ثلاثة تجاهلتها الحضارة
العربية الإسلامية، وددتُ لو لم تتجاهلها، وستة أبدعت فيها ثم تركتها، وددتُ لو لم
تتركها. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
ملاحظة هامة: لستُ مختصا في الأنتروبولوجيا (علم الإناسة) لكنني أؤمن بمبدئها
القائل أن "لا حضارة أفضل من حضارة". لكن هنالك فوارق هامة بين الحضارات
وددتُ بكل موضوعية إبرازها للعبرة دون شعور بأي نقص أو أي تفوق عربي-إسلامي.
أبدأ
بالستة التي أبدعت فيها الحضارة
العربية الإسلامية ثم تركَتْها بسبب عوائق معرفية (Des obstacles épistémologiques) أجهلها:
1.
العلوم التجريبية: ابن الهيثم (965-1040م)، مؤسس
علم البصريات قبل ديكارت بخمسة قرون. ابن سينا (980-1037م) شرّح الجثث البشرية في حين أن التشريح
البشري كان محرّما في الحضارة المسيحية في تلك الفترة.
2.
العلوم الصحيحة:
الخوارزمي (780-846م)، مؤسس علم الجبر.
3.
علوم
الفضاء: طوّر علماء الفلك المسلمون الأسطرلاب تطويرا كاملا.
4.
الفلسفة: ابن رشد (1126-1198م) اطلع على الفلسفة
اليونانية ثم عرّبها وطوّرها. أخذها الغرب واستفاد منها ونحن أحرقنا كتبه في
الطريق العام. ومنذ ذلك التاريخ هجرنا الفلسفة فهجرتنا دون رجعة.
5.
اللغة: أخضع النحويون العرب حروفها لعلم الاحتمالات بهدف
احتمال تكوين مفردات جديدة. واليوم فَلولا القرآن لانقرضت.
6.
الاجتهاد في تفسير القرآن والحديث: أبحروا فيه بكل حرية
وأولهم وأفضلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تعليق:
أين نحن اليوم من كل هذا التجديد والإبداع الديني والفكري والعلمي؟
أنهِي
بالثلاثة التي تجاهلَتْها
الحضارة العربية الإسلامية بسبب عوائق معرفية (Des obstacles épistémologiques) أجهلها:
1.
استعمال "اليد" مع المخ لبناء وتشييد القناطر والطرقات والجامعات والقصور مثل ما فعلت جل
الحضارات الأخرى: الفرعونية في مصر والإغريقية في اليونان والفينيقية في قرطاج
والرومانية في العالم والفارسية في إيران والبوذية والهندوسية في الهند والصين
واليابان وماليزيا وأندونيسيا والخميرية في كمبوديا (دون مبالغة، ما شيده هؤلاء
وحدهم يفوق ما شيده كل العالم الإسلامي خلال 14 قرن). باستثناء قصور سلاطين
العثمانيين في تركيا لا أذكر للحضارة
العربية الإسلامية إلا بعض الإنجازات التي صمدت قرونًا مثل قصر الحمراء وقنطرة الوادي الكبير بقرطبة وجامع الأمويين بدمشق وجامع الزيتونة بتونس
العاصمة وجامع عقبة بالقيروان وجامع القرويين بفاس وجامع الأزهر بالقاهرة
وبالمقارنة قليل غيرها مما نسيت سهوا وليس عمدا. بغداد التي بناها المنصور من عدم
اندثرت.
2.
استعمال "العجلة" في السلم والحرب لنقل الجنود
ونقل السلع بسرعة أفضل في طرقات معبدة بالحجر.
3.
بناء السدود لاستغلال المياه وتطوير الزراعة في كل أنحاء
الإمبراطورية الإسلامية.
تعليق: لو وظفت الحضارة العربية الإسلامية هذه الاكتشافات الثلاثة المذكورة أعلاه لَتركت
لنا تراثا معماريا ننافس به إنجازات الأمم الأخرى.
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن
يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل
ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise
principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont
pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication
qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les
autres à auto-construire leurs propres
conceptions scientifiques
Mon
public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme les enseignants,
les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la
fonction publique, etc
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 22 جانفي 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire