4.     الخَصْلَةُ الرابعة: كان يجمع بين الرقة في المعاملة والشدة في تطبيق كل بنود دستور الدولة الإسلامية الفتية، أعني به القرآن الكريم، وخاصة الزكاة، سبب أساسي في خوضه حروب الردّة.
5.     الخَصْلَةُ الخامسة: كان مدنيًّا: نزع القداسة عن السلطة: لما استلم الخلافة، قال في حفل تنصيبه (son discours d’investiture): " أيها الناس، محمد كان له ملاك يهديه أما أنا فلي شيطان يغويني، إن عدلت فأطيعوني ما أطعت الله فيكم وإن أخطأت فقوّموني". حسب رأيي المتواضع وبصفتي غير مختص في تفسير أقوال الصحابة، رضوان الله عليهم، يبدو لي أن هذه الخطبة دشّنت لإجراء عَلماني في تسيير دواليب الحكم والدولة بإعلانها الحكم باسم الشعب وليس باسم الله وفصلت بين الوحي الذي ينزل على محمد من السماء وهي أوامر لا تحتمل النقاش وبين اجتهاد بشرٍ قد يخطئ ويصيب حتى ولو كان أبو بكر الصدّيق نفسه.

ملاحظة 2: للأمانة العلمية، سمعتُ هذه الأخبار من مصادر لا تمت للإسلام السياسي ولا الدعوي بصلةٍ ولأنني سمعتها ولم أقرأها فليست لي مراجع أدوّنها.

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 4 نوفمبر 2019.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire