لماذا فشل السياسيون
التونسيون في حكم بلادهم قبل و بعد الثورة، أي منذ الاستقلال؟ مواطن
العالم د. محمد كشكار
ربما، أكرر، ربما لانعدام
تجربتهم في حكم أنفسهم بأنفسهم. منذ ثلاثة آلاف سنة تعاقَبَ على حكمهم الغزاةُ (مستعمرون و مستوطنون و فاتحون و تجار و منتقمون): لبنانيون
(قرطاج الفينيقية) و رومان (الإمبراطورية الرومانية) و عرب (عند "الفتح"
الإسلامي كانت تونس تقريبا بربرية) و هلاليون (عند الغزو الانتقامي كانت تونس مسلمة
تقريبا لا تتكلم العربية) و أتراك (الخلافة العثمانية) و فرنسيون (الاستعمار
الفرنسي الحديث).
بعد الاستقلال سنة 1956: حكم الديكتاتور
الحداثي بورقيبة 31 سنة و فشل، حكم الديكتاتور المافيوزي بن علِي 23 سنة و فشل، حكم
السبسي الليبرالي سنة و فشل، حكم الثلاثي
الإسلامي-القومي-الاشتراكي سنتين و فشل و "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد
أن يستجيب القدر"!
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم، شاء اليسار
التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 28
سبتمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire