jeudi 3 octobre 2024

أي دينٍ من الدياناتِ التوحيديةِ الثلاثةِ أشدُّ عُنفًا ؟ سؤال أجاب عليه الفيلسوف ميشال أونفري وعلّق عليه مواطن العالَم د. محمد كشكار، غير مختص في علم اجتماع الدين المقارَن

 

 

أونفري رتّب الديانات التوحيدية الثلاثة من الأشدِّ عُنفًا إلى الأقل عُنفًا: الإسلام، المسيحية، اليهودية. ثم أضاف معللا جوابه: اليهودية لأنها ديانة قومية غير عالمية تهتم بشؤون اليهود دون غيرهم لكننا نراها اليوم الأكثر عنفًا ضد الكنعانيين العرب أي الفلسطينيين. أما المسيحية والإسلام فعنفهما متأتٍّ من ادعائهما العالمية حيث يطمح كل واحدٍ منهما إلى تمسيح أو أسلمة العالَمِين.

تعليقي: يصحّ ترتيب أونفري لو تمسكنا حرفيًّا بالنص وبصورة غير تأريخية، ولو فصلنا الدين عن معتنقيه، لكننا نَعِي جيدًا أن "الدينَ يصنعُ المجتمعَ والمجتمعُ بدوره يصنعُ دينَه" (الأنتروبولوڤ الفرنسية جاكلين الشابي): أي نُخرِج الآيات والسور في القرآن من سياقها، ونسكتُ عن أسباب نزولها، ونهمل المقاصدَ القرآنية النبيلة، ولا نراعِي تطوُّرَ المفاهيمِ القرآنيةِ عبر الزمنِ (L`histoire des  concepts) ونحمّل القرآنَ أخطاءَ المسلمينَ خلال خمسة عشرة قرنًا. ولو حمّلنا الدينَ جدلًا أخطاء معتنقيه فسنجد المسلمين هُواةً في مجالِ العنفِ مقارنةً بجرائمِ المسيحيين ضد الإنسانية خلال عشرينَ قرنًا: محاكم التفتيش، الإقطاع، الصراع الكاتوليكي-البروتستنتي، العبودية، الحَربانِ العالميتانِ، الاستعمارُ الحديثُ، النازيةُ والفاشيةُ والستالينيةُ، قد تكون القياداةُ ملحدةٌ لكن الجنودَ مسيحيونَ والاثنان ينتميان إلى الحضارة المسيحية. في القرون الوسطى كانت الحضارة الإسلامية أكثر تسامحًا من الحضارة المسيحية، وهذا بشهادة العربي اللبناني-الفرنسي والملحد-المسيحي، عضو الأكاديمية الفرنسية والحاصل على جائزة "ڤونكور" في الآداب الفرنسية، الكاتب الرائع أمين معلوف (انظر كتابه "الهويّات القاتلة"). أغلبية الدول الإسلامية المعاصرة وصلها الإسلام سلميًّا ولم تُفتَح بالسيف كالبقية. الفيلسوف الفرنسي الملحد-المسيحي ميشال أونفري نفسه قال إن الجيوش الغربية قتلت أربعة ملايين مسلم منذ حرب الخليج الأولى سنة 1991، وعنفُهِم هو السبب الرئيسي في ظهور الإرهاب الإسلامي الذي قتل من المسلمين أكثر بكثير مما قتل من المسيحيين واليهود. أنا أرى أن إرهابَهم (الغرب) إرهابُ دولةٍ غنيٌّ ومحترٍفٌ ومجهّزٌ بالطائراتِ الراجماتِ، وأرى أن إرهابَنا (العرب) إرهابٌ فقيرٌ وهاوٍ وغير مجهّزٍ بالطائراتِ الراجماتِ، وأنا كمواطن العالَم أدينُ وبنفس الشدة إرهابَهم وإرهابَنا.

حمام الشط، الأربعاء 7 ديسمبر 2016.

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire