lundi 25 novembre 2019

مَن هي الفئات الاجتماعية التي انخرطت كليًا في النمط المعَوْلَم الحداثي السائل؟ مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات




فئة المواطنين الاقتصاديين (homo œconomicus)  وفئة المواطنين المستهلكين  (homo consumens)، هما الفئتان الوحيدتان، رجالاً ونساءً، اللتان قَطَعَتَا كل صلةٍ مع باقي فئات المجتمع (des hommes et des femmes sans liens sociaux). هما الفئتان المثاليتان بالنسبة لاقتصاد السوق والفئتان المفضلتان لدى الدوائر المالية العالمية والمدافعين عنها، خبرائها ومحلّليها التونسيين. هما أيضًا وَهْمَا النمط الحداثي السائل. هما الفئتان الفاقدتان لكل مقومات الإنسانية مثل البِر والرحمة والتكافل والإيثار والتضامن والتعاون والرأفة والشفقة والحنان والحب والمودة والرفق والإحسان...
1.     المواطن الاقتصادي (homo œconomicus) هو الفاعل الاقتصادي المنعزل الأناني، النرجسي المنشغل بنفسه، الباحث على أفضل الصفقات غاضًّا الطرف على الأخلاقيات، ظاهريا يقوده "الاختيار العقلاني"، الحذر الحريص على أن لا يرضخ لعواطفه ولا لضميره الإنساني (La seule et unique alternative en Tunisie réside dans l’économie morale comme l’économie sociale et solidaire pratiquée depuis 2011 par l’association de sauvegarde des oasis de Jemna).
2.     المواطن المستهلك  (homo consumens)، هو الشاري المنعزل، مثل زميله المواطن الاقتصادي، هو كائنٌ نرجسي ومنشغل بنفسه، يبحث على أفضل فرصة استهلاك ليملأ بها وحدته ظنا منه أن دواءه فيها لا في غيرها من الاهتمامات الاجتماعية الأخرى (مثل استهلاك الثقافة والعمل التطوعي). هو مواطنٌ لا يشرح صدره إلا رؤية الزحام حول منتوج مستورد جديد في أروقة المغازات الكبرى (exp : Carrefour et Géant).

Ma source d’inspiration : L’amour liquide. De la fragilité des liens entre les hommes, Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), Ed. Pluriel, 2010, 185 pages, 7,60€, p. 88-89

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 25 نوفمبر 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire