jeudi 9 novembre 2023

حزب الله اللبناني: هل هو منظمة مقاومة عربية أو ميليشيا طائفية مسلحة ؟ مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى

 

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جويلية 2019.

 

توضيح أوّلِي: لستُ متعصبًا للسنّة ضد الشيعية، رغم أنني تقليديًّا أنتمي للمذهب السني وأنتربولوجيًّا وتاريخيًّا وحضاريًّا واجتماعيًّا وتربويًّا ووراثيًّا وعرقيًّا وجغرافيًّا. مواطن العالَم، كل البشر عندي سواسيَ، وكل المسلمين في نظري يؤمنون بربٍّ واحدٍ ورسولٍ واحدٍ وقرآن واحدٍ، سنّة وشيعة وإباضية، يختلفون فيما بينهم في تفاصيل تافهة لا تعنيني ولا تمس من جوهر ديني.

 

حزب الله اللبناني.. كان منظمة مقاومة عربية ضد العدوّ الصهيوني، وفِعْلُ كان يفيد الماضي، إلى حدود سنة 2006، تاريخ آخر حرب تحريرية عربية ضد إسرائيل: حرر جنوب لبنان من براثن العميل اللبناني أنطوان لحد. أحييه وأبوس الأرض تحت نِعال مناضليه الأشاوس، شَكَرَ الله سعيه و بَارَكَ الله فيه.

 

ماذا أصبح بعد 2006 ؟

أصبح ذراعًا عسكرية مرتزقة في خدمة إمبريالية إقليمية طائفية إيرانية شيعية عرقية صفوية شوفينية دينية مذهبية شمولية ظلامية رجعية متخلفة. ذراعٌ في خدمة التوسع الشيعي في لبنان وسوريا والعراق واليمن. ذراعٌ في خدمة إيران، تُرهِبُ بها خصومَها الإقليميين التقليديين من سنّة ومسيحيين ويساريين. ذراعٌ تضرب بها خصومَ حليفها العلوي (مذهب ينتمي للعائلة الشيعية الموسعة)، حليفها، نظام بشار الأسد، النظام الطائفي الديكتاتوري الفاشي الشمولي المتخلف. ذراعٌ قتلت ولا زالت تقتل الآلاف من المدنيين السوريين أو الوافدين العُزّل حتى ولو كانوا ينتمون بيولوجيًّا إلى عائلات الجهاديين (شيوخ، نساء، أطفال: أستثني طبعًا المسلحين منهم: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، قرآن).

 

أربعة أسئلة إنكارية، أوجهها إلى أصدقائي التونسيين القوميين المحترمين المتحزبين وغير المتحزبين:

1.     هل يحق أن ننعت تنظيمًا عسكريًّا ونشرّفه بصفة "منظمة مقاومة عربية ضد العدوّ الصهيوني" وهو تنظيمٌ طائفي ؟

2.     تنظيمٌ مدجّجٌ بأحدث أنواع الأسلحة الكورية الشمالية، تنظيمٌ مسلح وجزء من أرضه ما زالرمحتل (مزارع شبعا)، تنظيمٌ لم يطلق رصاصة واحدة ضد العدو منذ 13 سنة من 2006 إلى 2019 (على حد علمي، لا يوجد مثالٌ مشابهٌ في التاريخ الحديث لكل حركات التحرير في العالم أجمع).

3.     تنظيمٌ يترك قطعة من أرضه محتلة ويدخل طرفًا في حربٍ أهليةٍ طائفيةٍ في بلدٍ مجاورٍ بغض النظر عن إيديولوجية المتخاصمَين المحليين (أنا أقف ضد الطرفين).

4.     تنظيمٌ أنشِئ نظريًّا من أجل مقاومة العدوّ، يضربه العدو في سوريا المرة تلو المرة وهو لا يرد إلا بالجعجعة الفارغة (اللهمّ إلا إذا كان منذ البداية يستعمل شرف المقاومة المعلنة كـ"تَقِيّةٍ" - مبدأ شيعي - وتغطية لمآربه الطائفية غير المعلنة ؟).

 

تنبيه ودّي أوجهه إلى عشاق حزب الله اللبناني في العالَم العربي: من حقكم أن تتشرفوا به قبل 2006، وأنا كنتُ مثلكم، لكن ليس بالضبط مثلكم، لأنني كنتُ، ورغم انتصاراته على أمريكا وفرنسا وإسرائيل، كنتُ محترزًا على طائفيته الشيعية المقيتة (Un parti moralement biaisé dès le départ). بعد 2006، لا أحمّلكم جرائمه في لبنان (اغتيال عديد المثقفين اليساريين اللبنانيين)، ولا فضائعه الشنيعة في سوريا. لذلك - وبِصدقٍ - أراعي حقكم - وكما تشاؤون - في الدفاع عن معبودكم حسن نصرالله حتى ولو كان على صفحتي، لكن أرجوكم لا تتجاوزا حدودكم ولا تقتربوا من شخصي المتواضع، وأطمْئِنكم فأنا فردٌ معزولٌ ولا أمثلُ حزبًا أو تيارًا إيديولوجيًّا، لا شيوعيًّا ولا إسلاميًّا ولا عروبيًّا، وإن لم تمتثلوا لرجائي فبيني وبينكم نقرةُ فأرةٍ (bloquer) والسلام.

 

إمضائي (مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire