jeudi 26 septembre 2024

ما أعيبه على "الطب العربي" أو "الطب التقليدي" ؟ مواطن العالم (غير مختص في الطب الحديث ولا في الطب العربي لكنني مختص في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا أو ما يسمّى بالديداكتيك)

 

 

1.   "الطب العربي" أو الصيني أو الهندي، إلخ، هو طب تقليدي يداوي عادة بالأعشاب. والأعشاب هي غالبًا أهم مكونات الأدوية الحديثة لكنه انتشر في العالم أجمع في عصور ما قبل العلم الحديث  (préscience) فلا علاقة له إذن بالطب الغربي العلمي الحديث.

2.   "الطب العربي" هو نوع من التطبيب يفتقر لقياس الجرعات المفيدة - وإذا غاب القياس غاب العلم الحديث - لذلك أدعو إلى إخضاعه للبحث العلمي حتى نفرز الغث من السمين فيه.

3.   ممارسو "الطب العربي" عادة ما يكونوا أمّيين أو على الأقل لم يتلقوا تكوينًا في الميدان ولا علم لهم بوظائف الجسم الفيزيولوجية ولا بالتركيبة البيولوجية لأعضاء الجسم البشري.

4.   نجاحات "الطب العربي" غالبا ما تكون نتيجة "العلاج الوهمي" (Effet placebo)، أي الجسم يسكّن أمراضه بنفسه بواسطة إفراز هرمونات دماغية سحرية مسكّنة مثل الدوبامين والسيروتونين وغيرها دون استعمال أدوية كيميائية فعّالة (substance chimique effective et efficace). مثال: العلاج بالقرآن قد يشفي المريض دون تناول أدوية كيميائية فعّالة لكن لا يشفي إلا المؤمنين به على عكس الأدوية الحديثة التي تشفي المسلم واليهودي والمسيحي واللاأدري والملحد.

5.   "الطب العربي" تبهرنا نجاحاته النادرة عادة ونقرأها في الجرائد، لكننا نجهل فشله المتكرر والكارثي أحيانًا.

6.   نجاحات "الطب العربي" القليلة والمشهدية عادة ما ننسبها إلى "الطبيب العربي" وننسى أن الجسم، وفي عديد الحالات، يعالج نفسه بنفسه لكن ببطء شديد. مثال: زرت مرة في مدينة ليون طبيبًا فرنسيًّا وكنتُ أعاني من أوجاع داء "عِرق الأسى" (le nerf sciatique) وطرحت عليه أسئلة حول بعض نجاحات "الطب التقليدي" في شفاء هذا الداء، فقال لي: "90% من الحالات، يجد لها الجسم حلولاً حتى ولو لم تزر طبيبًا حديثًا أو تقليديًّا".

خلاصة القول: "الطب العربي" أو "الطب التقليدي"، تراثنا لا ننكره ولا نأخذه كله ولا نرميه كله بل نغربله ونصفّيه من الشوائب التي علِقت به طيلة عصور ما قبل العلم الحديث. نغربله بأدوات علمية غربية حديثة مستنجدين بأدوات معرفية نابعة من ثقافتنا العربية-الإسلامية العريقة.

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط 26 سبتمبر 2024.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire