mercredi 13 juin 2018

الفلسفة صالحتني مع نفسي وعلّمتني كيف أحب قَدَرِي وأرْضَى بما كُتِبَ لي نصيبَا. مواطن العالَم



فيلسوفٌ دخل بيتي والباب مقفلٌ والشبابيك منيعةٌ بالحديد، هَمَسَ في أذنيّ وقال: "أحبَّ قدرك وارْضَ بحلوه ومرّه فليس لك في هذا اختيارٌ".
دخل الثاني، أصبح بيتي منبرًا لهم، شَرَحَ ما قاله الأول: "لو أردتَ أن تكون سعيدًا، تعلّمْ أن تكونَ راضيًا بما عندك، ولا تبتئس بما ليس عندك".
ودون استئذان تكلّم فيلسوف السعادة: " السعادة يا بُنَيْ أن تعوّد نفسَك على تجديد الرغبة في ما لديك، فهذه زُبْدَةُ الحكمة".
نهرني أفصحهم وقال: "أعرفُ أنك سجينُ نفسك وجئتُ لأحرّرك من عبودية انفعالاتك الحزينة، غضبك على مَن ظلموك، خوفك من غدك، جبنك أمام الانتقام، حسَدك لمن سلكوا معك نفس الطريق ثم فاتوك ولقدرك تركوك، استياؤك من وضعك المادي، إحساسك بالذنب لعدم قدرتك على تحقيق ما رسمتَ وخطّطتَ". وكيف عرفتَ: "سيماهم في وجوههم، الانفعالات الحزينة تجعل أصحابها أشقياء". اتركني وحالي، مالك ومالي: "بؤسك مُعدِي". كيف الخلاص: "حياتك ملآنة أفراح دائمة مرتبطة بأفكار ملائمة، مطالعة، كتابة، نشر، قُرّاءٌ بالمئات منتشرون في شتّى بِقاع الأرض وأنت لم تتحرّك من مكانك، قهوة الشيحي كل يوم صباحًا، قهوة الأمازونيا كل يوم مساءً، فلاسفة تقرأهم، فلاسفة تسمعهم، فيلسوف ومثقفون تجالسهم يوميًّا، روتين جميلُ، والله لو كان لدينا ما لديك لحمدنا الله عن وعيٍ وشكرناه بكرة وأصيلا، أنت الفيلسوف لأنك تقول أنك لستَ فيلسوفًا، ونحن جئنا مبهورين بذهولك الدائم وتعجّبك الدائم وسؤالك الدائم وحجاجك الدائم، أنتَ طفلٌ-فيلسوفٌ في الخامسة والستين من عُمُرِهِ"

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 13 جوان 2018.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire