كلنا أنانيون وغير الأناني
فينا نتهكم منه ونحبِطه! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم
البيولوجيا
قال تعالى: " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا". حسب تأويلي الحر: الفجور هو الأنانية، والتقوى هي
الاستقامة ونكران الذات إيثارا للآخر، الآخر المختلف عنا جنسا أو لونا أو عِرقا أو
دينا أو فكرا أو ثقافة أو إيديولوجيا أو تاريخا أو جغرافيا. قَدَرُنا أن نحب هذا
الآخر، ولو لم نحبه فكيف سنهديه أفضل ما عندنا: كنوز تراثنا المتمثلة في ديننا
وفكرنا ومنطقنا وقِيمنا وتاريخنا وكرمنا وتقوانا. وهل تُقدَّمُ الهدايا لغير
الأحبة؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه". أخوه في الإنسانية، ملحدا كان أو لاأدريا أو يهوديا أو نصرانيا
أو بهائيا أو بوذيا أو هندوسيا.
أما نحن اليوم معشر التونسيين، فعِوض أن ننهي عن المنكر، تَرانا
نحارب المعروف بنصائحنا العجيبة المتداولة باللغة الدارجة التالية و"كل إناء
بما فيه يرشح":
-
"ابعِدْ عَالشَّرْ وغَنِّيلُو"
-
"أخْطَأ رأسي واضربْ"
-
"سَيّبْ عْلِيكْ"، "آشْ
إهِمِّكْ"، "آشْ لَزِّكْ"، "آشْ دَخِّلِكْ"، "تِلْهَى
بَحْوايْجَكْ"
-
"الكَفْ مايْعانِدْ المِخْيِطْ"
-
"لا اتْدخِّلْ يدّك للغارْ،
لا تلدغكْ العڤاربْ"
-
"قِيمْ الفرضْ وانڤب لَرْضْ"
-
"خلّي أهلْ البْلِي في بْلاهمْ"
-
"اللِّخافْ اسْلِمْ"
-
"رِزْڤ البِيلِيكْ"
-
"ما بِالإمكانْ أحسن ممّا كانْ"
-
"اعْملْ كِيما جاركْ وَلَّ حوِّل باب داركْ"
-
"عامِلْ فيها مُصلح اجتماعي"
إيه
يا سيدي.. "عامِلْ فيها
مُصلح اجتماعي"! ألَمْ
يأمرنا القرآن الكريم: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ". والله ثم والله لا توجد أمة في التاريخ
تصلي خمس مرات في اليوم وتذكر وتتذكر كلام الله أكثر من أمة المسلمين! ووالله ثم
والله لا توجد أمة في التاريخ لا تخاف ربها سرًّا ولا علنًا أكثر من أمة المسلمين!
أمة لم تبدِع لا في
محاربة النجاح رغم قلة تواجده فيها منذ عشرة قرون. تحارب أصحابه على ندرتهم وتتهكم
من نجاحاتهم وتقلل من شأنهم. وفي المقابل تتستّر على الفاسدين وتحميهم تحت غطاء
القبلية والعروشية.
أمة لا تحاول أبد
تغيير ما اعتراها من وهنٍ بل تقعد عن العمل وتمجّد الكسل وتنتظر تغييرا قد يأتي
وقد لا يأتي من السماء -ولله في حكمته شؤون، سبحانه يَسأل ولا يُسأل، يُحاسِب ولا يُحاسَب- ناسية أو متناسية قوله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم". بالعلم والعمل غيّر الألمان ما بأنفسهم بعد الحرب
العالمية الثانية وكذلك فعل اليابانيون فغيّر الله ما بهم ورفعهم إلى أفضل الشعوب
والدول دون أن يطلقوا رصاصة واحدة ضد أعدائهم القُدامى بعد الهزيمة أما نحن فما
زلنا في مكاننا قابعون وللرصاص ضد أنفسنا مُطلقون وللقدر دون عملٍ مستسلمون. الله
يستر العاقبة...
إمضائي
يطلب الداعية
السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج
العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise
principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont
pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication
qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les
autres à auto-construire leurs propres
conceptions scientifiques
Mon
public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme les enseignants,
les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la
fonction publique, etc
Mauris
Barrès : « Penser solitairement mène à penser solidairement »
Taoufik Ben
Brik : « nomme-moi offrande, et je m`offrirai ! »
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاربعاء 2 مارس 2016.