dimanche 24 mars 2013

لأول مرة في حياتي، أطأطئ رأسي خجلا من عنصرية البعض من أبناء بلدي؟ نقل صحفي انتقائي لمواطن العالَم د. محمد كشكار


حضرت اليوم بحمام الشط "اليوم التونسي للصداقة مع المهاجرين" فخجلت من أن يجمعني نفس الانتماء مع بعض التونسيين العنصريين ضد المهاجرين من الطلبة الأفارقة السود! نقل صحفي انتقائي لمواطن العالَم د. محمد كشكار

المناسبة: اليوم التونسي للصداقة مع المهاجرين
المكان: قاعة الاجتماعات الصغرى بمقر بلدية حمام الشط
التاريخ: يوم الأحد 24 مارس 2013 من الساعة الحادية عشرة و نصف صباحا إلى الساعة الثانية بعد الزوال، غادرت تعِبًا قبل نهاية الاجتماع
الجهة المنظمة: الاتحاد العام التونسي للشغل و الاتحاد الأوروبي (مشروع "دروس" Projet « DROUCE »
يهدف مشروع "دروس" إلى تعميق و تنمية المعارف بخصوص خمسة محاور أساسية
1.     الحقوق الاجتماعية و الحوار الاجتماعي
2.     الحقوق الاجتماعية و الحوار المدني: حقوق المواطنة التي يتناولها المشروع هي: حقوق النساء و الحق في حرية التعبير و الإعلام و الحق في التعليم و المعرفة و الثقافة و الحق في البيئة و حقوق المهاجرين
3.     تشغيل الشباب
4.     الحكم و التنمية المحلية
5.     التجديد النقابي
الحضور: 38 فرد، منهم 12 امرأة و 26 رجل. بالتفصيل: ابن مدينتي حمام الشط و صديقي و زميلي رضا بركاتي، رئيس فرع بن عروس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، رئيسة الغرفة الفتية بحمام الشط، 16 طالب إفريقي أسود (شابة و 15 شاب)، 5 كهول أوروبيين بيض (رجل و 4 نساء) و 15 تونسي بين منظمِين و مشاركين و طفلين (3 أو 4 سنوات
الموضوع: مناقشة وضع المهاجرين الأفارقة السود في تونس

لن أنقل كل ما دار في الاجتماع و ليست مهمتي و إنما سأكتفي بنقل ثلاث شهادات معبّرة و مؤثرة لثلاثة مهاجرين
1.     الأول، كهل سوري أبيض مُقعد على كرسي متحرك، حُكِم عليه بالإعدام في بلده فلجأ هاربا إلى تونس بعد اندلاع الثورة السورية. قال: دخلت إلى تونس بصفة قانونية بواسطة تأشيرة فاستقبلني أنا و زوجتي و آوانا في بيته بالجنوب مشكورا صديق تونسي دكتور. منذ عشرة أشهر قدمت مطلبا رسميا في اللجوء السياسي و لم أتلق أي رد حتى اليوم، لا سلبي و لا إيجابي. تمتعت لمدة شهر بتغطية صحية مع استرجاع المصاريف و منحوني كرسيا متحركا قديما مستعملا ثم قطعوا عني التغطية فجأة و دون تبرير. قبل أن أنهي شهادتي أود أن أتوجه إلى المنظمات الإنسانية العالمية بالسؤال التالي: ماذا فعلتم و ليس ماذا قلتم من أجل مساندة الشعب السوري المنكوب؟

2.     الثاني، طالب شاب إفريقي أسود، أدلى بشهادة مؤثرة جدا و أنا واحد من بين الذين صدقوه مائة بالمائة لشجن و حزن في نبرته. قال: نحن المهاجرون الأفارقة السود (طلبة و عمال و لاجئون سياسيون و مرضى جاؤوا للعلاج) نتعرّض يوميا إلى ممارسات عنصرية عنيفة مادية و لفظية و رمزية من قبل العديد من شرائح المجتمع التونسي (الإدارة و الشرطة و الكهول و الشباب و سائقي التاكسي و لم نسلم حتى من الأطفال الصغار، يرموننا بالأحجار) و في أماكن مختلفة كالجامعة و الحي السكني و الطريق العام و وسائل النقل العمومية. عنصرية لونية سخيفة و مقيتة مرفوقة في بعض الأحيان بعنصرية دينية ضد الأفارقة السود المسيحيين و الإحيائيين
لم أنقل حرفيا كل ما ورد في شهادة أخينا الإفريقي و عجزت عن تصوير المرارة و الأسف الباديين على محياه الفتي الجميل و تغافلت عن ذكر الأمثلة العنصرية المخجلة و المخزية التي استشهد و استدلّ بها على عنصرية عديد التونسيين دون تعميم. لم أنقلها لأنني كتونسي أستحي من نقلها كما ذكرها لهول ما ذكر

3.     الثالث، طالب شاب إفريقي أسود ضرير و أنيق، رئيس جمعية مهاجرين أفارقة بتونس، أول دولة إفريقية حسب قوله تتأسس فيها جمعية من هذا النوع. قال: يتمتع المواطن التونسي المهاجر في مالي أو في الكوت ديفوار أو السنغال بحقوق تفوق الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الماليّون أو الكوت ديفواريّون أو السنغاليّون أنفسهم

ملاحظة عابرة
يحدث أمامي لأول مرة في حياتي: مشاركة و صحافية أوروبية تصور الاجتماع، طرحت بكل لطف و أدب و لياقة سؤالا على الحاضرين: مَن مِنكم لا يرغب في نشر صورته في الإعلام؟ أجابها الشاهد الثاني بنعم فزاد حزني و تعمّق خجلي من نفسي كمربي تونسي لم يعمل قصارى جهده لاجتثاث داء العنصرية اللونية و الدينية من مجتمعه و تيقنت أن هذا الطالب الإفريقي الأسود صادق لأنه خائف بالفعل من ردود أفعال التونسيين العنصريين لو تعرفوا على وجهه و اطلعوا على تدخله الصريح و شهادته ضدهم

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا و غير مباشر
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث
حمام الشط في 24 مارس 2013








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire