إرهابنا و إرهابهم! مواطن العالم د. محمد كشكار
أنا أدين إرهاب داعش و أدين
أكثر إرهاب أمريكا، الأول عمره سنتان أما الثاني فعمره 500 عام، الأول إرهاب هواة
حمقى أما الثاني فإرهاب محترفين أذكياء، الأول يستورد سلاحه من الثاني أما الثاني
فيصنع سلاحه بنفسه، ، الأول همجي أما الثاني فهو "شرعي"، الأول مُدان من
قبل العالم أجمع أما الثاني فهو مُسانَد و مدعَّم من قبل العالم أجمع، الأول نتيجة
الجهل و التخلف أما الثاني فهو نتيجة "العلم و التقدم"، الأول لقيط
الحضارة الإسلامية "العنيفة" المستهجنة أما الثاني فهو لقيط الحضارة
المسيحية "المسالمة" المبجلة، الأول عاجز و فاشل و سلاحه قتل المئات أما
الثاني فهو ناجع و ناجح و سلاحه أباد الملايين، الأول إقليمي أما الثاني فهو
عالمي، الأول أرضي أما الثاني فهو جوي، الأول "شجاع" أما الثاني فهو
"جبان". يا لِنكبتنا و خيبتنا، إرهابنا و إرهابهم مجتمعان موجهان ضدنا!
يبدو لي أنه ليس من المنطق أن
يشنّ الغرب "الديمقراطي" حربا شعواء "من أجل الدفاع عن حقوق
الإنسان و الأقليات العرقية و الدينية" ضد حركات إرهابية إسلاموية صغيرة
(داعش)، و يصمت بل يستعين بعائلات حاكمة متسلطة، السعودية و الإمارات، شبه دول
تُنتهَك فيها الديمقراطية و يُستعبَد فيها العمال الأجانب و تُحرم الأقليات فيها
من أبسط حقوقها الدينية و الثقافية.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما
قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق
بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي إسلامي، شاء اليسار
التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 15 سبتمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire