dimanche 29 septembre 2013

خاطرة "كشكارية" دون سند علمي أو فقهي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

خاطرة "كشكارية" دون سند علمي أو فقهي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

يشترك الإسلاميون و الماركسيون و القوميون في التأكيد على أفضلية و أسبقية العدالة الاجتماعية على الديمقراطية و الحرية الفردية، و يبدو لي أنهم لو عكسوا لأصابوا. مع العلم أن الله سبحانه و تعالى ختم الرسالات السماوية بالرسالة المحمدية، و حرّر الإنسان من سيطرة و وصاية أخيه الإنسان، و لم يستثن حتى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ("إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يشاء"، "فذكّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"). و مع الإشارة أن ماركس بشّر بانقراض تسلّط الدولة و ديكتاتورية طبقة على طبقة تزامنا مع نهاية الصراع الطبقي وبداية صنع الإنسان لتاريخه بنفسه.  

أهملت الأنظمة الإسلامية (طالبان أفغانستان و ولاية الفقيه في إيران و الإخوان في السودان و غيرهم) و الماركسية (الاتحاد السوفياتي سابقا و الصين و كوبا و غيرهم) و القومية (أنظمة هتلر و موسولوني و فرانكو و عبد الناصر و صدام و الأسد و غيرهم) الديمقراطية و الحرية الفردية في سبيل ضمان العدالة الاجتماعية ففشلوا في  تحقيق الهدفين.

في الخمسينات، تزامنت بداية نهضة الهند مع نهضة مصر. اختارت الأولى الديمقراطية نظاما و الحرية الفردية عقيدة، أما الثانية فقد فضلت تحقيق العدالة الاجتماعية و أرجأت الحرية الفردية و الديمقراطية. أرست الهند الديمقراطية و الحرية الفردية و حققت نسبيا نهضة علمية و تكنولوجية، أما مصر فقد أسست ديكتاتورية عسكرية و بقيت متخلفة علميا و تكنولوجيا لكنها حققت العدالة في الفقر و الجهل.

انهارت كل الأنظمة الإسلامية و الماركسية و القومية التي لم تعتمد الديمقراطية نظاما و حرية الضمير عقيدة و في المقابل صمدت و نهضت و تطورت كل الأنظمة الديمقراطية رغم اختلاف دينها و قوميتها (أوروبا المسيحية و آسيا الإسلامية و إسرائيل اليهودية).

مُنيت كل الأنظمة غير الديمقراطية بهزائم نكراء (هزيمة النازية و الفاشية في نهاية الحرب العالمية الثانية، و هزيمة عبد الناصر في 1967، و انهيار الاتحاد السوفياتي، و هروب طالبان خوفا من الأمريكان، و تقسيم فلسطين بين حماس و فتح، و تجزئة السودان بين المسيحيين و الإخوان، و إدخال العراق و الصومال و سوريا في حروب أهلية طاحنة). في المقابل انتصرت الدول الديمقراطية على الدول غير الديمقراطية مع أنها في أكثر الأحيان ليست على حق، كدولة أمريكا التي أصبحت الشرطي الظالم لكل العالَم، و كدولة إسرائيل العنصرية التي استوطنت أرض فلسطين و هجّرت قسرا العرب الفلسطينيين من السكان الأصليين.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 29 سبتمبر 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire