mercredi 6 novembre 2024

العنف الوحيد الشرعي هو العنف ضد الوَسْواسِ الخَنّاسِ. فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، صياغة ومقارنة مواطن العالَم

 

 

Étymologie : Le mot violence vient du latin vis, qui désigne l'emploi de la force sans égard à la légitimité de son usage.

تفسير الطبري لكلمتَي الوسواسِ الخَنّاسِ: (من شر الوسواس) يعني : من شر الشيطان (الخناس) الذي يخنس مرة ويوسوس أخرى، وإنما يخنس فيما ذكر عند ذكر العبد ربه.

العنف الوحيد الشرعي (Une forme de violence morale non physique) هو العنف ضد النفسِ "الأمّارةِ بالسوءِ"، أي الجهادُ الأكبرُ وما سُمِّيَ جهادًا أكبرَا حسب اجتهادي إلا لأنه يُلغِي كل أنواع العنف الأخرى ومنها الجهاد ضد الكُفّار غير المعتَدِين، فلو جاهدتَ ضد نفسِكَ لانتفت كل أسبابِ الجهادِ الأخرى غير الشرعية. أما الدفاع الشرعي عن النفس فرديًّا كان أو جماعيًّا (الثورات وحروب التحرير) فهو ليس عنفًا بل استعمال القوة (usage de la force) المبرّرِ قانونيًّا ودينيًّا. أضيف إليه احتكار استعمال القوة من قِبلِ الدولة فهو أيضًا ليس عنفًا بل استعمال القوة العامّة لِمنعِ العنفِ الذي قد يُسلّطُ على بعضِ ضِعافِ مواطِنِيها مِن قِبلِ بعضِ أقوياءِ مواطِنِيها الخارِجِين عن القانونِ.

"النفسُ الأمّارةُ بالسوءِ" هي بلغة العصر مُجْمَلُ الغرائزِ الطبيعيةِ الموروثةِ

 (Le naturel ou l`inné ou les reflexes automatiques

والجهاد ضدها هو مُجْمَلُ الصفاتِ المكتسبةِ حضاريًّا وثقافيًّا (Le culturel ou l`acquis ou les reflexes conditionnels)، وما الحياةٌ كلها إلا جهادٌ ضد ما هو حيواني في الإنسان ولو أننا نلاحظ أن إنسانَ اليوم فعل ما لم يفعله الحيوان، ألاَ وهو إبادة أبناء فصيلته وإدخال العالَم في فوضى عارمة وقاتلة (انظر إلى الحروب الأهلية العربية-عربية والسورية-سورية والعراقية-عراقية والسنّية-شيعية والسنّية-سنّية والسعودية-يمنية، إلخ).

جميع الشرائع السماوية والأرضية لا تُبيح القتل والكذب، "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (قرآن)، ونحنُ اليوم في أغلبِنا أكثرُ أمة تقتلُ بعضها بعضا وتكذب على نفسها وتُطرطِر (فصحى: طَرْطَرَ أي تَكَبَّرَ وفَخَرَ بما ليس فيه) وتدّعِي أنها هي المعنية بقوله تعالى "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله"، وليغفِرْ لي ربي قَوْلِي التالي: أظنه عز وجلّ يعني بقوله الأمة الأسكندنافية المعاصرة لكثرة حسناتها ونُدرةِ ذنوبها ولا يعني به الأمة الإسلامية المعاصرة لكثرة ذنوبها ِونُدرةِ حسناتها.

أنهِى التغريدة الخارجة عن السرب بقولة نبي اللاعنف، الروح العظيمة غاندي: "لن يجد العدو عندي مقاومة مسلحة شرعية أو إرهابية قد يستند عليها ويتعلل بها  لكنه سوف يصطدم بمقاومة روحية لا عنفية،  حتمًا ستعميه وستهزمه شر هزيمة".

تُرَى ماذا فعل العربُ بعنفهم المسلّح خلال نصفِ قرنٍ ؟ هل حرروا به الأراضي المحتلة الفلسطينية، أو الجولان ولواء الإسكندرون السوريَّيْن، أو سبتة ومليلة المغربيتين، أو شط العرب والأهواز العراقيين، أوطُنْبْ الكبرى وطُنْبْ الصغرى الإمارتيتين أو مَزارِع شبعا اللبنانية ؟

ارتدّ عنفُهم إلى نحورهم والعياذ بالله !


حمام الشط، الأحد 16 جويلية 2017.

mardi 5 novembre 2024

الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف... جملة قالها في المقهى فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، نقلتُها دون أن أعي عُمقها الفلسفي جيدً! مواطن العالَم

 

 

الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم يتحققا معًا بالتوازي في أي مجتمع وتحت أي إيديولوجيا أو دين عبر التاريخ القديم والحديث.

لِنبدأ بإعطاء أمثلة من الواقع ولو أن منهجيتي غير فلسفية وقد سبق أن نبّهتُ قرّائي أنني لستُ فيلسوفًا وإنما أنا مُحبٌّ للفلاسفة المحبّين للحكمة:

-       من المفارقات أن الإيديولوجيا الشيوعية والديانة الإسلامية يشتركان في إعلاء مبدأ العدل وفي نفس الوقت يهملان مبدأ الحرية أو يؤجلان على الأقل تطبيقه أو يعتبرانه تناقضًا ثانويًّا. يبدو لي أن بعض الأنظمة الإسلامية القديمة وبعض الأنظمة الشيوعية الحديثة حققت نسبيًّا نوعًا من العدالة الاجتماعية في المجتمعات التي حكمتها لكنها أهملت، وأفضل مثال على ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه (في عهده لم تنقرض العبودية) وستالين "أب الشعوب" (في عهده سُجن مئات الآلاف في الڤولاڤ ظلمًا).

-       أما الأنظمة الليبرالية الرأسمالية فقد حققت نوعًا من الحرية الفردية في شكلها البورجوازي المحدود وفي نفس الوقت فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية وأفضل مثال على ذلك دوامُ البؤسِ في الهندِ، الدولة الديمقراطية، بمئاتِ الملايينِ وانتشارُ الفقرِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بعشراتِ الملايين. وحتى الثراء النسبي الملاحَظ لدى الطبقات الوسطى في أوروبا قد يكون ناتجًا ومرتكِزًا في أقلّه إذا لم نقل في أغلبه على نهبِ ثروات العالَمِ الثالثِ منذ أواخر القرن 19 م، عصرِ الاستعمار المباشر، إلى يومنا هذا، عصر الاستعمار غير المباشر.

سألته: وما قولك في الأنظمة الأسكندنافية الحالية الديمقراطية الاشتراكية، ألم تحقق لشعوبها الحرية والعدالة الاجتماعية في آن ؟ قال: لِـنُنسّب الأشياء، صحيح لقد حققت درجة من العدالة الاجتماعية عن طريق ما يُسَمَّى توزيع الثروة التي راكمتها من الاستغلال الرأسمالي الفاحش في بلدانها ومستعمراتها السابقة. ثم استرسل يَنقُش: يتوهم المواطن التونسي أن ثورة 17 - 14 ستحقق له عدالةً اجتماعيةً. يكفي هذه الثورة شرفًا أنها حققت الحرية الفردية للمواطن العادي والمتحزب (على الأقل وقتيّا)، فأصبح "الخوانجي" التونسي لا يرتعد في فراشه فزعًا عند سماع محرك سيارة تدخل فجرًا النهج الذي يقطنه، وأصبح اليساري المنتمي يُعلن عن اسم حزبه  في المقهى دون خوفٍ من آذانٍ أو عيونٍ لا تنام. لكن وفي نفس الوقت أفقدت الحريةُ الليبراليةُ الفرديةُ المواطنَ التونسي توازنَه النفسي بعد ما حرمتة من عكاكيزه التقليدية التي يتكئ عليها والمتمثلة في الدولة الراعية البقرة الحلوب (état providentiel) والعائلة الممتدة الضامنة اجتماعيًّا والقبيلة الحامية أمنيًّا. وجد نفسه المسكينُ عاريًا يواجه مصيره بنفسه وهو المتعود على الكسل الفكري والتواكل الاجتماعي، فأصيبَ بهستيريا المطلبية التي لم ولن تُلَبَّى مهما صاحَ وأضربَ وقطع الطرقات وبِغيرِ قواه الذاتية اعتصم.


حمام الشط، الأحد 30 أفريل 2017.

lundi 4 novembre 2024

التسيُّبُ السائدُ اليوم بين المواطنين العرب المسلمين أنفسهم وفي بلدانهم فيه شيء من الشِّرك ! فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، صياغة وإضافة مواطن العالَم

 

 

(Le micro-pouvoir foucaldien)

نتذمّرُ من ازدراءِ الغربيين لِديننا، ونحن المواطنون العرب المسلمون المعاصرون نلعنُ دينَنا في اليوم مليون مرة، نلعنه بأفعالِنا السيئة و"باردوكسالُّمُون"  (Paradoxalement) نمجده في صَلَواتِنا. تَفضحُنا سلوكاتِنا ولن تُفلِحَ أوهامُنا في سَتْرِ عُيوبِنا.

أن تَنفِي الآخرَ وتُقصيه وتتجاهله، يعني أنك نَفَيْتَ الله في الآخرَ (الإنسان عمومًا دون تمييز من أي نوعٍ). قال الله تعالَى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ولم يقل "إن أكرمكم عند الله مسلِمكم". خَلَقَنَا مختلفين لِحِكمةٍ نقبلها حتى ولو كنا نجهلها. الله سبحانه غنيٌّ عن صلاتِكَ أيها المسلم، وعن صيامِكَ وقِيامِكَ، وعن عِباداتِكَ جملةً وتفصيلا. الله مُجرّدٌ حيٌّ قَيُّومٌ، عالٍ متعالٍ، مستقلٌّ بذاته عن جميع مخلوقاته ولا يحتاجُ لإثباتٍ من أحدٍ. أما أخوكَ الإنسان فهو في أشد الحاجةً إليك، بل لا يستطيعُ العيشَ بدونك وبدون اعترافك به كآخر، وإن كفرتَ به فقد كفرتَ بالله الذي خلقه كما يشاء هو سبحانه لا كما تشاء أنتَ أيها الغِرّ المعتد بنفسه، فاتقُوا الله في خلقِه تفوزون بالدنيا وقد تفوزون بالآخرة أيضًا.

في مقهى البلميرا سُئِلَ فيلسوف حمام الشط: ما الفضيلةُ يا سي الحبيب ؟ أخذ نَفَسًا كبيرًا وكأنه يُهيِّئ نَفْسَه للغوصِ في الأعماق ْثم أجابَ قائلاً: الفضيلةُ هي عادة ممارسةِ الفضيلةِ

(L`apprentissagehabituel de la Vertu)

في الواجب وخارج الواجب، في البيت والشارع، في الوطن وخارج الوطن، مع المسلم وغير المسلم، مع الصغار والكبار، مع الرجل والمرأة، مع البشر والشجر والحجر، مع المريض والسليم، مع الحاضر والغائب، إلخ. الفضيلةُ ليست فِعلٌ أو قولُ يُكتَفَى به أو يُحتذَى به في المناسبات والمواسم. الفضيلةُ ليست صدقةً من حين لآخر أو شفقةً في المصائب أو فَطرةً نوزعها في العيد الصغيرِ أو تبرّعًا لبناء جامِعٍ أو خمسَ صلواتٍ نقيمها في اليوم دون خُنوعٍ لله أو خشوعٍ، أو صيام شهرٍ في السنة فيه البطنُ خاويةٌ والتقوى غائبةٌ. قال الله تعالَى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، اعملوا لا تعنِي

(Travailler comme enseignant oui ngénieur ou autre)

 ولا تعني الاكتفاءَ بأداءِ الفرائض، بل تعنِي عملَ الخيرِ.

وما الخيرُ يا سي لَحْبِيبْ ؟

الخيرُ هو العملُ التطوعِيُّ النزيهُ المجرّدُ من كل غرضٍ دنيويٍّ أو أخرويٍّ (Une occupation complètement désintéressée) دون انتظارِ جزاءٍ أو شكورٍ من أحدٍ ودون طمعٍ في جنةٍ أو خوفٍ من نارٍ، خاصةً وأن المخدومَ عادةً (الإنسان المحتاج لأخيه الإنسان ماديًّا أو معنويًّا) لا يملك شيئًا يُقدمه للخادِمِ (الإنسان المانِح) سوى رضاءَ الخادم على نفسه وهذا أعز ما يطمح إليه الإنسانُ التقيُّ مهما كانت عقيدته، توحيدًا أو إلحادًا. أأنتَ خلقتَه أم الله ؟

سي لَحْبيب يُغنّي وجناحُه يردّ عليه والغِناء عند حبيب فلسفةٌ والفلسفة عنده حوارٌ أو لا تكون. ومن يا تُرَى يكون جناحُه بحمام الشط ؟ جناحُه هو العبد الفقير لله الذي نشرَ على لسانه (حبيب) قرابة العشرين مقالاً.

تدخلتُ في النقاشِ شارِحًا مستشهِدًا بأمثلة تُؤيد حبيب لأن من عادة الفلاسفة أنهم لا يحبِّذون سَجنَ فكرتهم في مثالٍ حرصًا على عدم اختزالها، اختزالٌ قد يشوّهها دون قصدٍ

 (Les exemples sont souvent réducteurs)

وقلتُ: انظرْ للغربيين كيف يحترمون القانون الوضعِي (العقل) والقانون عندهم عالٍ متعالٍ كالإله عند التوحيديين مع الإشارة أنني كمسلم أنزّهُ الله عن كل تشبيه. بعض الغربيين يكرهوك كمسلمٍ دخيلٍ مهاجرٍ، لكن لم يمنعهم حقدهم الموروث اجتماعيًّا من أن يطبّقوا عليك القانون مثلما يطبقوه على أبناء جلدتهم، أي أنهم أناسٌ قادرون على جهاد أنفسهم وكبح جماح عواطفهم وكتم عنصريتهم وكبتِ غرائزهم الفطرية والمكتسبة

 Les réflexesinnés et conditionnels

وفي الوقت نفسه يُبدون الجيدَ فيهم، بشاشةٌ في الوجه، حُسنُ الاستقبالِ، رحابةُ الصدرِ وسرعةُ قضاءِ الحاجةِ.. لا يعني هذا أنهم بلا تقوى ولا روحانيات كما يذهب في ظن الأكثرية من المسلمين المتكبرين بدينهم، ومن المؤسف أن أقول إنهم -وحتى في هذا الميدان- هم أكثر منا حنانًا على بعضهم البعض.

ومَن يا تُرى أُمِرَ بمجاهدةِ النفسِ ؟ هم المسلمون نحن وسميناه جهادًا أكبرَا. جهادُ النفسِ الأمّارةِ بالسوءِ وما أكثرَ السوءَ عندنا ! والمفروض أن خِشية الله عندنا أعلَى من خِشية القانون. فهل إذا الفرعُ (خِشية القانون الوضعي الزجري) بعد الثورة ذهبَ، ذهبَ معه الأصلُ أيضًا (خِشية الله) ؟

نحن  فعلنا عكس الغربيين: فعِوض أن نُلجِم عُدوانِيتَنا المكتسبة اجتماعيًّا، أطلقناها دون لٍجامٍ كـ"الكلب المسعور" تنهش أعراضَنا وتستبيح مقدساتِنا وتُتلِف قيمَنا السَّمحة -بأسلحتِهم طبعًا- ولكن للأسفِ الشديدِ بعقولِنا الجامدةِ وأيدينا الآثمةِ، ولم يسلم من إيذائها (عُدوانِيتَنا)  لا العدوَّ ولا الصديقَ، ووصل شرّها إلى الطريق العام والقطاع الخاص والعام ونجحتْ في تلويثِ حِسنا العام وذوقنا السليم ونشرتْ القبحَ مكان الجمال.

خاتمة:

نحنُ أمّةٌ رُحِمْنا بكثرةِ الصلاةِ وطولِ الصيامِ وابتُلِينا بالكسلِ وعدم إتقان العملِ !

دستورنا لم ينهنا، قانوننا لم ينهنا، تقاليدنا لم تنهنا، صلاتُنا لم تنهنا، صيامُنا لم ينهنا، قرآنُنا لم ينهنا، سُنة رسولِنا لم تنهنا، فمَن يا تُرى سينهنا أو يُمحينا -إذا لزم الأمر- عن بكرة أبينا !

سأل برنار بيفو (منشط سابق في برنامج "أبوستروف" في قناة أنتان 2) مرةً الفيلسوف بول ريكار: "لماذا تصلحُ الفلسفة ؟". أجابه ساخِرًا: "لا تصلحُ لشيئ أو بالأحرى تصلحُ لشيء قريبٍ من اللاشيء (Le Presque-rien) ولكن يبدو أن هذا الشيء القريبٍ من اللاشيء هو كل شيء".

تصبحون إن شاء الله على شيء قريبٍ من اللاشيء...

إمضائي

"فلتكن لديك الشجاعة والجرأة للمعرفة.. و.. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص" كانط

حمام الشط، الأربعاء 4 أكتوبر 2017.

dimanche 3 novembre 2024

Éloge de la révolution tunisienne. Habib Ben Hamida, philosophe de Hammam-Chatt

 

 

Les révolutionnaires ont marché de l`avant prouvant au monde entier que l`absolutisme du pouvoir individuel n`est pas une exception arabe.

L`auteur a été un témoin et un acteur passionné de cette mutation salutaire qui a mis fin à un régime qui par tous les moyens a tenu les masses dans une aliénation lamentable. Bref Zine et Leila (le président et son épouse) ont été chassés de notre Tunisie parce qu`ils ont choisi le mal ; parce qu`ils ont péché quand ils ont, aussi purement et simplement, transformé la chose publique en leur propre possession privée. Cette mutation salutaire a été réalisée en l`absence de leaders politiques, de chefs charismatiques et cela a été une bénédiction car leur présence fut pour d`autres peuples une malédiction aux conséquences dévastatrices.

En effet l`histoire des révolutions montre bien que les révolutionnaires purs, sont en fait des dictateurs en puissance ; par contre les masses n`ont d`autres principes que la loi d`auto-organisation.

Par leur spontanéité et leur innocence, les tunisiens dans leur majorité ont libéré leur pays du joug de la domination, instauré un ordre nouveau qui a mis fin au règne de la haine, de l`égoïsme et du mensonge.

Sans le recours à la violence ni à la terreur pseudo-révolutionnaire, les masses ont su garder leur indépendance et leur liberté à s`organiser, à chercher l`union, la coopération, le respect d`autrui et l`amour de ceux qui marchent avec.

Ils ont su enfin proclamer la démocratie fondée sur une nouvelle table de valeurs, celles de la vérité et de la liberté de conscience et de croyance.

« Beaucoup de vétérans récalcitrants de la gauche marxiste tunisienne, qui ont milité pendant toute leur jeunesse dans l`UGTT ou dans des partis révolutionnaires clandestins pour qu`un phénomène pareil arrive un jour et qui ont bien préparé et accéléré son avènement entre le 17 décembre 2010 et le 14 janvier 2011, ont été paradoxalement aveuglé par la lumière révolutionnaire jaillissante et n`ont pas pu y voir   malheureusement qu`une vulgaire conspiration étrangère. Leur position bizarroïde ressemble à l`attitude étrange d`une mère qui donne un enfant puis elle refuse de l`adopter car elle découvre subitement que son propre bébé ne lui ressemble pas du tout. Elle attendait un clone, une révolution mammouth, passéiste, limitée et réductrice (une révolution léniniste en Tunisie du XXIe siècle), elle enfante d`un hybride, c`est-à-dire un être qui vient de plusieurs pères (plusieurs références idéologies). Par contre presque tous les réformistes non-gauchistes (islamistes, destouriens, sociaux-démocrates et certains intellectuels marxistes qui ont déjà fait leur autocritique) qui n`ont jamais prétendu être des révolutionnaires et qui n`attendaient pas du tout un phénomène pareil, ont bel et bien cru à cette révolution démocratique non socialiste et ont adopté volontairement cet enfant bâtard appelé révolution tunisienne ».

Hammam-Chatt, samedi 4 juin 2016.

samedi 2 novembre 2024

الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية السلبية ! فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

 

 

الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية السلبية التي تتجسم في القتل والتنكيل في جهاد الكفار وممارسة الجنس دون حدود في ما يسمى بـ"جهاد الـ..." !

قبل ظهور الحضارات وبعدها وقبل ظهور الديانات الأرضية والسماوية وبعدها، كان الإنسان ولا يزال بعضه حرًّا كالحيوان "حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت" أي تطبيق مفهوم الانتقاء الطبيعي لداروين. قال الفيلسوف الأنڤليزي هوبز: "الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان"، وأنا أقول عن الرجل الإرهابي الداعشي أنه آلة مدربة على القتل تفوق بكثير شراسة الذئاب يا هوبز !

كانت حرب الكل ضد الكل (Le chaos) تسود العالم حتى الثورة الفرنسية سنة 1789م، خاف الفردُ أن يفقد حياته فيفقد حريته الطبيعية في المتعة الجنسية ومتعة القتل، فانبثق فيه حب الحياة (L`instinct de vie) وحكّم عقله خوفًا من الموت وقال: حتى لا أفقد حياتي سأتخلى عن حريتي (Je t`obéis et tu me protèges) لفائدة سلطة تمثلني (Le contrat social de Rousseau, 1762). أما الدواعش الوهابيون فهم لا يخافون من الموت بل يمجّدون وينشرون ثقافة الموت ولا يعترفون حتى اليوم بالديمقراطية ولا بالعقد الاجتماعي.

هذه المسألة لا علاقة لها بالدين ولا بالتقدم لأن هذه النزعة الشهوانية والتدميرية نجدها قديمًا عند الملوك المستبدين وحديثًا عند الديكتاتوريين (سلبوا حرية مواطنيهم دون عقد اجتماعي)

 Les cityens ont obéi et les dictateurs ne les ont pas protégés.

والرأسماليين الجشعين والدول الاستعمارية: كان جل الملوك دواعش عصرهم، كانوا هم الوحيدون الذين يتمتعون بحريتهم الطبيعية في ممارسة الجنس مع أي امرأة في مملكاتهم ولهم حق قتل أي مواطن دون أن يُسألوا عما يفعلوا من فواحش أو جرائم. وكان الديكتاتوريون كذلك أيضًا ولا يزالون، هتلر وبول بوت فَعَلا أشنع مما فعله الدواعش، الأول في ألمانيا، أحرق اليهود وقتل بالملايين من الروس والناس أجمعين وأخصى الألمان المعاقين واستعمر نصف العالم، والثاني في كمبوديا أباد ربع شعبه في أربع سنوات. أما الرأسماليون الجشعون والدول الاستعمارية فلا شيء يردعهم أمام الربح، دمروا دولاً بأكملها، أفغانستان، الصومال، العراق، ليبيا، سوريا والقادم أظلم وأهانوا وأذلّوا اليونانيين أبناء دينهم وعِرقهم وبُناة حضارتهم ومؤسسي ديمقراطيتهم.

حمام الشط، الثلاثاء 27 ديسمبر 2016.

vendredi 1 novembre 2024

يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام

 

 

واحد أستاذ فلسفة والآخر عاشق للفلسفة.

- الحضارة الإسلامية حضارة مساواة بامتياز.

- إذن هي حضارة لا يخضع فيها الفرد إلا لخالقه ولا يطلب المغفرة إلا منه عكس ما هو سائد في الحضارة المسيحية حيث البابا يمنح صكوك الغفران أو في الحضارة الرأسمالية حيث ورث البورجوازي استرقاق العامل عن سلفه النبيل والاثنان، البابا والبورجوازي، لا يختلفان كثيراً في استعباد البشر الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.

- الحضارة الإسلامية لم تمرّ بالطبقية، لا في شكلها الأرستقراطي القديم ولا في شكلها البرجوازي الحديث.

- إذن لا وجود لتراتبية فيها، فأفقر إنسان فيها قد يصبح إماما والمساجد منتشرة في كل حي ويديرها أهل الحي أنفسهم.

- لكن المفارقة تتمثل في أن التراتبية والعبودية هما اللتان خلقتا الحضارة الغربية التي بَنت الكنائس الفخمة والقصور وشيّدت الطرقات وراكمت الثروات وصنعت نخبة من العلماء والفلاسفة والفنانين لكن La     ruse de la raison حوّلت السيدَ عبداً لعبدِه.

- حضارتهم إذن هي حضارة يد وحضارتنا حضارة شعر وكلام (علم الكلام).

- العربُ والناطقون بالعربية هم أول مَن بعث الروح في فلسفة كادت تنقرض، أعني بها الفلسفة اليونانية التي سبقتهم بعشرة قرون في العلم والفن والتعليم، لكن للأسف فهُم أنفسهم مَن حاصرها في دار الإسلام فهاجرت إلى دار الكُفر أي الغرب فكانت بمثابة سر نهضتهم، أما هجرتُها من بلادنا فكانت بمثابة إعلان بداية نكبتِنا بدايةً من نهاية القرن الثاني عشر ميلادي وأؤرخها أنا بحرق كتب ابن رشد في الأندلس. فكيف تقول إذن أن لا حضارة أفضل من حضارة ؟ أليست حضارتهم أفضل من حضارتنا ؟

- لو كانت كما تقول لَما أنجبت ستالين وموسولوني وهتلر وفرانكو ! من المفارقة أن قيمة المساواة (Société égalitaire) هي التي قضت على حضارتنا كما قضت على الشيوعية.

- في الجاهلية كان المجتمع قبليّاً، لكنه مجتمع يحفظ للفرد كرامته (الشنفرى كان صعلوكا أبيّاً وحرا لا يخضع لأي قبيلة).

- لا تفتخر كثيرا بقِيم أجدادك الرعاة فأرسطو قال عن أمثالهم أنهم طفيليون (Des parasites) فهُم للدواب تابعون وفي حليبها ولحمها طامعون ووراءها في الفيافي تائهون ولبلدانهم غير معمّرين وبهويّتهم البدائية ملتصقون وعلى العالم غير منفتحين وبالحضارات المعاصرة غير متأثرين بل كانوا ولا زالوا لها رافضون وعلى أنفسهم منغلقون، لم يعرفوا الناس فتوهّموا أنهم هم المقصودون بقوله تعالى "خيرُ أمة أخرِجت للناس". 

- كنا في جمنة الخمسينيات نعيش أحرارا، ورغم فقرنا كانت أنوفنا في السماء، لا نخفض جناح الذل لأحد إلا احترامًا لكبار السن فينا وكانت المرأة في قريتنا حرة تستقبل أقاربها وجيرانها في "حُوشها" لا فرق بين رجلٍ وامرأةٍ حتى لو كان زوجها غير حاضر حينها في "الحُوش"، وتخرج للعمل في "سانيتها" دون إذنِ أحد، وتمشي في "زنـﭬتنا الحادة" سافِرةً تضرب بقدميها الأرض شموخا. كنا مجتمعا غير طبقي، لا غنيَّ فينا ولا متسلط.

- الغرب بَنَى ثروته على أكتاف العبيد والأقنان والاستعمار وأخيراً العمال. أما نحن في الجاهلية فلم يكن اقتصاد الكفاف عندنا يحتاج إلى كثير من العبيد ثم جاء الإسلام وحث على تحريرهم رغم قلتهم لكن المسلمين فعلوا عكس ما أمر به القرآن فاستطابوا الجواري والغلمان ولو طبقوا ما جاء في الكتابِ لكان لهم السبقُ في تحرير العبيد أربعة عشر قرنا قبل قانون أبراهام لنكولن في أمريكا الشمالية.

- الحرية الفردية والمساواة والكرامة قِيمٌ متجذرة فينا إذن ونحن ردمناها بالطقوس وتركنا المقاصد العليا للشرع وتشبثنا بالنصوص ففسحنا المجال للصوص من الداخل والخارج.

- الحركة السلفية الجهادية (القاعدة وداعش) هي حركة حداثية، حركة أحدثُ من الشيوعية، ولو أراد الغرب أن يُشوِّه الإسلامَ لَما نجح في تشويهه أكثر مما شوّهَه أهلُه، كما شُوِّهت الماركسية من قِبل اللينينيين والستالينيين. ولو قام محمد بن عبد الله صلوات الله عليه لأنكر على الجهاديين إسلامَهم، ولو قام ماركس لأنكر على الماركسيين المعاصرين لينينيتهم وستالينيتهم.

- سمعتُ اليوم في الحوار التربوي كلاما لم يعد يستقيم بعد ما سمعتك أيها الفيلسوف، يقولون: "القِيمُ الغربيةُ، مثل الحرية والمساواة والتسامح وحرية المعتقد، هي وحدها القِيمُ الكونيةُ". يجب أن يقولوا: "القيمُ العربيةُ-الإسلاميةُ، مثل الحرية والمساواة والتسامح وحرية المعتقد ولا وساطة لمخلوق بين الخالق وعبده حتى ولو كان الرسول نفسه، هي القِيمُ الكونيةُ". وأنا راجعٌ في طريق العودة إلى المنزل، اعترضني مسلمٌ باحثٌ جامعيٌّ لكنه متزمّتٌ فقال لي "ناصِحًا": "مَن لا يصلي لا ينتمي للإسلام". أجبته في قلبي: "بالله عليك يا أخا العرب، كنتُ أنا والفيلسوف نجنّح بالإسلام في عالم القِيم الإنسانية الكونية فأنزلتني إلى حضيض التعصّب والانغلاق والطقوسية المفرغة من الإيمان، رحمة ربي واسعة وأنتم بفضل جهلكم ضيقتم فيها، ولحكمة لا يعلمها إلا هو خَلَقَنَا مختلفين وأنتم تريدوننا كدجاج الحاكم، لا طعم له ولا رائحة. هيا تصبح على خير".


حمام الشط، الثلاثاء 17 ماي 2016.