dimanche 4 mai 2014

باسم الإسلام و باسم الوطنية، لم نخدم الإسلام و فقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم د. محمد كشكار

باسم الإسلام و باسم الوطنية، لم نخدم الإسلام و فقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم د. محمد كشكار

ملاحظة منهجية:
لن أتعرض لنقد الكلمتين أو المفهومين لسببين اثنين: أولا لأنني لست مختصا في المجالين المشحونين إيمانا و عاطفة. ثانيا لأنهما مفهومان ساميان لو صدق المؤمنون بهما. آمن بالإسلام كل مسلمي اليوم دون إكراه أو عنف، وانتشر الإسلام المعاصر في الغرب دون سيف أو جزية. و باسم الوطنية تحررت كل مستعمرات القرن التاسع عشر و نهضت الشعوب المستقلة و تأسست الدول الحديثة.
سأرصد و أصف - دون خلفيات إيديولوجية أو حكم مسبق - المصائب التي أحدثها بعض الوطنيين العرب باسم الوطنية العربية، و بعض الإسلاميين العرب باسم الإسلام، و الواقع أن الوطنية العربية و الإسلام براء من أخطاء الاثنين.
و تجنبا للمزايدة المجانية و سوء فهم بعض النقاد، أذكّر أنه باسم المسيحية مرت أوروبا بحروب أهلية مدمِّرة، و باسمها أيضا أُبيد ملايين السكان الأصليين في أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية، و باسم اليهودية اغتُصِبت فلسطين، و باسم الشيوعية قام ستالين و ماو و بول بوت بمجازر فظيعة ضد الإنسانية، و باسم الوطنية الغربية أقاما هتلر و موسولوني نظاميهما العنصريين الفاشيين النازيين، و الواقع أن المسيحية و اليهودية و الشيوعية و الوطنية الغربية براء من أخطاء بعض المنتسبين إليهم.

باسم الوطنية العربية:
-         باسم الوطنية العربية، نَوّمَنا عبد الناصر عقدين من الزمن فأفقنا على هزيمة 1967.
-         باسم الوطنية العربية، جاءنا عبد الناصر و سيناء جزء من الوطن، و فارقنا عبد الناصر و سيناء خارج الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، جاءنا حزب البعث العربي السوري و الجولان جزء من الوطن، و ها هو الآن يفارقنا بتلكؤ و الجولان خارج الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، خاض صدّام حربا ضد إيران من أجل استرجاع شط العرب، ففقدنا نصف مليون عراقي و لم نسترجع الشط و لا العرب.
-         باسم الوطنية العربية، احتل صدّام الكويت (الولاية 19) فخسرنا بعدها ثمانية عشرة ولاية عراقية بعد هزيمة مدوية و احتلال مقيت.
-         باسم الوطنية العربية، اختطف حزب الله جنودا إسرائيليين من أجل تحرير أرض "شبعا" اللبنانية، انتصرنا انتصارا معنويا باهظ الثمن (Une victoire à la Pyrrhus)، و فقدنا ألف شهيد و لم نربح سوى بنية تحتية مدمَّرة بالكامل و لم نحرر"شبعا".
-          باسم الوطنية العربية، حارب السودان الشمالي السودان الجنوبي فخرج من العروبة نصف الوطن.
-         باسم الوطنية العربية، قامت حرب بين الشقيقين المغرب و الجزائر، لم تتكون دولة الصحراء الغربية و ورث الجزائريون و المغاربة عداوة دائمة أضرّت بمصلحة الاثنين.

باسم الإسلام:
-         باسم الإسلام، تأسست منظمة "القاعدة" بقيادة بن لادن، فكانت أكبر مصيبة على الإسلام و المسلمين و الناس أجمعين.
-         باسم الإسلام، تدور الآن حرب أهلية ضروس بين السنّة و الشيعة في العراق.
-         باسم الإسلام، قُتِل مائة و أربعون ألف مواطن سوري و شُرِّد خمسة ملايين.
-         باسم الإسلام، انفصلت غزة على الضفة الغربية و تجزّأ المجزأ.
-         باسم الإسلام، تتناحر اليوم الميليشيات في ليبيا الشقيقة.
-         باسم الإسلام، تُهان المرأة على لسان "القصّاص" (النائب في المجلس الوطني التأسيسي).
-         باسم الإسلام، كُفِّرُوا ثم قُتِلُوا عشرات المثقفين المسلمين في لبنان و مصر و العراق و السودان و الجزائر.
-         باسم الإسلام، كُفِّرَ ثم قُتِلَ السياسي التونسي شكري بلعيد.
-         باسم الإسلام تُحارب جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التعليم الغربي و تختطف 230 تلميذة ليلا من مبيتهن و تزوّجهن قسرا لــ"المجاهدين".

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 4 ماي 2014.

1 commentaire: