mardi 16 septembre 2014

هل يملك العَلمانويون حججا أخلاقية تمنع بموجبها مسلمين من التحدث عن سياسة دينهم؟ نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

هل يملك العَلمانويون حججا أخلاقية تمنع بموجبها مسلمين من التحدث عن سياسة دينهم؟ نقل دون تعليق مواطن  العالم د. محمد كشكار

 المرجع:
كتاب "المسيحية، الإسلام و النقد العَلماني"، وليم الشريف، دار الطليعة، الطبعة الأولى، بيروت، 2000.

نص الكاتب: صفحة 45:
علاوة على ذلك، ينبغي أن يلاحظ المرء أن أغلبية الكتّاب الذين ينتقدون سياسة الدين هم أنفسهم تسييس، أو أعضاء أو مناصرون لأفكار و أحزاب سياسية. أقصد كما أن للعلمانيين الحق في أن يتحدثوا في السياسة و ينخرطوا في أعمال سياسية، كذلك الإسلاميون لهم أيضا بصفتهم مواطنين الحق في التنظير و العمل السياسي. علاوة على ذلك، لا تملك بعض القوى السياسية العلمانوية حججا أخلاقية تمنع بموجبها مسلمين من التحدث عن سياسة دينهم، أو حتى تلوم بعنف دولا محررة من الاستعمار كالهند و باكستان لأنها طورت وسائل عسكرية (هامشة 1: بالطبع أنا أعارض الحروب و صنع السلاح و القنابل النووية، لكني هنا أثير مسألة أخلاقية عندما تمنع قوى نووية بلدانا أخرى من تطوير أسلحتها.).

إنه لمن السخرية بمكان أن ينتقد لاهوتيون مسيحيون "السياسة الإسلامية" و لا يرون أي تعارض في أفكارهم الدينية عندما يتحدثون عن لاهوتهم السياسي. لماذا ينبغي للخطاب المسيحي أن يكون سياسيا، فيما لا يجوز أن يتدخل الخطاب الإسلامي في السياسة؟ في الحقيقة، إن التدخل الذرائعي لدول أوروبية و أمريكية في الشؤون الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية للمسلمين في آسيا و إفريقيا، و التوتر القائم بين دولة إسرائيل و دول عربية، إنما يساعدان على خلق مشاكل عويصة حقيقية. إنها لمعضلة كبيرة أن تتدخل دول كبرى سياسيا، و حتى عسكريا، في شؤون دول يحكمها مسلمون فيما تحاول أن تمنع تسييس الإسلام. إن الإسلامويين، ليس فقط عاطفيا، بل و لأسباب عملية كذلك، يرون في عدم تسييس الإسلام مؤامرة استعمارية لإخضاع مجتمعات المسلمين. و لا داعي لذكر وجود قيادات قامعة في كثير من البلدان الإسلامية التي يرفض مثقفون و صانعو سياسات أن ينتقدوها رغم اهتمامهم الظاهر بالديمقراطية و حقوق الإنسان.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 16 سبتمبر 2014.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire