mercredi 11 septembre 2024

البعض من كوارث المجتمع الرأسمالي السائل ؟

 


 (La société liquide)

1.  في العالَم: كثرة الاستهلاك وكثرة إنتاج الفضلات الملوِّثة، السائلة والصلبة والغازية. وضعُ اللاجئين المؤقتُ أصبح دائمًا (الفلسطينيون يعيشون في مخيمات منذ 71 سنة). تخلت الدولة عن دورها الاقتصادي (خصخصة شركات القطاع العام) والصحي (إهمال المستشفيات العمومية والطب الوقائي وفي المقابل تشجيع الاستثمار في القطاع الخاص) والاجتماعي (التخلي عن دعم الطبقات الفقيرة) والثقافي (تهميش دُور الشباب والثقافة العمومية)  والتربوي (إهمال المؤسسات التربوية العمومية وفي المقابل تشجيع الاستثمار في القطاع الخاص) .

2.  ومن علاماته الأخطر في تونس: نظامنا التربوي يلفظ سنويًّا 100 ألف تلميذ. منوالنا التنموي عطّل عن العمل 637 ألف شاب، منهم ربع مليون خرّيجو جامعة.

سؤال: ماذا تتصورون أن تفعل المسطرة وكيف سيكوّر البركارلمقاومة المجتمع الرأسمالي السائل (La société liquide) ؟ متشائل(peptimiste) !

Ma source d’inspiration : Le présent liquide, peurs sociales et obsession sécuritaire, Zygmunt Bauman, Ed. du Seuil, 2007, 142 pages.

lundi 9 septembre 2024

ما هي الفئات الاجتماعية التي انخرطت كليًا في النمط المعَوْلَم الحداثي السائل ؟

 

 فئة المواطنين الاقتصاديين (homo œconomicus)  وفئة المواطنين المستهلكين  (homo consumens)، هما الفئتان الوحيدتان، رجالاً ونساءً، اللتان قَطَعَتَا كل صلةٍ مع باقي فئات المجتمع (des hommes et des femmes sans liens sociaux). هما الفئتان المثاليتان بالنسبة لاقتصاد السوق والفئتان المفضلتان لدى الدوائر المالية العالمية والمدافعين عنها (خبراؤها ومحلّلوها التونسيون). هما أيضًا وَهْمَا النمط الحداثي السائل. هما الفئتان الفاقدتان لكل مقومات الإنسانية مثل البِر والرحمة والتكافل والإيثار والتضامن والتعاون والرأفة والشفقة والحنان والحب والمودة والرفق والإحسان...

1.  المواطن الاقتصادي (homo œconomicus) هو الفاعل الاقتصادي المنعزل الأناني، النرجسي المنشغل بنفسه، الباحث على أفضل الصفقات غاضًّا الطرف على الأخلاقيات، ظاهريا يقوده "الاختيار العقلاني"، الحذر الحريص على ألا يرضخ لعواطفه ولا لضميره الإنساني

La seule et unique alternative en Tunisie réside dans léconomie morale comme léconomie sociale et solidaire pratiquée depuis 2011 par lassociation de sauvegarde des oasis de Jemna.

2.  المواطن المستهلك  (homo consumens)، هو الشاري المنعزل، مثل زميله المواطن الاقتصادي، هو كائنٌ نرجسي ومنشغل بنفسه، يبحث على أفضل فرصة استهلاك ليملأ بها وحدته ظنا منه أن دواءه فيها لا في غيرها من الاهتمامات الاجتماعية الأخرى (مثل استهلاك الثقافة والعمل التطوعي). هو مواطنٌ لا يشرح صدره إلا رؤية الزحام حول منتوج مستورد جديد في أروقة المغازات الكبرى (exp : Carrefour et Géant)

Ma source d’inspiration : L’amour liquide. De la fragilité des liens entre les hommes, Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), Ed. Pluriel, 2010, 185 pages, 7,60€, p. 88-89.

dimanche 8 septembre 2024

ماذا وراء التحرر الجنسي في مجتمعاتنا الحديثة السائلة ؟

 

 

 

-       الحب االجارف هو الشقيق الملتصق (siamois) للرغبة في التملّك والتعطّش إلى التسلّط، لا يتفارقا وإذا فُصِلا عن بعضهما يقتلهما الفراق. 

-       لو كانت الرغبةُ تطلبُ الإشباعَ، فالحبُّ يطلبُ التملّكَ، ولو كانت الرغبةُ تَقْضِي على نفسِها بنفسِها، فالحبُّ يُحْيِي نفسَه بنفسِه.

-       التحرر الجنسي سلب الجنس متعته الماوراء-حسية (métaphysique) وأنزله من عليائه فأصبح كمتع الإدمان، متع مكثفة لكنها عابرة ودورية. 

-       ظن الجيل الجديد أن التحرر الجنسي هو الدواء السحري لكل أمراض الحرمان العاطفي، لكن يبدو أنه خلق حرمانا أكثر إيلاما من الذي وعد بعلاجه.

-       العلاقة الحميمة بين الجنس والحب، الأمان، الدوام، والخلود عبر الإنجاب، عناصر لم تكن قيودًا عديمة الفائدة كما شعرنا بها سابقًا أو اتهمناها. 

-       الإنسان الحداثي النهم جنسيا (homo sexualis): إنسان يقطر قلقا، محكوم عليه أن يعيش دوما في حالة عدم استقرار وعدم إشباع حتى في شيخوخته (viagra).

-       في مجتمعاتنا الحديثة السائلة، يبدو أن حكامَنا لم يعودوا يهتموا برسم الحدود بين الجنسانية السليمة والشاذة (La bonne sexualité et la perverse).

-       سبب القلق عند الإنسان الحداثي النهم جنسيا (homo sexualis) قد يكون يكمن في النقص على طلب توظيف فائض الطاقة الجنسية لخدمة قضايا فنية أو إنسانية أو حضارية (Absence de sublimation) .

-       كانت الرأسمالية تستغل تحويل فائض الطاقة الجنسية للعامل في تركيب السيارات. اليوم، الروبوتيك حررتها لاستغلالها في عشق وشراء السيارات. 

Ma source d’inspiration : L’amour liquide. De la fragilité des liens entre les hommes, Zygmunt Bauman, Ed. Pluriel, 2010, 185 pages, 7,60€.

jeudi 5 septembre 2024

الأحزاب الصلبة والنصف-صلبة والسائلة ؟

 

 

الأحزاب الصلبة تندثر (مثل الأحزاب الدينية أو الشيوعية) والنصف-صلبة لن تستمر (مثل الأحزاب الوسط بين اليمين واليسار)، أما الأحزاب السائلة فستستمر لكنها لن تنجز شيئًا صلبًا (مثل الأحزاب النيوليبرالية).

Ma source d’inspiration : Le présent liquide, peurs sociales et obsession sécuritaire, Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), Ed. du Seuil, 2007, 142 pages.

D'après lui, dans notre société mondiale postmoderne liquide, on n'a plus le choix, navigation collective ou naufrage collectif. Et selon lui toujours, notre ère postmoderne a vu l’avènement d’une « société liquide », dans laquelle la communauté cède le pas à l’individualisme, le changement est la seule chose permanente et l’incertitude la seule certitude.

الفيلسوف أدورنو قال: "التفكير النقدي لا يتمثل في المحافظة على الماضي بل يتمثل في تحقيق آمال الماضي وأحلامه".

وعلى منواله أنسُجُ: التفكير الإسلامي النقدي لا يتمثل في إحياء ماضي السلف الصالح على أهميته بل يتمثل في تحقيق ما ينتظره رسولُنا منا: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". أفهم الحديثَ كالآتي: أخي اليوم ليس هو أخي في الأمس فقط، أخي اليوم هو اليساري والقومي والليبرالي، هو المسيحي واليهودي والبهائي والبوذي والهندوسي وحتى اللاأدري والملحد، أخي في الإنسانية، والإنسانية أرحب من الأديان والإيديولوجيات والأعراق والقوميات، أخي هو ماهية الإنسان. ولكي نحقق ما ينتظره رسولنا منا، يجب علينا أن نغذّي هذا "الأمل النبوي" الذي أناطه الرسول أمانة بأعناقنا وأودعه في عهدتنا وزرعه فينا، نغذّيه، نرعاه، نسقيه، نحفظه، نصونه وننمّيه.

"أملٌ نبويٌّ" يدفعنا إلى الإيمان بأن تحقيقَ آمالنا وأحلامنا أمرٌ ممكنٌ وهيّنٌ لو تعلقت هِمَمُنا بالأمل وبما وراء الأمل

Plus quun espoir, un méta-espoir

أنا أعي جيدًا بنبل المهمة وجسامتها في نفس الوقت، وأعي أيضًا أن الجبلَ الذي نروم صعودَه، جبلٌ مزروعٌ أشواكًا، وحجره حجرٌ مذبّبٌ صوّان، والأقدام تمشي حافية، والضميرُ تعبان، لكن القلبَ فَتَى ولهانْ من شدة الإيمانْ.

نحن، المسلمون، يجب علينا ألا نكتفي بالتغنّي بأمجاد السلف الصالح وإلا كان حالنا كحال مَن "يذرف واقفًا دمعًا على رَسْمٍ دَرَسْ، ما ضرَّ لو كان جَلَسْ". يجب علينا ألا نرضى بحاضرنا الإسلامي المخيّب لطموحاتنا والمخيّب في نفس الوقت لمدى جدارتنا بثقة رسولنا التي وضعها فينا. ولكي لا نخذل أنفسنا يجب علينا أن نبحث في أسباب تخلفنا وفي الوسائل المتاحة لنا لتجاوز محنتنا وأزمتنا حتى ننال رضاء رسولنا علينا فيحق لنا أن نطمعَ في شفاعته يوم القيامة بإذنه تعالى.

واقعُنا، تخلّفُه يكاد يفقأ أعينَنا. واقعُنا، لا يطلبُ منا عِللاً أو أعذارًا وتبريرات (وهمُ نظرية المؤامرة)، أوهامٌ نخفّف بواسطتها وقعُ الصدمة علينا. واقعُنا، ينتظر منا وقفةً حازمة وهِمّة عالية وعزيمة تَهدّ الجبال وتُفتّت الصخرَ وتمهّد لنا الطريق لتحقيق كل غاياتنا الإنسانية النبيلة، الصغيرة منها والكبيرة، الفردية والجماعية، القومية منها والأممية، تحقيقها يخدمنا ويخدم في نفس الوقت كل الإنسانية. 

أمَلِي في المسلم -وفي الإنسان عمومًا- كبيرٌ جدًّا جدًّا (un méga-espoir):

 

homo sapiens depuis environ 300 mille ans. Pour reprendre linoubliable formule dErnest Bloch, avant dêtre homo sapiens, une créature pensante, lhomme est une créature espérante, Emmanuel Levinas entendait la même chose lorsquil soutenait que léthique précédait lontologie

خاتمة:

أنهِي مقالي التفاؤلي حول "البيداغوجيا النبوية" بطرح إشكالية قابلة للإثراء: هل من الممكن أن نحوّل فضاءاتنا المدنية (دُور الثقافة) وفضاءاتنا الدينية (دُور العبادة) إلى فضاءات نقدٍ وحوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الإخوة الفرقاء، وذلك عبر إقامة جسورِ تفاعلٍ وعبورٍ في الاتجاهَين. عبورٌ بين ضفتَيْ نهرٍ، أي بين أبناء وطنٍ واحدٍ، ولِمَ لا بين ضفتَيْ بحرٍ، أي بين أبناء جميع الأوطان وجميع الأديان.

نحن البشر، أمةٌ واحدةٌ، من القطبِ إلى القطبِ، نُسَخٌ غير متطابقةٍ من ADN واحدٍ، تُغطّينا سماءٌ واحدةٌ ولنا ربٌّ واحدٌ، نعيش على كوكبٍ واحدٍ، نتقاسم حلوه ومرّه، حاضره ومستقبله، لا شيء مما نفعله أو نفشل في فعله هو بمعزلٍ عن الآخر، لا أحد منا يستطيع - حتى لو رغب في ذلك - أن يستغني عن الآخر أو يتجاهله، الآخر حاضرٌ فينا غصبًا عنا، ولا أحد منا أيضًا في مقدوره أن يتجنب زَبدَ عواصف الآخر أو يهرب من شظايا حروب الآخر حتى ولو وقعت في برٍّ آخر أو بحرٍ آخر أو جوٍّ آخر.

لم يبقَ أمامنا إذن إلا خيارٌ واحدٌ: "التجديفُ معًا أو الغرقُ معًا" (Z. B).

 

Ma source dinspiration : Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), La vie liquide, Ed. Fayard/Pluriel, 2016.


 

mercredi 4 septembre 2024

قصة "الطالب" الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ ؟

 


LÉtudiant de Prague, Film allemand muet, 1913

فيلم يروي قصة طالب فقير وطَموح باعَ للشيطان صورتَه في المرآة. قبض ثمنها ذهباً ساعده على أن يحيا الحياة الرغدة التي كان يحلم بها، حياةٌ ملؤها الإغواءُ والإغراءُ. هذه الصفقة مع الشيطان لم تكن تؤنّبُ ضميرَه كثيراً إلى أن حدث ما لم يكن في الحُسبانْ حيث رأى صورتَه تلك التي اقتلعها الشيطانُ من المرآة، رآها تتجول في الشوارع والطرقات، ترتاد دُور اللهو التي يرتادُها هو نفسه، تثير فيها الشغبَ وترتكب فيها أبشعَ الجرائم.

منذ ذلك الاكتشافِ الرهيبِ أصبحَ يتجنبُ المرايا حتى لا يفتضحَ أمرُه، وأصبح يتجنبُ ملاقاتها وهي تصرّ على مطاردته في كل مكان وكأنها تريدُ أن تنتقمَ منه هو الذي فرّطَ فيها بسهولة وباعَها للشيطان.

كَثُرَ عنده الاضطرابُ والهُواسُ،  ووصل به الأمر إلى التفكير في قتلها والتخطيط للجريمة حتى يضعَ حدّاً لعذاباتِه. وخلال شجارٍ معها حدثَ في غرفته، أطلقَ النارَ عليها، كَسَرَ المرآةَ، قتلَ صورتَه وماتَ معها في نفس اللحظة.

علق الفيلسوف بودريلار على الفيلم وقال: "بِإقدامِهِ على قتلِ صورته، قتلَ "الطالبُ" نفسَه، لأن صورتَه هي التي أصبحت تتصرّفُ مكانه، وبشكلٍ غيرِ محسوسٍ أصبحت حيّةً وحقيقيةً. (...) هذه الصورة هنا تعني رمزيّاً أفعالَنا (nos actes)، أفعالَنا التي تكوّنُ حولنا عالَماً قُدَّ على صورتِنا (un monde à notre image). (...) فلو افتقدناها اليوم فهذه علامةٌ على أن هذا العالَم باتَ غيرَ شفّافٍ، وعلامةٌ أيضاً على أننا فقدنا السيطرة على أفعالِنا ولم نعدْ قادرينَ على بلورةِ فكرةٍ صحيحةٍ حول أنفسِنا. دون هذه الضمانة، ضاعت الهُويّة: أنا أصبحتُ بالنسبة لنفسي كائناً آخر غريبًا، أصبحتُ إذن كائناً مستَلَباً (je suis aliéné)".

الفيلسوف بودريلار بيّنَ أن المطاردة التي تَعرّضَ لها الطالبُ أصبحتْ هي الموضوعَ، والهروبُ -أمام هذه الصورة المنفصلة عن ذاته والتي تتصرّف بدلاً عنه وتسلبه حياتَه- أصبحَ هو "الحقيقةُ غيرُ المغشوشةِ لعمليةِ الإستِلابِ".

هذا الإستِلابُ هو حِرمانٌ ذاتيٌّ يقودُ إلى مصادرةِ الوجودِ وتعويضِه بصورةِ الوجودِ، صورةِ مشاكلِ الشغلِ والاستهلاكِ التي تطاردُنا، تؤرّقُنا وتنغِّصُ حياتَنا. وكما يؤكّد بودريلار، فهذا "إستِلابٌ لا يمكنُ تَجاوزَه، وهو أصلُ الصفقةِ مع الشيطانِ، وهو أيضاً أساسُ المجتمعاتِ الرأسماليةِ"، والمجتمعاتُ الرأسماليةُ هي مجتمعاتٌ شيطانيةٌ ! هذه الصورة أصبحتْ في الوقت نفسه توأمَنا المنفصلَ عنّا والذي لا يُفارِقُنا أبداً !".

هذا الفيلم يوضّحُ وبصِدقِيةٍ عاليةٍ مأساةَ الوجودِ في عالَمنا اليوم، عالَم السلعنة والاستهلاك والمشهد (La société du spectacle). لقد أجرَمتْ الرأسمالية في حق الإنسان عندما اختزلَته في صورتِهِ لا في ذاته فأصبحَ الإنسانُ في عهدِها شهيدَ رغباتِهِ وشهواتِهِ.

lundi 2 septembre 2024

سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ ؟

 

 

-       السؤال الكبير:

لماذا انقرض الضمير المهني في العالم أجمع لدي العمال بالفكر والساعد ولو بدرجات متفاوتة ؟

-       الجواب الكبير:

كنتُ أظن أن السببَ ذاتيٌّ (Subjectif) أو أخلاقيٌّ (Morale) !

قرأتُ رولان ﭬوري فعرفتُ أن السببَ ليس ذاتيّاً ولا أخلاقيّاً، بل السببُ موضوعيٌّ (Objectif) وهو التالي:

الحداثة الغربية الرأسمالية الليبرالية أفرغت كل المهن من رسالاتها التي خُلِقتْ من أجلها، مثلاً: خُلِق المربّي ليربّي الأطفال والطبيب ليداوي المرضى والمحامي ليدافع على المظلومين، إلخ. ماذا فعلت الحداثة بثلاثتهم ؟

أستاذ اليوم أو طبيب اليوم أو محام اليوم أصبح دون رسالة اجتماعية ولا يرغبُ في شيء سوى قبض ثمن ما فعل ولا يُسأل عما فعل. بعد التخرج، قتلت فيهم الليبرالية الرغبة في الإنسانية والمعرفة وعمل الخير. مسختهم الليبرالية فأصبح الأستاذ يقوم بدرسه ولا يعنيه إذا فهم التلميذ أم لم يفهم، والطبيب يصف الدواء ولا يعنيه إذا شفي المريض أم لم يشف، والمحامي يترافع على قدر ثمن أتعابه.

En français : le capitalisme a prolétarisé (ou instrumentalisé ou chosifié) tous les métiers !

الرأسمالية استلّتْ من مهنهم الروح وتركتها جسداً بلا روحٍ !

حمام الشط في 9 أكتوبر2020.

dimanche 1 septembre 2024

مَن هُمُ المحتالونَ في مجتمعِ الحداثةِ (مَصنعِ المحتالينَ) ؟

 

 

Ce sont des personnalités « comme si » ou « as if ».

-       أناسٌ متأقلمونَ جدّاً مع مجتمعِهم المريضِ حتى تخالُهم أسوياءً، أشخاصٌ مُسْتَلَبونَ جدا (aliénés) حتى تخالَهم مرضَى نفسانيينَ.

-       أناسٌ حِربائيونَ ومع كل محيطٍ جديدٍ يتماثلونَ ويتلوّنونَ.

-       أناسٌ لا يفعلونَ بدافعٍ من داخلِهم بل يستجيبونَ فقطْ للإثارةِ من خارجِهم.

-       أناسٌ مصابونَ بضمورٍ في الغددِ المُفرِزةِ للحبِّ والصدقِ والإخلاصِ.

-       أناسٌ فاقدُو الشجاعةِ والحِسِّ النقديِّ.

-       أناسٌ أبطالُ عصرِ الحداثةِ وعصرِ ما بعد الحداثةِ.

-       أناسٌ يسرقونَ أفكارَ غيرِهم العلميةِ أو الأدبيةِ أو الفنيةِ وينسبونا زوراً لأنفسِهم (Le plagiat).

-       أناسٌ "عاديونَ" في "مجتمع المشهد" (La société du spectacle de Guy Debord).

-       أناسٌ رجالُ أعمالْ، جهابذةُ عصرِهم، أنتجوا لنا عدمَ تكافئِ الفرصِ واللامساواةِ الاجتماعيةِ، ووفروا لنا القروضَ الكريهةَ بالنسبةِ للدولِ والأفرادِ (Les dettes odieuses)، ودمّروا مفهومَ الدولةِ الراعيةِ لمواطنِيها الفقراءِ والبؤساءِ (L’État providence) وأرسوا مكانَها خوصصةَ القطاعْ العامْ والتشغيلْ الهَشْ.

L’angoisse de la précarité provient de cette hégémonie culturelle et politique du néolibéralisme.

-       أناسٌ لديهم قابليةٌ سريعةٌ وعجيبةٌ للتحولِ إلى أناسٍ جلادينَ ينفذونَ جرائمَهم بصفةِ غيرِ معرّفةٍ (anonyme): مثل الطيارينَ الغربيينَ والإسرائيليينَ الذينَ قصفوا حمام الشط وغزةَ وبغدادَ وطرابلسَ ودمشقَ (يطيرونَ، يقصفونَ، يقتلونَ ثم يعودونَ إلى ثكناتِهم وكأنهم كانوا في حانوتِ "بوبلينات") أو مثل أوباما الذي أمضَى 2000 حُكمٍ بالإعدامٍ، نُفِّذتْ كلها خارجَ أمريكا في أراضي العالَم الإسلامي بواسطةِ طياراتٍ دونَ طيّارٍ. أصبحَ الحكمُ بالإعدامِ عندهم مسألةً إداريةً من اختصاصِ وكالةِ المخابراتْ (CIA) وأصبحَ تنفيذُ الإعدامِ عندهم مسألةً فنيةً من اختصاصِ مهندسِي الحاسوبْ.

Prudence (paragraphe original et intégral de l’auteur Roland Gori, page 241):

« Ainsi dans un article de 1965, Helene Deutsh précise la différence entre le phénomène morbide du « comme si », finalement assez rare, et « l’expérience psychologique transitoire extrêmement répandue, presque universelle » des situations « comme si ». Nombreuses sont ces situations, ces expériences « comme si » que l’on « rencontre couramment parmi les dirigeants et les hommes politiques », dans l’aptitude des acteurs à développer leur talent artistique et dans les déterminants psychologiques du plagiat et de bien d’autres activités ».

خاتمة: أين نحن العرب من هذه الشخصيات الحِربائية، شخصيات "كووم سِي" (des personnalités « comme si »)، وأين نجدها في مجتمعاتنا ؟

ملوكُنا، رؤساؤنا.. بعضهم شخصيات "كووم سِي" !

نوابُنا في البرلمان.. بعضهم شخصيات "كووم سِي"!

خبراؤُنا، إعلاميونا، محللونا السياسيون.. بعضهم شخصيات "كووم سِي" !

كتّابُنا، فلاسفتنا، فنانونا.. بعضهم شخصيات "كووم سِي" !

دُعاةُ ديننا .. بعضهم شخصيات "كووم سِي" !

مدارسنا، مستشفياتنا، مصانعنا، ضيعاتنا، بحثنا العلمي.. .. بعضها مؤسسات "كووم سِي" !

إمضائي:

"ما فائدةُ الأقنعةِ على الوجوهِ والعوراتُ عاريةٌ ؟". توفيق بكار

حمام الشط في 26 أكتوبر2020.