ميشال أونفري، الفيلسوف الفرنسي الأكثر شهرة حاليًّا، الفيلسوف المُتَعِي (Hédoniste) الملحد ذو الجذور المسيحية (Athée chrétien) اليساري التحرّرِي
(Gauche libertaire, dynamique, socialiste, non communiste et non libérale)
العلماني (laïc)
البرودوني غير الماركسي (Proudhonien anti-marxiste). عيبُه الكبير -حسب رأيي وحسب رأي كل المساندين للقضية
الفلسطينية بعربهم وعجمهم- أنه صهيوني غير يهودي ومساند مطلق للعدوان الإسرائيلي
على غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
-
"داعش" هي دولة قائمة الذات فعليا
شئنا أم أبينا، لها تاريخٌ وحضارةٌ
ودينٌ وأرضٌ وشعبٌ ورايةٌ ورئيسٌ
وعُملةٌ خاصة ووزراء ومخابرات وقواعد عسكرية متقدمة في كل البلدان المعادية
لها (الخلايا الفائقة المدرّبة المسلّحة
المجهّزة الجاهِزة. واهمٌ ونائمٌ مَن يقول عنها خلايا نائمة !). هل قامت
بعمليات إرهابية في أمريكا الجنوبية مثلا أو في السويد أو في اليابان ؟ لماذا لا
نتفاوض معها ؟ فالتفاوض لا يقع عادة إلا مع الذي لا يعجبنا، ونحن الغرب لنا علاقات
ودّ مع أصدقاء "داعش"، مثل السعودية وقَطر والإمارات وتركيا.
- دولة خلقها
مَن أطاح بنُظُمِ علمانية ديكتاتورية في سوريا والعراق وشنّ حربًا صليبية (بوش
الابن) أو حرب حضارات من أجل السيطرة على المدّخرات النفطية الإستراتيجية في الشرق
الأوسط.
-
"داعش"، دولة أسسها الإسلام
المقموع من قِبل الاستعمار على مدى قرن ومن قِبل العلمانيين العرب المزيّفين على
مدى نصف قرن من أمثال صدام والأسدَيْن
حافظ الأب وبشار الابن -أسدان يُكسَران دومًا ولا يُرفَعانِ أبدًا- وناصر
وبورقيبة وبن علي والحسن والحسين وصالح وبومدين وبوتفليقة والڤذافي، ساهمت في تأسيسها
وتقويتها وتسليحها الرأسمالية الغربية الليبرالية المتوحشة، أسسها التأويل المتطرّف
للقرآن والأحاديث، أسستها المذهبية الإسلامية (سُنّة وشيعة) والطائفية العرقية
(كُرد وفُرس وعُربان).
- نحن الغربيون
قتلنا ظلمًا منذ حرب 1991 أربعة ملايين مسلم. فكيف تتعجبون من رد فِعل أمة فعلتم
بها ما فعلتم أيها الحُكّام المسيحيون العلمانيون الغربيون "المتحضرون"
الهُمَّج ؟ أليسوا بشرًا أسوياء مثلكم ؟ أنا لا أبارك إرهابهم الهاوي ولا إرهابكم
المحترف بل أحاول تفسير وتحليل وفهم أسباب الاثنين فرجاءً لا تقوّلوني ما لم أقل.
كُفّوا إذن عن رجمهم بطائراتكم وحَكِّموا عقولِكم عوض عضلاتكم ففي المسلمين يوجد
العنيف المتهوّر وفيهم أيضا المؤمن الصادق المظلوم.
- أيها الحُكّام
الغربيون في أمريكا الشمالية وأوروبا، أحذّركم ولا أهدّدكم، إرهابُ "داعش"
المحترف القادم سوف يكون أكثر تدميرَا: تصوروا معي أن مهندسي الدواعش وتقنيّيهم
اخترقوا أبراج مراقبة الطيران المدني في باريس وعطلوا نظام الهبوط، فستجدون قرابة
800 طائرة تحلق فوق باريس في انتظار حل أو سقوط، أو تصوروهم عطلوا نظام تبريد داخل
مُفاعل نووي غربي فسيسخن المفاعل في انتظار حل أو انفجار قد يتسبب في قتل أو تشويه
أو تشريد مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء في مدنكم وقراكم المجاورة للمفاعل.
أفيقوا بني قومي وتدبّروا أمركم وتعاملوا مع المسلمين القاطنين في هذه الدول بعدلٍ
وحكمةٍ قبل فوات الأوان، وبالاحتكام للعقل وحده دون ظلم أو عنف سوف تنجون أنتم
وهم.
حمام الشط، الأحد 25 سبتمبر 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire