jeudi 25 septembre 2014

أخاف ربي مثل ما يخافه جل الإسكندنافيين، و ليس كما يخافه جل المسلمين الذين أعرفهم! مواطن العالَم د. محمد كشكار

أخاف ربي مثل ما يخافه جل الإسكندنافيين، و ليس كما يخافه جل المسلمين الذين أعرفهم! مواطن العالَم د. محمد كشكار

-         أخاف ربي مثل ما يخافه النورفيجون الذين من شدة تقواهم و ورعهم يخصصون عشرة في المائة من ريع البترول الحالي للأجيال القادمة التي لم تولد بعد.

-         لا يخاف ربي المسلمون و غير المسلمين الذين بسبب استهلاكهم الجشع سوف يورّثون أولادهم تلوثا أخلاقيا و جويا و بحريا و أرضيا.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه وزراء السويد الذين يحافظون على ثروة البلاد من التبذير، فهم لا يتمتعون بسيارة خاصة و لا سكن خاص و لا خدم و لا حشم.

-         لا يخاف ربي وزراؤنا التونسيون الحاليون، فهم يتمتعون بمرتب خيالي مع سيارة بسائق خصوصي و 1000 لتر بنزين في الشهر و سكن و خدم.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه عمال بلدية طوكيو اليابانية الذين يجولون طرقات مدينتهم ليليا بثلاثين سيارة على شكل مخبر مجهزة بجهاز "سكانار" للكشف على الحفر قبل تكونها  فيصلحونها قبل بروزها على السطح. هم يمهدون الطريق لبغلة عمر كي لا تعثر في العراق!

-         لا يخاف ربي عمال و مسؤولي بلدياتنا الذين يتركون الحفر تكبر و تترعرع في طرقاتنا حتي تهلك سياراتنا و ندفع ثمن إصلاح أعطابها مضاعفا من جيوبنا الفالسة أصلا. هم ينصبون الفخاخ لبغلة عمر حتى تعثر في الشام و العراق!

-         أخاف ربي مثل ما يخافه الخبراء الفرنسيون الذين أتوا إلى قريتي و مسقط رأسي جمنة و حفروا قبر عامل سابق في فرنسا، ادعى ولده أنه مات جراء تأثره باستنشاق مواد كيميائية قاتلة أثناء عمله السابق في مصنع كيميائي فرنسي لمدة ثلاثة عقود. بعد الترخيص لهم، أخرجوا الهيكل العظمي من القبر و كشفوا عنه و كتبوا تقريرهم الطبي الموضوعي و قفلوا راجعين إلى بلادهم و بعد أسبوع فقط أرسلوا حوالة بريدية أجر يوم عمل لمن حفر القبر، و أرسلوا ملايين الأورووات كتعويض لورثة الفقيد الذي ثبت طبيا أنه مات متأثرا بغازات المعمل الفرنسي الملوثة.

-         لا يخاف ربي أصحاب شركات فوسفاط قفصة و معامل الكيميائيات في صفاقس و قابس الذين لوثوا الجو و البحر و المائدة المائية و التربة و الأشجار و النباتات و نشروا الأمراض الصدرية و السرطان في أجسام العمال و السكان و لا من مراقب و لا من محاسب قبل و بعد الثورة سوى الوعود الكاذبة و الزائفة.

-         أخاف ربي مثل ما يخافه المسؤولون عن التربية في فنلندا عندما وفروا مجانا لجميع أبنائهم - دون تمييز اجتماعي أو طبقي أو عرقي أو ديني أو لوني - أفضل تعليم عصري عام و فني مع توفير النقل المجاني من البيت إلى المدرسة و من المدرسة إلى البيت، و مكنوهم مجانيا من وجبة صحية ساخنة كل يوم، و متّعوهم مجانا أيضا بكل الأدوات المدرسية مع صرف منحة جامعية لكل طالب فنلندي.

-         لا يخاف ربي المسؤولون عن التربية في تونس الذين أهملوا التعليم الأساسي (الابتدائي سابقا)، لم يعطوا أي مدرسة ميزانية تسيير مثل ما هو معمول به في مدارس الإعدادي و الثانوي و الجامعي و لا يخجلون و يسمونه تعليما أساسيا، عن أي أساس يتكلمون، و بأي نقص يؤسسون و هل على أساس هش يمكن أن يبنون و يعلون أم هم للهرم التعليمي قالبون و بالابتدائي مستخفون و لغربال السيزيام مانعون  و لثقوب غربال الباكلوريا موسعون (أخيرا أعلنوا عن إعادة السيزيام و إلغاء الــ25 في المائة تدريجيا، حدث هذا بعد تاريخ أول نشر المقال) و عن أي أجيال قادمة يتحدثون و هم بعشرات الآلاف كل عام يتخرجون فنيون سامون عاطلون و بعشرات الآلاف ينقطعون عن التعليم كل سنة؟

-         أخاف ربي مثل ما يخافه الأوروبيون الذين هم على الوحدة حارصون و على السلم بينهم محافظون.

-         لا يخاف ربي المسلمون الذين بين بعضهم يقتتلون و خاصة في قتل إخوانهم السوريين العزل يستأسدون و أمام أعدائهم الصهاينة ينبطحون (سلطة و معارضة مسلحة).

-         يقول المسلمون: "النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان"، و الزبالة في بلادنا في كل الأركان و رموز الدولة طرشان. فبالله عليكم، لو خُيّر الإيمان و الشيطان اليوم أين يسكنان؟ فهل سيختار الإيمان ديار المسلمين من سنّة و شيعة أو سيختار ديار غير المسلمين من غربيين و آسيويين؟

-         أخاف ربي ليس اتقاءً لناره أو طمعا في جنته بل احتراما لذاتي و للذات البشرية عموما التي خلقها فـ"سواها و ألهمها فجورها و تقواها" (أنا لست مختصا في التفسير، لكن قد يكون خوفي خوفا من أشياء أخرى مجردة غير النار المادية، و طمعي في أشياء أخرى مجردة أيضا غير الجنة المادية).

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية" جان زيغلر.

تاريخ أول نشر على النت: جمام الشط في 16 جويلية 2013.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire