محاولة
فلسفية ثانية: هل تكمن الثورة في عدم الثورة؟ جزء 2: مقارنة بين أشباه الثورات و
الثورات الحقيقية؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
ملاحظة
نشرت هذا المقال لأول مرة قبل
الثورة في 27 أوت 2008 و أعيد نشره بعد الثورة
في 14 مارس 2013 مع تعديلات شكلية
أ.
الثورات الحقيقية
أما
الثورات الحقيقية، فسأخص منها بالذكر الثورة الفرنسية التي غمرت الإنسانية
بإنجازاتها العظيمة و تركت للعالم تراثا حضاريا ما زلنا ننهل من منابعه حتى اليوم:
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، من 1789 إلى 1799. سبقتها حركة شعبية فكرية
ثقافية علمية دامت مائة سنة و لذلك سمّوها "قرن الأنوار"، لم تعرف
البشرية قرنا مثيلا له، لا قبله و لا بعده. حرّرت هذه الثورة الشعبية الحقيقية
المواطن الفرنسي و أيقظت المواطنين من سباتهم في العالم أجمع. غيرت المفاهيم
الأرستقراطية السائدة و أرست ميثاق حقوق الإنسان و أفرزت نظاما سياسيا رأسماليا
ديمقراطيا، لم تكتشف البشرية أفضل منه حتى اليوم
ج.
مقارنة بين أشباه الثورات و الثورات الحقيقية
لا
تجوز المقارنة بين النموذجين في الثورة، أشباه الثورات و الثورات الحقيقية،
لاختلافهما الجذري. بدأ النموذج الأول (الثورات الاشتراكية و الشيوعية و القومية و
الإسلامية) من القمة و بقي في القمة إلى أن سقط نظام حكمه من عليائه و تكسّرت
عظامه و دخل مزبلة التاريخ مثقلا بجرائمه في حق الإنسانية و أما جرائم المتطرفين
الإسلاميين و تفجيراتهم في الأسواق و المساجد و الحسينيات و قتلهم للمدنيين
الأبرياء المسلمين و غير المسلمين في العراق و باكستان و أفغانستان و فلسطين،
فسيأتي يوم يحاكمون فيه قبل حسابهم يوم القيامة من رب العالمِين. أما النموذج
الثاني (الثورة الإنڤليزية و الثورة الفرنسية و الثورة الأمريكية) فبدأ بتجديد و تغيير القاعدة و عندما وصل إلى
القمة، تربّع على عرشها و استقر لكن هذا لا يعني أنه يمثل نهاية التاريخ كما تنبأ
بذلك الكاتب الأمريكي المشهور فوكوياما رغم أنه هو الأفضل في الموجود رغم الخلل
البنيوي الفظيع الذي اكتشفه فيه ماركس منذ مائة سنة
الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي
عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و
على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة،
لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا و غير مباشر
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و
أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى
دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم
ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو
كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية
و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس
تاريخ أول نشر على مدونتي
و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث
حمام الشط في 27
أوت 2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire