ثلاثة تعريفات مقتضبة لثلاثة
مفاهيم معقدة: اللائكية والدين والسلام؟ بلسان الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري، نقل
بتصرف وتعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
اللائكية:
أن لا يفرض المتديّن دينه على
الآخرين. أن يكون حل مشاكل الإنسان نابعًا من الإنسان نفسه (Immanence) وليس نازلا من السماء (Transcendance).
الدين:
أن يكون حل مشاكل الإنسان نازلا
من السماء (Transcendance)
وليس نابعًا من الإنسان نفسه (Immanence).
السلام:
أن يرتقي الإنسان من
الحيوانية (موروثه الجيني وغرائزه) إلى الإنسانية (مكتسباته وثقافاته وحضاراته ومستقبله)
ويوظف مخه البشري لحل مشاكله عوض الركون فقط إلى مخه الزواحفي (Cerveau reptilien ou animalier).
بيولوجيا ينتمي الإنسان إلى صنف الثدييات من الحيوانات، وعند هذه الأخيرة لا زال
الذكر المسيطر يتحكم في القطيع وله حريم من الإناث ولا زال يحدد مجاله البيئي عن
طريق التبوّل والقوة العضلية ولا زالت غرائزه تقود تحركاته. أما الإنسان فالمفروض
أنه حيوان عاقل (Homo-sapiens)، يتكلم ويكتب ويورّث مكتسباته مع
جيناته ولا تسيطر عليه غرائزه. إنما الواقع ينبئ بعكس ذلك: لا زال القوي يأكل
الضعيف ولا زالت أمريكا تحدد مجالها الاقتصادي بعدد قواعدها العسكرية ولا زالت
إسرائيل ترسم حدودها عبر مستوطناتها في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية
الفلسطينية وفي الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. أما لدى الإنسان
المتحضّر فالأرض لمن بالحب يزرعها وليست لمن بالسلاح يحتلها.
تعليق مواطن العالَم د. محمد
كشكار:
خلافا للبيئة المسيحية الأوروبية أين وُلدت اللائكية، يبدو لي أن في الدين
الإسلامي يتواجَد التعريف الأول مع الثاني في آن: تعريف اللائكية في القرآن: "لا
إكراه في الدين" و"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
تعريف الدين في القرآن والحديث: "ما فرّطنا في الكتاب من شيء"، وبخطبة
عرفة في حَجة الوداع: "تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا، كتاب الله وسُنّتي".
إمضائي:
يطلب الداعية
السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج
العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا
كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 3 أوت 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire