dimanche 2 avril 2023

حدثَ هذا منذ ربعِ قرنٍ عندما كنتُ ماركسيًّا: عاملٌ علّمني كَمْ يَزِنُ القرآنُ في قلوبِ المسلمينَ ! مواطن العالَم

 


عاملٌ، أصيل جمنة، صديقٌ كان في خلافٍ مع زوجته، استنجدَ بنا (أنا وصديق آخر، ماركسي أيضًا) للتدخل بالحسنَى وتسوية الخلاف بينهما. كانت زوجته تتهمه بإقامة علاقات مع زميلاته في المصنع، وكان هو ينكر ما نُسِبَ إليه، وكنا، نحن، نثق في صديقنا ونصدّقه.

زوجته لم تكن تصدّقه واشترطت عليه أن يحلف على المصحف لو كان صادقًا. رفض شرطَها، أصرَّ على الرفض وألحَّ.

طلبْنا الإذنَ من زوجته واصطحبناه إلى مقهى مجاورٍ في جبل الجلود من أجل إيجادِ حلٍّ لهذه المعضلة. صارَحَنا وقال أنه أقام علاقات زمالة مع العاملات لا أكثر ولا أقل. قلنا له: احلفْ إذنْ. قال: لا يمكن. قلنا: لماذا ؟ قال: لا أستطيع أن أحلفَ على القرآن بِـشِبْهِ الكذب. قلنا: الكذب في المصالح جائزٌ. قال: إلا مع القرآن !

حاولنا إقناعَه أن الغايةَ النبيلةٌ (الحفاظ على تماسك العائلة) تُبرِّرُ الوسيلة وربي يغفر ويسامح. رغم إلحاحِنا، رفضَ رفضًا باتًّا وقاطعًا. فشلنا في مهمتنا بسبب إيمانه القوي وخَشية الله وخوفه من القَسَم على القرآن كذبًا حتى ولو كانت كذبة صغيرة لتحقيق مصلحة كبيرة. يومها فقط عرفتُ مكانة القرآن في قلوب المسلمينَ. إيمانٌ كنتُ أحسبه أفيونًا. بعد هذه الحادثة بسنوات، قرأتُ كتابًا فعرفتُ أن ماركسيتي هي الأفيون، "أفيون المثقفين" ! (L'Opium des intellectuels (le marxisme), Raymond Aron, 1955).



إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de la rectitude morale et de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):

وإذا كانت كلماتي لا تقنعك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ. (مستوحاة من جملة لِـجبران خليل جبران). هي دعوةٌ وديةٌ إلى التَّرَيُّثِ.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 31 ديسمبر 2019.



ملاحظة ديونتولوجية (من الأخلاق): قبل نَشْرِ هذه القصة الحقيقية ورغم أنني لم أذكر اسمَه، عَرَضْتُ نصَّ المقالِ أعلاه على صديقي بطل القصة طالبًا إذنَه قبل النشرِ. قرأ، أذِنَ لي، فنشرتُ.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire