-
أستاذ تعليم ثانوي متقاعد منذ عشر سنوات، دار مِلك بحمام الشط، بعتُ
السيارة لكثرة نفقاتها ولي ابن مقيم معي، طالب سنة ثانية تكوين مهني (جمّعتُ له في
دفتر ادّخار مدرسي مبلغ سبعة آلاف دينار خلال عشرين عامًا، مجموع نفقاته المدرسية
طوال عامَين تكوين).
-
أسحبُ من الشهرية ألف دينار كل 20 في
الشهر لأنني أحتفظ بمثل هذا المبلغ على الدوام في البنك. ما الحكمة من ذلك ؟
تَجنّبُ الانتظار الشهري المتكرر ("صبّو ولّ ما صبّوش")، وتَجنّبُ
الاكتظاظ عند صبّان الشهرية، وادخارٌ احتياطيٌّ دائمٌ ومتجددٌ لمجابهةِ أيّ طارئٍ.
-
أدّخرُ من الشهرية 500د كل شهر لمجابهةِ
الطوارئ المنتظرة مثل فاتورة الماء وفاتورة الكهرباء وكلفة علاج الأسنان والأمراض
المفاجئة.
-
كيف أقسِّمُ الألف دينار ؟ 750د أسلّمهم كل شهر إلى زوجتي العزيزة وربّة بيتي الحكيمة. 250د
نفقاتي اليومية الخاصة.
- كيف أقسِّمُ الـ750د ؟ 500د مصروف الأكل والشرب ومواد التنظيف وكلما ارتفعت الأسعارُ خفّضت في عدد وجودة المشتريات. 50د أنترنات. 150د مصروف خاص لزوجتي التي لا تعمل خارج البيت (العُشر من مرتبي كل شهر). 50د نصف أجرة المُعينة المنزلية مرتان في الشهر (لا أقدر على دفع أكثر، لذلك تبرّعتْ زوجتي بدفع القسط الثاني، تقتطعه من مصروفها الشهري الخاص، بارك الله لي فيها).
- كيف أقسِّمُ الـ250د ؟ 60د تذهب إلى مقهى الشيحي (يوميا قهوة وكرواسّان). 150د سجائر (أنوي الإقلاع عنها بداية من يوم غدٍ لِما تسبّبه لي يوميًّا ومنذ نصف قرن من آلام "الشقيقة" غير الحادّة). 40د متفرّقات من حرابش رأس إلى "ديسار" أحيانًا.
-
أشتري عديد الكتب ومشترِك في جريدة "لوموند ديبلوماتيك" الشهرية. الاشتراك
تدفعه ابنتي المحامية المقيمة بكندا أما ثمن الكتب فيدفعه ابني المقيم في تونس أو
ابنتي أو ابنة أخي المقيمة بالإمارات أو أولاد أختي المقيمون بفرنسا ومرة كتاب
واحد دفع ثمنه صديق افتراضي مقيم في قطر.
-
لا أشتري ألبسة جديدة إلا نادرًا. ونادرًا ما أشتري من "روبافيكا"
سوق الأحد بحمام الأنف أو تبعثلي ابنتي من
كندا أو هدية من ابنة أختي المقيمة بـعُمان.
-
بعتُ عشرات النسخ من كتبي الثمانية وأهديتُ منها العشرات في صيغتها الورقية
والمئات في صيغتها الألكترونية وأعطِي لِـزوجتي عُشر أي دخل يصلني منها.
-
لا أُقرِض (إلا لمامًا) ولا أقترض بتاتًا من الأشخاص ولا من البنك. لا أسحب
أبدًا في "الروج" ولا أملك بطاقة سحب من "الحِيطْ".
- أبي كان كريمًا نِيّةً وفعلاً أما أنا فقد ورثتُ عنه الكثيرَ في النيّة والقليلَ في الفعلِ، وذلك لِـقلّة ذات اليد.
خاتمة:
قَدَرِي،
أنا راضٍ بِـمُرِّهِ قبل حُلْوِهِ، والحمد لله والشكر له وللبعضِ من عبادِه الكُرَمَاءِ.
إمضائي:
أعترف أن لا هدف لي مسبقًا ومحدّدًا من وراء الكتابة والنشر سوى المتعة
الفكرية في فترة التقاعد وتحلية مرارة انتظار الأجل كما قال الفيلسوف أبو نواس.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها
إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)
تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 20 نوفمبر 2023.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire