lundi 4 mars 2024

شهادة الدكتورا

 

 

اِقرأْ، قُصّْ، لَصِّقْ، اسأل عيّنةً صغيرةً أو لا تسأل ورَكِّبْ، رَتِّبْ، صَنِّفْ، لَخِّصْ، استنتجْ، اسرقْ علمًا ولا تَنسِبْ ولا تُنَسِّبْ، انتهزْ فرصة، استشهدْ ومن عملِ غيرك ودون جهدٍ استنفعْ، أعِدْ بناءَ عِلمَ العلماء الغربيين ودون تجديدٍ حقيقيٍّ جدّدْ، اجترْ اكتشافاتهم، صُغْها كما يحلو لك ولصورتِهم البهيةِ شوِّهْ، ولكلامهم دون رقيبٍ ودون ضميرٍ حَرّفْ، ثم ضعْ كل ما جنيتَ في سلّةٍ جميلةٍ وسمِّها أطروحةً، اعجنْ محتواها، اعصِرْ، جفّفْ وانشُرْ، وقبل النشرِ لا تغفل عن عرضِ بضاعتك-بضاعته على المؤطّرِ، أمامه اِركعْ وسَلِّمْ لعل اجتهادك في طاحونته يُصلَح أو يُهمَلْ، شأن لا يعنيكْ حتى ولو لم "يُرضِيكْ"، يُعدّلْ وعلى هواه دون استشارتك يُشطِبْ ويُبدّلْ، ومن عليائه ودون تمحيصٍ يَحذفْ. مطرقة مدير الأطروحة وسندان البحث العلمي، بينهما إرادتَكَ تُطحنْ وعفويتَكَ تُكبَتْ وعبقريتَكَ تُكتَمْ وحريتَكَ تُقمَعْ وشجاعتَكَ تقتَلْ، أكيدٌ تنجحْ، زَوِّقْ عملَك زَوِّقْ، وفي النهاية وعلى شكل مسرحيةٍ وأمام لجنةٍ غير مختصة فيلمَكَ قدّمْ، عشرون دقيقة لا أكثر لتقديمِ وشرحِ بحثٍ دام سنوات، في كل الحالات يصفق لك جمهورٌ أبكمٌ ويشكركَ أعضاء اللجنة، يدخلون الخُلوةَ وأنت تخرجُ، تُشعِلُ سيجارةً بينما اللجنةُ تقرّرْ، وقبل رَفْسِ الثانية يدعونك فتهرولْ لتسمع دون مفاجأةٍ ما على الملأ سيُعلَنُ: مبروك الحج (الدكتورا) يا حاج (دكتور). حاجٌّ لم يزُرْ مكةَ (مخبر البحث العلمي الذي لم يُدَشَّنْ). نِلتَها وكأن ما نالَها قبلك أحدٌ، نِلتَها دون عناءْ أو بعناءْ ولكن دون لذةٍ أوانتشاءْ. (مقال مستوحَى من محاضرة للفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري)

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire